الجزائر و"الريف المغربي" .. عمل استفزازي إضافي أم تكتيك دفاعي؟    حقوقيون مغاربيون يحملون الجزائر مسؤولية الانتهاكات في مخيمات تندوف        لفتيت يستعرض التدابير الاستباقية لمواجهة الآثار السلبية لموجات البرد    الاتحاد الأوروبي يمنح المغرب 190 مليون أورو لإعادة بناء المناطق المتضررة من زلزال الحوز    تعزيز وتقوية التعاون الأمني يجمع الحموشي بالمديرة العامة لأمن الدولة البلجيكية    الرجاء والجيش يلتقيان تحت الضغط    في سابقة له.. طواف المسيرة الخضراء للدراجات النارية يعبر صحراء الربع الخالي    الوالي التازي يترأس لجنة تتبع إنجاز مشروع مدينة محمد السادس "طنجة تيك"    السكوري يلتقي الفرق البرلمانية بخصوص تعديلات مشروع قانون الإضراب    الإنترنت.. معدل انتشار قياسي بلغ 112,7 في المائة عند متم شتنبر    المدعو ولد الشنوية يعجز عن إيجاد محامي يترافع عنه.. تفاصيل مثيرة عن أولى جلسات المحاكمة    ارتفاع كمية مفرغات الصيد البحري بميناء الحسيمة    لاعبتان من الجيش في تشكيل العصبة    تكريم منظمة مغربية في مؤتمر دولي    ليبيا: مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي يجدد التأكيد على أهمية مسلسلي الصخيرات وبوزنيقة    "البيجيدي": الشرعي تجاوز الخطوط الحمراء بمقاله المتماهي مع الصهاينة وينبغي متابعته قانونيا    غرق مركب سياحي في مصر يحمل 45 شخصاً مع استمرار البحث عن المفقودين    حموشي يستقبل المديرة العامة لأمن الدولة البلجيكية بالرباط    المغرب يفقد 12 مركزاً في مؤشر السياحة.. هل يحتاج إلى خارطة طريق جديدة؟    ريال مدريد يعلن غياب فينسيوس بسبب الإصابة    «الأيام الرمادية» يفوز بالجائزة الكبرى للمسابقة الوطنية بالدورة 13 لمهرجان طنجة للفيلم    في لقاء عرف تفاعلا كبيرا .. «المجتمع» محور لقاء استضافت خلاله ثانوية بدر التأهيلية بأكادير الكاتب والروائي عبد القادر الشاوي    تكريم الكاتب والاعلامي عبد الرحيم عاشر بالمهرجان الدولي للفيلم القصير بطنجة    بعد رفض المحامين الدفاع عنه.. تأجيل محاكمة "ولد الشينوية"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    استئنافية فاس تؤجل محاكمة حامي الدين إلى يناير المقبل    نقابة تنبه إلى تفشي العنف الاقتصادي ضد النساء العاملات وتطالب بسياسات عمومية تضمن الحماية لهن    العالم يخلد اليوم الأممي لمناهضة العنف ضد النساء 25 نونبر    بورصة البيضاء تفتتح تداولات بالأخضر    صنصال يمثل أمام النيابة العامة بالجزائر    أرملة محمد رحيم: وفاة زوجي طبيعية والبعض استغل الخبر من أجل "التريند"    منظمة الصحة: التعرض للضوضاء يصيب الإنسان بأمراض مزمنة    تدابير للتخلص من الرطوبة في السيارة خلال فصل الشتاء    "الكاف" يقرر معاقبة مولودية الجزائر باللعب بدون جمهور لأربع مباريات على خلفية أحداث مباراتها ضد الاتحاد المنستيري التونسي        إيرادات فيلمي "ويكد" و"غلادييتور 2″ تفوق 270 مليون دولار في دور العرض العالمية    أسعار الذهب تقترب من أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع    تقرير: جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل عشر دقائق في العالم    مدرب مانشيستر يونايتد يشيد بأداء نصير مزراوي بعد التعادل أمام إيبسويتش تاون        استيراد الأبقار والأغنام في المغرب يتجاوز 1.5 مليون رأس خلال عامين    تقرير : على دول إفريقيا أن تعزز أمنها السيبراني لصد التحكم الخارجي    مهرجان الزربية الواوزكيتية يختتم دورته السابعة بتوافد قياسي بلغ 60 ألف زائر    6 قتلى في هجوم مسلح على حانة في المكسيك    أونسا يوضح إجراءات استيراد الأبقار والأغنام    تحالف دول الساحل يقرر توحيد جواز السفر والهوية..    