هناك إجماع على أن »الرجاء الآن« ليست في »الطوب«. وقد نكون مع الجهاز التقني في فرضية »بناء« الفريق والبحث عن أدوات فاعلة لتأثيث صوامع القوة دفاعاً ووسطاً وهجوماً، خاصة وأن فترتي الانتقالات متقاربة وتشكل قبلنا أم كرهنا حالة عدم استقرار نفسي، ومن تم تقني في أداء اللاعبين، سواء الواردين في الشق الأول من الانتقالات أو في شقه الثاني الذي يأكل من مطامح ورغائب اللاعبين والمسيرين جهداً نفسياً وزمناً كبيرين... مباراة الإياب مع وفاق سطيف كانت المعيار الأول لجاهزية الفريق جسمانياً لخوض مسار البطولة على نغمة التفوق والمنافسة على التتويج الوطني... كان الشوط الأول ديناميكيا جماعياً وفردياً لنداً لند مع رجال الوفاق، بل وكانت تكتيكات الرجاء فاعلة من جهة اليمين على يد العلودي، لكن الشوط الثاني أكد لنا أن الحمولة الجسمانية لدى مجموع اللاعبين انهارت تماماً، فالذي ينزل لا يطلع والعكس، وكأن الأحذية مثقلة بالحديد وأن المناخ مشحون بالهيدروجين مما يجعل استرداد النفس عسيراً... وقلنا لابأس، إنها بداية الموسم. لكن أمام فريق الفتح يعود نفس السيناريو، حيث شكل الفريق قوة ضاغطة غير أنها انهارت في الشوط الثاني لنفس الأسباب. وتساءلنا حينها: أو لم يع روماو بهذه النقائص؟... وجاءت مباراة المسيرة لتؤكد نفس المعطيات مع خلل في توظيف العلودي الذي ظل نقطة استفهام في اليسار وما كان أحوج الفريق إليه في اليمين. تضاف إلى الاستفهامات الأخرى التي تكاثرت في الشوط الثاني لتترك لسقيم عدة خيارات في اقتحام الوسط والدفاع... وكل ذلك من جراء اختلالات جسمانية تتجلى في عدم إكمال العمليات، سواء في البناء من الخلف أو في اقتحام مربع عمليات الخصم، أما الصراعات الثنائية، فإنها كانت لصالح لاعبي المسيرة في جل الأطوار. وتأتي مباراة المغرب الفاسي لتختبر مدى استيعاب المدرب لدروس المباريات الثلاث السابقة، وكيف عالجها ميدانياً أولا من خلال قراءة نقدية لعطاءات لاعبيه فردياً وجماعياً، وثانياً من حيث اختيار الرجل المناسب للمهمة المناسبة... وكان فضاء مباراة فاس رحباً لإظهار هذه الاختبارات، لأن الإصابة تحققت في الربع ساعة الأخير من المباراة.... فهل يخبىء روماو في جعبته كل هذه الإصلاحات الضرورية لتقوية الذات وللقدرة على امتلاك المبادرة في الديربي؟