في يوم ما خلال الأشهر الستة المقبلة، تأمل ميريام فامبي أن تستقل الطائرة للمرة الأولى في حياتها متجهة نحو جنوب إفريقيا. ويقوم معظم المسافرين من شعب زيمبابوي إلى جنوب إفريقيا بعبور الحدود بين البلدين بالحافلة، حيث يعانون من سوء الطرق ووعورتها، ولكن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لن يعجز عن تأمين ثمن تذكرة الطائرة. فإذا قبل طلب فامبي لكي تصبح أحد الخمسة عشرة ألف متطوع ببطولة كأس العالم بجنوب إفريقيا في العام المقبل، فبوسعها أن تأمل في الحصول على رحلة سفر أكثر راحة. ويعتبر برنامج المتطوعين في كأس العالم طريقة جيدة يأمل جيران جنوب إفريقيا من خلالها أن يختلسوا ولو نظرة بداخل البطولة، التي سميت بطولة «كأس العالم الإفريقية»، ولكنها في واقع الأمر أصبحت شأن جنوب إفريقي في المقام الأول. وصرح إيان كاما، رئيس بوتسوانا، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في سبتمبر الماضي عندما سئل عما يتوقعه من بطولة كأس العالم قائلا : «أعتقد أن استفادتنا منها ستكون محدودة». وأضاف : «بينما أتحدث إليكم الآن لا أستطيع أن أحدد بشكل مطلق أي فائدة يمكن أن تدرها هذه البطولة على بوتسوانا». ولكن هناك طريقة أمام جيران جنوب إفريقيا للحصول على بعض الاستفادة المادية بوضع أنفسهم على خريطة كأس العالم، وهي أن يحاولوا اجتذاب بعض فرق البطولة للتدريب على أراضيهم خلال فترة الاستعداد السابقة لكأس العالم. فمن زيمبابوي إلى زامبيا، مرورا ببتسوانا وموزمبيق، بنيت العديد من الملاعب الجديدة، بينما تم تجديد وتطوير ملاعب أخرى بالمنطقة على أمل الفوز ولو بجزء من جائزة( كعكة) كأس العالم. ولكن في الوقت الذي قد تفكر فيه بعض المنتخبات الصغيرة في الاستعداد لبطولة كأس العالم خارج جنوب إفريقيا، فقد كان موقف المنتخبات الكبيرة حازما من حيث التوجه مباشرة إلى البلد المضيف. ومازال هناك 400 ألف زائر يتوقع سفرهم إلى جنوب إفريقيا خلال فترة المونديال، وربما يود بعضهم أن يستفيد من تذكرة السفر قدر المستطاع بزيارة أي دولة مجاورة أخرى فيما بين مباريات البطولة. ويقول داني تالبوت، مدير السياحة الرياضية، في شركة «توماس كوك» ببريطانيا : «كما جربنا من قبل عندما نقلنا مشجعين بريطانيين لمؤازرة منتخب الركبي أو الكريكيت البريطاني في جنوب إفريقيا، كان بعض العملاء يطلبون إطالة مدة زيارتهم للقارة السمراء، من أجل زيارة دول أخرى مجاورة مثل ناميبيا وكينيا وزانجيبار. وتأمل زيمبابوي في أن تنعش بطولة كأس العالم الصناعة السياحية بالبلاد، والتي تدهورت كثيرا بسبب عقد كامل من أحداث العنف السياسية والاضطرابات الاقتصادية، في ظل حكم الرئيس روبرت موغابي. ولكن الآن بعد تعيين حكومة وحدة جديدة بالبلاد، تؤكد زيمبابوي أنها «مستعدة تماما لكأس العالم 2010»، وإن كانت مكاتب السياحة في بريطانيا تؤكد أن السياح هناك مازالوا يفضلون مشاهدة شلالات فيكتوريا من الجانب الزامبي «الأكثر سلامة». وانتظر أصحاب الفنادق في موزمبيق، الجارة الواقعة شمال شرق جنوب إفريقيا، وتتمتع بإمكانيات سياحية كبيرة، قرعة كأس العالم التيجت مسا الجمعة الماضي لإطلاق حملاتهم التسويقية. ويعتبر خوسيه جوميز دا سيلفا الأمين العام لاتحاد فنادق جنوب موزمبيق، أنه إذا أقام منتخب كبير مثل البرازيل معسكره في مدينة نيلسبروت الجنوب إفريقية، التي تبعد ساعة واحدة عن حدود موزمبيق، فسيعود ذلك على المستعمرة البرتغالية السابقة، التي تتمتع بثلاثة آلاف كيلومتر من شواطيء الرمال البيضاء الاستوائية، «بمنفعة هائلة». أما بوتسوانا، التي يتواجد بها أكبر تعداد للأفيال في إفريقيا، فقد جربت مسلكا مختلفا حيث وضعت الدولة، التي تضم مساحات صحراوية شاسعة، نفسها في مكان يجعلها مقصد لكل من لا يريد حضور منافسات كأس العالم.