تصريحات حول حكيم زياش تضع محللة هولندية في مرمى الانتقادات والتهديدات    الإمارات تلقي القبض على 3 مشتبه بهم في مقتل "حاخام" إسرائيلي    جدعون ليفي: نتنياهو وغالانت يمثلان أمام محاكمة الشعوب لأن العالم رأى مافعلوه في غزة ولم يكن بإمكانه الصمت    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة        كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير الحمود الدور الأميركي تراجع على مستوى الشرق الأوسط
نشر في الحرة يوم 21 - 05 - 2011


عمان – 21-5-2011
ضمن سلسلة الحوارات الاسبوعية التي يجريها موقع صحيفة “العرب اليوم” الالكتروني, استضافت زاوية “ضيف تحت المجهر” سفير النوايا الحسنة الدكتور نصير الحمود . ويذكر ان الحمود يتقلد العديد من المناصب إضافة إلى كونه سفيراً للنوايا الحسنة، منها المدير الإقليمي لمنظمة ‘أمسام'، والمراقب الدائم لدى اللجنة الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة، ونائب رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية للصحة العالمية, مستشارا للشؤون الدولية لجمعية اللاعنف العربية، وعضواً فخرياً لملتقى الإعلاميين الشباب العرب. حاورته شخصيات من السياسيين والمفكرين والمثقفين والاعلاميين من الدول العربية والاسلامية وعرب المهجر, الكثير من الملفات الساخنة, ابتداء من ملفات الثورات العربية , مرورا بدور الامم المتحدة في قضايا الشرق الاوسط , وصولا الى دور الاعلام في الاحداث الجارية في بعض الدول العربية . وكما هو متوقع, فإن محور الثورات العربية , أخذا حيزا مهما من الحوار بين الحمود والضيوف المشاركين في طرح الاسئلة.
* طاهر كنعان/ نائب رئيس الوزراء الاردني الاسبق
كلف جلالة الملك عبد الله الثاني دولة الرئيس أحمد اللوزي تأليف لجنة للنظر في تعديل الدستور بما يخدم أهداف الاصلاح الديموقراطي. أسالك ما هي في رأيك المواد الحيوية في الدستور التي يستوجب التعديل حتى نكون أمناء على المقاصد الديمقراطية لروح الدستور، وفي أي اتجاه يكون التعديل .
- أنت من الشخصيات الوطنية الكبيرة التي ننهل من معينها التجارب والمعرفة في سائر الميادين، وهو ما يعني أن قدرتي ستكون أقل من تلك التي تمتلكونها في استنباط التعديلات الواجبة في الوقت الراهن. لكن ذلك لا يمنع أن تعود النصوص الدستورية لمبدأ التوازن ما بين السلطات، مراجعة التعديلات الدستورية التي جرت خلال العقود الأخيرة، التأكيد على سلطة الشعب، والحفاظ على المكانة العالية والسلطات التي يمتلكها الملك. على اللجنة العودة للجامعات وحوار أبنائنا من الجيل الصاعد، استنباط آرائه، فلدى هذا الجيل تطلعات متقدمة عن تلك التي كنا نتطلع إليها يوما ما، لذا أتأمل أن تدرك هذه اللجنة أهمية روح العصر، وأن تبحث عن تزاوج ما بين العصرنة وتطلعات البلاد وتاريخها. ينبغي على اللجنة الابتعاد قدر الإمكان عن الضغوطات الأمنية، وفي صياغة أخرى، التوصل بشكل حقيقي وشفاف للتعديل الواجب من خلال الاستعانة بالمواطن وحده. القضاء ثم القضاء، أعتقد أنه ينبغي تعزيز استقلاليته وقدرته، ليكون السد المنيع في وجه المفسدين.
