أقدم مطران القدس بالمنفى وأسقف كنيسة الروم الكاثوليك، «هيلاريون كابوتشي»، على إشهار جواز سفره المغربي الذي منحه إياه الراحل الحسن الثاني تقديرا منه لمواقفه الوطنية والإنسانية الشجاعة، وذلك في أعقاب نفيه خارج الأراضي العربية المحتلة في 1978. وأوضح المطران- الذي كان يتحدث مساء الجمعة الماضي في الندوة العلمية الدولية حول موضوع «القدس في الفكر العربي و الدولي» التي نظمتها جامعة محمد بن عبد الله بفاس بمناسبة اختيار مدينة القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009 - أنه يعيش، حتى اليوم، في منفاه بروما، ويتنقل بين دول العالم بواسطة الوثيقة الوحيدة التي تحدد هويته و المتمثلة في جواز سفره المغربي. حيث أثار ما يتعرض له القدس الشريف من خروقات وتجاوزات من قبل الكيان الصهيوني الذي لايزال يمارس أساليبه التخريبية و التزويرية المستمرة في حق المعالم والمقدسات في مدينة القدس وسائر الأراضي الفلسطينية. من جهته، أشاد قاضي قضاة فلسطين، الشيخ تيسير التميمي، بحضور المغرب في قلب قضية القدس على مدار التاريخ بواسطة مؤسسة بيت مال القدس باعتبارها الإطار العربي و الإسلامي الوحيد الذي يقدم مساعدات مالية بانتظام من أجل رفع الحظر و التخفيف من معاناة المقدسيين. هذا في الوقت الذي يكثف ذوو سلطة المال الاسرائلي بالعالم ، تقديم الدعم المادي للكيان الصهيوني لإنجاح مخططاته الاستيطانية التي تروم زرع 200 كنيس جديدة على أنقاض عدد من المساجد وأراضي الوقف المسيحي والإسلامي. وطالب قاضي قضاة فلسطين، مسلمي و مسيحيي العالم، بالتبرع بدولار واحد لمواجهة شراسة التمويل الصهيوني الخارجي، داعيا كل من له القدرة على زيارة مدينة القدس بأن يفعل مساهمة منه في كسر الحظر على المقدسيين وخلق رواج اقتصادي وسياحي قد تنتفع من ورائه القدس التي أضحت اليوم في حاجة ماسة إلى من يدعمها بعد أن تحولت إلى مدينة عربية إسلامية مهددة بالزوال،كما جاء في الكلمة التي ألقاها المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية و العلوم الثقافية (الايسيسكو) الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، وهو يقف عند الهجمة الإسرائيلية على الجغرافية والتاريخ والحضارة الفلسطينية وما نجم عنها من خسائر مادية ملموسة همت قتل آلة الاحتلال الإسرائيلي لعشرات الآلاف من أبناء فلسطين واعتقال وتشريد لأكثر من نصف الأهالي وهدم المنازل واقتلاع الأشجار والاستيلاء على معظم الأراضي. إضافة إلى خسائر تاريخية تمثلت في تغيير أسماء المعالم التاريخية والحضارية وتزوير المعلومات المتعلقة بها.