يرى المؤرخ محمد بن عزوز حكيم أن المغرب هو البلد الوحيد الذي مازال يحتفظ بمنصب مؤرخ المملكة. حيث أن كافة دول العالم ، خاصة تلك التي تهتم بتاريخها، لا يوجد بها مؤرخ الدولة، وإنما توجد بها أكاديمية التاريخ التي تضم أشخاصا لهم دراية وإلمام كبيرين بالتاريخ. ويربط المؤرخ بين إمارة المؤمنين وبين الوظيفة التاريخية للشخصية التي يختارها ملك البلاد. إن العبور عبر الديوان الملكي مثل طريق التأهيل الذي يمر منه مؤرخ المملكة ، فقد قادت هذه الوظيفة عبد الوهاب بنمنصور إلى التاريخ، بعد أن التحق في 1957 بديوان المغفور له محمد الخامس، الذي كان هو أيضا كاتبا، بالمعني الفعلي، لتاريخ المغرب الحديث، كما كان مديرا لديوان المرحوم الحسن الثاني الذي عينه في منصب الديوان ثم التاريخ في 1961، قبل أن يصبح مدير الارشيف الملكي في 1975 ، ثم عضوا مؤسسا لأكاديمية المملكة. يبدو أن التاريخ ، للوهلة الاولى يلحق بالدولة، عوض أن تكون هي مرآته العملية ... كما أن اسم مؤرخ المملكة يختلف عن مؤرخ فقط. وقد عرفت الدول كلها هذه المهمة. في فرنسا كانت المهمة تعهد إلى مثقف أو رجل آداب يتلقى أجرة عن عمله ، ويكون مؤهلا لكتابة التاريح . وفي ايطاليا البندقية ، كانت المهمة تعود إلى أحد النبلاء. في الصين القديمة كان مؤرخو السلالات الحاكمة ينقلون كل الاحداث التي تعرفها الامبراطورية.. كان كل ملك يختار مؤرخه في فرنسا، حيث اختار لويس 14 المؤرخ بيليسون كي يكتب أحداث مملكته، كما عمل راسين،صاحب المسرحيات الشهيرة ، ،بل رجل الأدب الشهير في هذه الوظيفة. وسيبدو بدهيا أن ينتظر المؤرخ الحالي للمملكة ، حسن أوريد أن يحدد جلالة الملك التصور الذي سيشتغل عليه في مهمته الجديدة حسب ما أكدته مصادر مطلعة... وكما يرى بنعزوز «أن مؤرخ المملكة ليس بالضرورة أن يكون مثقفا، وإنما عليه أن يؤرخ للملك، علما أنه لا يؤرخ للدولة كدولة، مثلا ليس من واجبه التأريخ لمرحلة تعود الي ألف سنة مضت. والمثقف بدوره في بعض الأحيان لا يؤرخ».