* سري القدوة / رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
برأيك وانت مستشار لجمعية اللاعنف العربية كيف ترون استخدام الانظمة العربية أقسى وسائل العنف لقمع الجماهير العربية الباحثة عن الحرية .
- الأنظمة العربية أمعنت في استعمال صنوف القمع والتعذيب خلال عقود مضت في السجون ومحطات الاعتقال والمراكز الأمنية، غير أنها كشرت عن أنيابها أخيرا حين لم تستح في ممارسة صنوف التعذيب في الشوارع وأمام كاميرات التلفزة، بعد أن كانت تنفي قيامها بذلك في السجون المغلقة، حين كان يوجه اليها الاتهام من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية. هناك تمايز وإن كان الطابع العام للأنظمة العربية يميل لتفضيل القسوة والخشونة، لكن تلك الأنظمة لم تدرك أن ارتفاع سقف الهوان الذي أذاقته لشعوبها كان سبب الثورات التي انفجرت في وجوه الحاكمين، حيث اعتبروا أن شعوبهم فائضا بشريا أو مجموعات متناثرة من الغوغاء التي لا يحق لها المطالبة بأبسط حقوقها والمشاركة والدعوة للإصلاح. نعم أنا أدين جميع ممارسات العنف التي تستخدم ضد المواطنين، كما ينبغي إدانة العنف المتمثل في حرمات الأجهزة الأمنية لدول عربية حق التوظيف والعمل في المؤسسات المختلفة نتيجة قيام الشخص المعني بالتعبير عن رأيه، أو نتيجة مشاركته في أنشطة سياسية أو حزبية.
* محمد الصانوري / فلسطين
هل تعتقد ان العنف الاعلامي على الانظمة العربية يعكس عنفا اقسى من المتوقع على الجماهير الباحثة عن حريتها بعد تكبدها مرارة الآلم والعنف على مدى سنوات طوال.
-أوافقك الرأي، فالعلاقة الجدلية ما بين الإعلام والمؤسسات الرسمية والأمنية في العالم العربي بدت مختلطة في كثير من الأحيان، ففي الحالة المصرية، تم توجيه المؤسسات الإعلامية تجاه قضايا ظن الجميع بأنها الأكثر أهمية وجدلية على مدار سنوات حيث انجرفت تلك الوسائل الإعلامية خلفها تلقي الضوء عليها مغفلة قضايا أكثر أهمية تحتمل أشكالا مختلفة من الفساد والذي أعتبره أكبر أنواع الاعتداء على الشعوب، باعتباره أخذ أموال الناس بغير وجه حق وتركهم فريسة للبطالة وقلة التغذية. على الاعلام العربي والذي ينقسم بين رسمي موجه أو خاص يبحث عن الدخل، الارتقاء لمستوى المهنة التي تتسم بالرقي، ونموذجنا في ذلك هيئة الإذاعة البريطانية التي تمول عبر دافعي الضرائب، وهي من أكثر الوسائل الإعلامية ضغطا وتوجيها للسياسات الحكومية في المملكة المتحدة.
