شهدت الدارالبيضاء ثاني أيام العيد في الوقت الذي تفضل فيه نساء الاحتفال بعيد الأضحى، وفق مراحل تمتد على أيام ما بعد يوم العيد، ظاهرة تتسم بنوع من الغرابة، بعد أن لوحظ تجول "جزارات" يشحذن سكاكينهن بحرفية ويطرقن الأبواب بأحياء شعبية قصد تقطيع أو "تفصيل" الخروف وتوزيعه في أكياس بلاستيكية مقابل مبلغ مالي لا يتجاوز 70 درهما. وأشارت جريدة " الصحراء المغربية " إلى أن تحدي النساء "للجزارين" لم يقتصر على تجولهن في الأحياء عبر مجموعات، تضم كل مجموعة امرأتين، بل هناك نساء "جزارات" لديهن محلاتهن المخصصة للجزارة بحي بورنازيل بالدارالبيضاء، يعرفن إقبالا شديدا نظرا لمعرفتهن بأصول الحرفة، وطريقتهن الخاصة لتقطيع الأضحية، مستعينات بالمنشار، والمدية، وسكاكين من الحجم الكبير، وأدوات أخرى كانت إلى وقت قريب حكرا على الجزار فقط. ورحب بيضاويون باقتحام الجنس اللطيف هذه المهنة، التي ظلت لسنوات حكرا على الجزارين الرجال فقط، معتبرين أنها تحد جديد أعلنته نساء بالبيضاء، كن يكتفين بإحياء التقاليد الأصيلة المرتبطة بالعيد، وإعداد الوجبات المميزة في الطبخ المغربي. وقالت مريم لوزة جزّارة لم تتجاوز عقدها الثالث، بنبرة مليئة بالثقة بالنفس:" تزامنا مع كل عيد أضحى أختار مساعدة والدي الجزار، فى تقطيع الأضاحي، إلى أن اكتسبت الخبرة منه، وأرى أن البيضاويين يحبذون التوجه إلى "كزارات" لتقطيع الأضاحي، لأنهن يعلمن كيف تتصرف النساء في اختيار اللحم لإعداد كل وجبة" وتشير مريم، ذات البشرة البيضاء، والوجه المستدير، والعينين السوداوين، إلى أنها مثل عدد من النساء يخترن مناسبة العيد للحصول على مصروف إضافي يمكن أن يصل إلى ألفي درهم خلال يوم واحد فقط. وبلغة يطبعها التحدي تقول مريم:" إن الجزارات سيكتسحن عالم الجزارة" مصرحة بأن عددا من النساء اللواتي تعرفهن اخترن كراء محلات تجارية خصصنها للجزارة كحرفة جديدة دخلتها نون النسوة ". وأكدت الجزّارة المفعمة بالحيوية والنشاط، أن النساء خبيرات في تقطيع اللحم وكيفية توزيعه، فاللحم، الذي يستخدم في "الكسكس" يجب أن يكون طريا وخاليا من الدهون الكثيرة والعظام، أما الطاجين فهو يحتاج، بسبب بقائه لفترة طويلة على النار، إلى أن يكون غنيا بالدهون والعظام التي تضيف إلى الطعام مذاقا طيبا ورائحة أيضا، وهذا شيء إضافي تمتاز به "الجزارات"، عن، "الجزارين"، الذين لا يجيدون تقطيع اللحم إلا عبر طرق تقليدية لا تروق للكثير من النساء.