انقضت أيام عيد الأضحى الأولى ولم يعد هناك ما يؤشر على احتفال البيضاويات/البيضاويين بمناسبة شغلت بال العديدين طيلة الأسابيع الفارطة، بل وقضت مضجع البعض الآخر بحثا عن وسيلة لتدبر ثمن خروف العيد، سوى رائحة «شواء» أسياخ اللحم التي تنبعث في كل مكان وفي أي وقت كان، ليست بالضرورة مرتبطة بموعد الوجبات الرئيسية، مذكرة الجميع بأن الخروف / الكبش مازالت أجزاؤه تمتع البعض ب «دفء» يساهم في التخفيف من انخفاض درجة الحرارة الذي تعرفه العاصمة الإقتصادية هذه الأيام ، وتبعات قروض بالنسة للبعض ستمتد إلى الشهور المقبلة وربما حتى العيد المقبل! من «الأكسسوارات» التي تؤشر على مرور عيد الأضحى أيضا هناك «البطانة»، التي انتشرت بمختلف دروب العاصمة الإقتصادية، وعند مختلف ملتقيات الأزقة، تنتظر «تجار» الجلود لجمعها بعدما تخلى بعص أصحابها عنها، فيما اختار البعض الآخر التشبث بتقليد «الهيدورة» الذي بات يختفي رويدا رويدا لدرجة أضحى معها في طريق الانقراض! علامات أخرى تدل على أن نسبة كبيرة من البيضاويات بالأساس احتفلن بعيد الأضحى، تتضح في أجزاء الأكباش المقددة وقطع «الكرداس» المتناثرة على الأسطح وبشرفات المنازل، والتي لاتميز ما بين حي شعبي وآخر «راق»، فالولع ب «القديد» أكبر بالنسبة للبعض من أية «اعتبارات»، لذا فلا عجب أن تجد قطعه تجاور حبال نشر الغسيل جنبا إلى جنب، غارقة في الفلفل الأحمر والملح، بحثا عن بعض من أشعة الشمس في الجو «البارد» الذي تعرفه المدينة، أملا في تجفيفها حتى يتسنى استعمالها لمدة أطول في وجبات خاصة! «البطانة»، «القديد» و«الكرداس» .. مؤشرات تؤكد وبالملموس أن المناسبة التي ولت لم تنته بذبح الأضاحي، تنضاف إليها مخلفات الأكباش المختلفة، المتناثرة ذات اليمين وذات الشمال ، ومن بينها ركامات الأزبال التي لفظتها على قارعة الطريق «الحاويات» التي ضاقت بها ذرعا ولم تعد تقوى على احتضانها بين ثناياها لكون طاقتها الاستيعابية تعجز عن احتواء جحافل الأكياس البلاستيكية وغيرها من بقايا التبن والكلأ وأمعاء وقرون الخرفان، في انتظار مرور شاحنات جمع القمامة من أجل «انتشالها»، ليبقى بذلك عيد الأضحى مناسبة خاصة بكل المقاييس تحبل بالعديد من الخصوصيات «الحصرية»!