* حسن حجازي /شاعر ومترجم مصري
المنطقة العربية إلى أين رياح التغيير هل هي برأيكم قادمة من الداخل أم من الخارج ؟ تونس ومصر بدأت رياح التغيير وتتجه الأمور نحو الاستقرار . ما رأيكم في ليبيا واليمن وسوريا .هل تنجح تلك الثورات في أن تكمل مسيرتها أم هناك أختلافا بين تلك الدول بالتحديد أم أن رياح التغيير سوف تجتاح العالم العربي بأكمله
- لقد مثلت الثورتان المصرية والتونسية نموذجا طيبا في تمكن الشارع العربي من التخلص من الأغلال التي قيد بها لعقود طويلة، غير أن التجربتين اليمنية والليبية كانت أكثر وعورة على الرغم من تباينهما واختلاف طريقة التعامل معهما. بتقديري أن الثورة الليبية شارفت على الوصول لمرحلة متقدمة بعد استرداد منطقتي مصراتة واجدابيا، وما يعجبني في هذه الثورة أن الجميع اصطف خلف المجلس الانتقالي الذي يضم رجال وطنيين ثقات، وهو ما يبدد احتمالات تقسم البلاد في المستقبل. شرعية النظام الليبي تآكلت منذ الأيام الأولى من الثورة، وقبل التنادي لاجتماع مجلس الأمن، لكن ما أخشاه هو اتخاذه خطوات دموية مع استشعاره بقرب التهديد نحو باب العزيزية، فهو شخص متهور وقد يقدم على فعل أي شيء. مجموعة دول وقفت في الصف الأول مع الثورة الليبية، ومع تقديري لذلك الدور الذي ساهم في قلب الموازين لصالح الثوار، لكن ينبغي علينا تتبع الدور الذي ستقوم به أميركا وفرنسا والقوى الأخرى في ليبيا فيما بعد مرحلة التحرر، وخشيتي تتمثل في اعادة فرض هذه الدول هيمنتها السياسية، لا يمكن أن نعزل المصالح الاقتصادي وتوازنات القوى، لكن الأهم يتمثل في بناء قاعدة على أساس من الاحترام المتبادل بين طرابلس الغرب وبين تلك القوى. اليمنيون أظهروا وعيا كبيرا في التعامل مع ثورتهم، فقد نجحوا في ضبط النفس على الرغم من وجود ملايين قطع السلاح مع الشباب المعتصم في ساحات التغيير، كما نجحوا في تعديل المبادرات الخليجية غير مرة بما يصب في صالح مستقبلهم. الأهم من ذلك يتمثل في ضرورة توثيق عرى القوى اليمنية المختلفة ضد محاولات الانقسام المحتملة بين الشمال والجنوب. ما يحدث في سوريا يندى له الجبين، فدمشق التي كانت عاصمة للخلافة الأموية ظلت على مدار التاريخ موطنا للأحرار والشرفاء، وما تقوم به القيادة السياسية / الأمنية هناك يتنافى مع أبسط القواعد الدولية المتصلة بحقوق الإنسان في التعامل مع أبناء الوطن العزل. لم يعد ينطل على أحد المسوغات التي تسوقها الأنظمة الشمولية من خلال التأكيد على وجود مندسين وعصابات وغيرها، فبعدما فوتت دمشق فرصة تاريخية للتماهي مع شعبها العريق في الإصلاح ومحاربة الفساد، فقد استخدمت الآليات العسكرية للقمع، في ظنها أن ذلك سيسهم في لجم الأفواه، وأتوقع أن تكون النتيجة مغايرة تماما. بتقديري هناك زيادة في مقدار احتقان الشارع السوري الذي ستنتصر إرادته بالنهاية، ومن خلال تتبعي للمواقف الدولية هناك تطور بطيء في هذا الشأن لكنه مهم، والتلويح باللجوء لمحكمة الجنايات الدولية قد يردع النظام السوري لوقف قليل لكنه سيواصل إمعانه في اهانة الشعب السوري الشقيق، حالما أتيحت له الفرصة مجددا. من المهم أن يتعاطف الشارع العربي مع الحراك السوري، إذ أن هؤلاء تعرضوا لصنوف من الإذلال تفوق ما تم تسجيله في تونس ومصر تحت قيادة النظامين السابقين.
