بعد أن اختارت المدعوة اميناتو حيدر أن تأكل غلة أراضي السيادة المغربية لسنوات و لعقود طويلة و تسب الملة لحظة دخولها على الخط مع المخابرات الجزائرية المناوئة للوحدة الترابية المغربية و رفضها تدوين جنسيتها «المغربية» في استمارة الدخول لدى وصولها إلى مطار الحسن الأول بالعيون الجمعة 13 نونبر المنصرم و تخليها بمحضر رسمي عن جواز سفرها المغربي و بطاقتها الوطنية، فضل مطران القدس بالمنفى «المطران هيلاريون كابوتشي» أثناء تواجده بفاس أن يُشهر جواز سفره المغربي، أحمر اللون، و يرفعه عاليا بحماس كبير و يداه ترتجفان أمام العديد من ممثلي الدول العربية و الإفريقية و الأوربية المشاركة في الندوة الدولية حول القدس، اعترافا منه بالقيمة الكبيرة التي يحظى بها هذا الجواز المغربي الذي منحه إياه الراحل الحسن الثاني سنة 1979 بعد أن طردته إسرائيل عام 1978 خارج مدينة القدس و جردته من كل وثائقه الثبوتية للهوية.ذلك أن ممثل الفاتيكان والدبلوماسي الذي تعاطف مع القضية الفلسطينية وعمل كل ما يستطيع من أجلها ، ظل منذ تشرفه بحمل الجواز المغربي كما قال بفاس و هو يدون «جنسيته» المغربية التي يعتز بها بمطارات العالم أينما حل و ارتحل. فما حصل من جانب المطران كابوتشي في هذا الوقت بالذات، شكل بحق صفعة قوية للمدعوة اميناتو حيدر التي قايضت وطنيتها و مغربيتها و جنسيتها و جواز سفرها المغربي بمسرحية دنيئة من تأليف وإخراج المخابرات الجزائرية، في حين استحضر المواطن المغربي المطران هيلاريون مقايضة إسرائيل للفاتيكان بخروجه من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة و عدم عودته لمنطقة الشرق الأوسط و لجوء إسرائيل إلى مصادرة وثائقه الوطنية بغية تحويله إلى إنسان بدون هوية.فجاء التحرك المغربي سريعا والذي أبى إلا أن يمنحه جواز السفر المغربي القومي الذي يعود له الفضل في تحويل «المطران» إلى أحد أهم دعاة القضية الفلسطينية في جميع أصقاع العالم، ليتأكد من خلاله الحضور المغربي في فلسطين و تلاحم الجواز المغربي في أبهى حلله مع حقوق الشعب الفلسطيني. فحين تسمو صورة جواز السفر المغربي إلى درجة «الحقيقة»، كما أظهرها المطران هيلاريون كابوتشي بمدينة فاس، وتكتمل معانيه و رموزه الوطنية و السيادية لما تعتمل به من معاني الفخر و الاعتزاز بالجنسية المغربية و وحدة أراضي الوطن الراسخة في ذاكرتنا الجماعية، فإن مآثر الارتباط بالوطن و قدسيته و تجلياته من جيل إلى آخر تصبح عميقة في الوجدان و متمنعة على التنكر و النسيان.