مفارقات غريبة تعيشها ساكنة يزيد عددها عن 20 ألف نسمة . تعيش دون شبر من المساحات الخضراء.. إنها ساكنة منطقة مديونة، التي شكلت منذ القدم قبلة لسكان البيضاء خلال أيام العطل وكل نهاية أسبوع ، حيث تتدفق جماهير غفيرة من البيضاء لقضاء يوم جميل في حقولها ومساحاتها الخضراء وكذا بجزء من غابة بوسكورة المحاذية لحدودها الترابية عبر منطقة مرشيش، هذه المنطقة أصبحت اليوم تعرف وضعا معاكسا، اذ أصبحت الساكنة تأخذ أطفالها وتتجه صوب مدينة البيضاء من أجل الترفيه والترويح عن النفس في ظل غياب أو «انقراض» هذه المساحات الخضراء... هذه الساكنة التي تجاور أكبر مطرح للنفايات بالمغرب، أصبحت محرومة من أقل حق في الترويح عن النفس لمدة 18 سنة خلت تم خلالها الاجهاز على كل المساحات الخضراء، اذ صار أغلب القاطنين المغلوبين على أمرهم يتخذون ، رفقة فلذات أكبادهم، من جنبات بعض الشوارع وبعض المساحات الفارغة بجانب الملعب البلدي، مكانا لقضاء بعض الوقت!! لقد أصبحت المدينة بمثابة شبح مخيف (انتشارالأزبال، كلاب ضالة، شوارع مهترئة..) بالاضافة الى غياب مراكز التوجيه والتثقيف وضعف وسائل التنشيط والامكانيات بدار الشباب الوحيدة بالمدينة ، يقض مضجع الاسر التي تضع يدها على قلبها خوفا على مصير أبنائها من مخالب الانحراف! وبالرجوع الى مشروع ميزانية التسيير برسم السنة المالية 2010 بالفقرة 10/32 فصل 20 الباب 30 من رسوم رفع نفايات الحدائق ، نجد مبلغا ماليا قدره 500 درهم ، وفي فصل آخر نجد مبلغا ماليا قدره 40 ألف درهم لشراء الأشجار والأغراس.. ليتبين بالملموس مدى اهتمام القائمين على الشأن المحلي بتوفير الراحة والطمأنينة للساكنة وكذا الحرص على مستقبل براعمها الصغار، كما توجد بالمدينة عدة تجزئات الكل يعرف شروط الترخيص بها ، منها ضرورة احترام تواجد مساحات خضراء، لكن الواقع ينفي هذا الشرط المهم، اللهم تجزئة التسيير التي احتُرم بها هذا الشرط! إن المسؤولين الذين سيروا لمدة 18 سنة خلت، كان لهم رأي آخر ، يقوم على تبليط المساحات بدل تشجيرها ولتشرب الساكنة البحر الذي يبعد عنها ب 20 كلم! إنه وضع يجعل السكان مع كل شروق شمس ، يحلمون بتوفير «أضعف الايمان» المتمثل في مساحات خضراء من اجل استنشاق رائحة زكية تساعدهم على تحمل غياب مرافق أخرى ضرورية بالمدينة.