مئات الحناجر احتجت بشدة و بأصوات مرتفعة ضد «المتلاعبين» بصحة المواطنين بالمستشفى الإقليمي بالناظور، أطفال وشباب وكهول ونساء، مؤسسات المجتمع المدني، شرائح من المجتمع احتجت على «الإذلال اليومي الذي يتعرض له الأهالي بهذه المدينة» .أصوات ذكرت بالإسم بعض الأطباء الذين لا يكلفون أنفسهم المكوث في مقر عملهم، بل يكتفون بزيارات خاطفة ثم يرجعون إلى المصحات الخصوصية تاركين مرضاهم يواجهون مصيرهم وحدهم، مصلحة جراحة الأنف ، مصلحة جراحة العظام ، مصلحة الولادة ... الناس يشتكون من «رداءة الخدمات» و«غلائها » ، الختان ب 500 درهم ، الجبر 1000درهم.. أما مسامير الجبر والصفائح فعليك اقتناؤها بأثمنة خيالية من «دكاكين» بعينها! .كل شيء لا يبشر بالخير رغم المجهودات التي تقوم بها «ملائكة الرحمة» داخل هذا المرفق العمومي الذي يقدم خدمات لأكثر من مليون نسمة، و التي وقفت مشدوهة أمام أصوات المحتجين... الفيدرالية الديمقراطية للشغل، وانطلاقا من خطها النضالي المبدئي المواجه لكل أشكال الفساد والتعاطي مع القضايا الأساسية للمواطنين وفي كل المجالات الاجتماعية والحيوية، سارعت إلى التنبيه إلى أوضاع المستشفى الحسني بالناظور التي عرفت تدهورا خطيرا تقدمت الفيدرالية بشأنها بملتمسات كتابية و مقابلات .. إن إثارة وضع المستشفى الحسني يأتي في سياق خاص حيث توصل الاتحاد المحلي الفيدرالي بالناظور بعدة شكايات من منخرطيه والمتعاطفين معه من داخل المستشفى وخارجه تؤكد مجموعة من «الخروقات الممارسة داخل المستشفى»، ولن «ننبش في الأرشيف الثقيل لهذه الخروقات والتي أصبحت معروفة لدى العام والخاص، بل سنكتفي بأحدثها : 1 تحرش وابتزاز لموظفة عرفت بجديتها في مصلحة التوليد يتدخل الاتحاد المحلي لدى المندوب السابق ويرد الأمور إلى نصابها محذرا الطبيب المشتكى منه بلهجة شديدة اللهجة. 2 إصابة أحد التلاميذ بكسر مزدوج و ترسل الأم إلى دكاكين مسامير الجبر في ملكية أحدهم لتؤدي فاتورة خيالية علما بأن الاتحاد المحلي يمتلك أثمنة هذه المساميرو صفائح الجبر، رفض صاحب الدكان ملء مطبوع التعاضدية تقوم القيامة ويتدخل الاتحاد المحلي ببيان توضيحي ويتم تطويق المشكل قبل استفحاله. 3 توصل الاتحاد المحلي بشكاية شفوية من أحد الأطر بالمستشفى تؤكد الغياب المستمر لطبيب جراحة الأنف ، وتواجده المستمر بإحدى المصحات بالإقليم، قامت لجنة من الاتحاد المحلي لمعاينة الأمر فوجدنا المعني بالأمر قد علق بباب مكتبه بالمستشفى قرارا بعدم استقبال الناس بالمستشفى ومن أراد زيارته عليه بمستوصف المدينة.ونحن نعلم جميعا لماذا هذا القرار الموقع من طرف إدارة المستشفى.وهو حق أريد به باطل. 4 الأستاذ الماحي مصطفى رحمة الله عليه يصاب بكسر مزدوج في رجله يحمل إلى المستشفى في كامل وعيه ، يترك بدون تثبيت العظام بحجة غياب الطبيب بين الألم الشديد ولامبالاة المعنيين بالأمر ينقل إلى إحدى المصحات ويحضر الطبيب الجراح من المستشفى الحسني ليشرف على عملية أدخلت الأستاذ في غيبوبة لينقل بعد ذلك إلى مستشفى الشيخ زايد ثم إلى مثواه الأخير ببلدته.علما بأن الدولة تؤدي فاتورة أجر 4 أطباء في جراحة العظام. 5 النقطة التي أفاضت الكأس السيد الزوشي جاء إلى المستشفى راجلا يعاني من مرض في صدره وضع في غرفة أشبه ب«زريبة» من دون زجاج النوافذ الشيء الذي ساعد على تدهور حالته الصحية ناهيك عن التماطل في الفحص. فكانت نهايته ببهو قاعة الفحص بالأشعة أمام صمت الجميع. علما بأن الاتحاد المحلي الفيدرالي زار النائب الجديد مع بداية ولايته وناقش معه ملفا تضمنت النقط الآتية : الغياب المستمر لبعض الأطباء عن المستشفى والتحاقهم بالمصحات . الرشوة التي تفشت في بعض المصالح خاصة جراحة الأطفال والولادة ... الشواهد الطبية المسلمة من طرف بعض الأطباء للموظفين والتلاميذ. تحويل المرضى إلى المصحات في ظروف مشبوهة. وأمام هذا الوضع الكارثي وأمام سكوت المعنيين بالأمر، فإن الاتحاد المحلي الفيدرالي يرفع رسالة مفتوحة إلى السيدة الوزيرة يلتمس فيها فتح تحقيق نزيه وإرجاع الأمور إلى نصابها». وقد جاء فيها :«بعد تفاقم الأوضاع بالمستشفى الإقليمي، وتزايد الاستياء العام لدى ساكنة الناظور من خدمات بعض الأطر داخل هذا المرفق العمومي.. جراء ظاهرة الرشوة المتفشية ببعض الأجنحة خاصة جراحة الأطفال وقسم الولادة ، والغياب المستمر لبعض الجراحين عن المستشفى وتهافتهم على المصحات وعدم التزامهم بأوقات العمل داخل هذا المرفق العمومي، إضافة إلى التواجد المستمر لبعض ممرضي قاعة الإنعاش بالمصحات ليلا الشيء الذي جعلهم يتخذون قاعة الإنعاش بالمستشفى غرفة للنوم، ولوبي تحويل المرضى إلى المصحات و مصير الكميات الهائلة من الأدوية التي تفد على المستشفى من الوزارة وبعض الشركاء وآلاف الشواهد الطبية من المستشفى وخارجه ... كلها سلوكات يرفضها المواطن الأصيل وتتنافى مع توجيهات ملك البلاد حفظه الله »!