* نايف عبد الله سبيتي/ كاتب مقيم في فرنسا
ما معنى النوايا الحسنة. وأين تقع سفارتكم وما هي خدماتكم .الحكام نواياها سيئة على شعوبها والشعوب العربية ماتت نواياها وحتى آمالها و لم يعد لديها نوايا بل تريد الخلاص. النوايا الحسنة أين تصرف وكيف
- النوايا الحسنة هي مهمة أساسية وحيوية تدخل في نطاق المساهمة في تحقيق الأهداف الإنمائية للأمم المتحدة فضلا عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. لا يوجد مقار محددة أو سفارات كتلك التي تمثل بلدانها في دول أخرى، لكن هناك وسائل للاتصال مع سفراء النوايا الحسنة بطرق ثابتة ومعروفة من خلال الدول التي يقيمون بها. الحقيقة اتفق معك في ضرورة الوقوف صدا أمام تعديات الأنظمة على حقوق شعوبها وهي الحقوق التي أسلفت تدخل في إطار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمتمثلة في جزء رئيسي منها بحق الحريات وصيانتها، ومن هذا الباب نعمل ضمن الخطوط المرسومة حولنا لمواجهة هذه التصرفات من خلال تعزيز دور منظمات المجتمع المدني وتمكين النساء والارتقاء بالقدرات بما يفضي لتحقيق الشعوب لطموحاتها وأحلامها.
* محمد الصدوقي/ باحث مغربي
في نظركم هل هناك عدالة وديمقراطية دولية وهل الامم المتحدة مؤسسة دولية ديمقراطية مع وجود حق الفيتو /النقض الذي تتمتع به الدول القوية؟
- الحقيقة أن العدالة المطلقة لن تتوفر إلا في السماء ، ومع ذلك فقد نجحت في تحقيق العدل في غير موضع من خلال قوات حفظ السلام أو من خلال البرامج التنموية المختلفة، غير أن القوى الدولية وهيكلية التصويت في مجلس الأمن كانت في غير الصالح العربي منذ التأسيس وتحديدا فيما يتصل بالقضية الفلسطينية. لكن ذلك لا يدفعنا للتخلي عن قناعاتنا بأهمية العمل على بناء منظومة عربية قادرة على التأثير على هذه المنظمة والرأي العام العالمي، إذ لا نزال دول ضعيفة التأثير في شتى القضايا الإقليمية والعالمية، ما يجعلنا مفعولا به على الدوام. قد يكون مجلس الأمن بمثابة منبراً لاستعراض قدرات الدول العظمى وتمريرها قرارات تصب في صالحها في أحيان كثيرة، لكن ذلك يجب إلا يدفعنا للقنوط والتسليم بأننا تحت وطأة مؤامرة، وباعتقادي علينا البدء بأنفسنا وأجيالنا القادمة لنكون منتجين وقادرين على تعزيز موقفنا في المنظومة الدولية.
* خليل زقلام / الاردن
هل القطب الواحد يسير من مرحله السيطرة والهيمنة الجزئية الى السيطرة الكلية في ظل ثوره المعلومات والاتصالات وهل نحن فعلا في ظل هذه المتغيرات الجذرية على عتبه شرق اوسط جديد
- أعتقد بأن هيمنة القطب الواحد أخذت في الأفول تدريجيا منذ انتهاء حقبة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلنتون حين بلغت الولايات المتحدة الأميركية ذروة قوتها السياسية والعسكرية والاقتصادية، بيد أن سلفه جورج بوش الابن عجل في إضعاف قوى واشنطن عبر فتح مواجهات مباشرة وساحات قتال لا تعرف للنهاية طريق، لتدفع البلاد ثمن تهوره في العراق وأفغانستان على وجه التحديد. بتقديري أن التحولات السياسية الحاصلة في الشرق الأوسط لا تصب في الصالح الأميركي، وهي شبيهة بتك الحقبة التي بدأت خلالها بريطانيا العظمى في فقدان مناطق نفوذها في العالم بدء من درة تاجها الهند، لتكون هذه الأخيرة مع الصين والبرازيل وروسيا وماليزيا القوى الصاعدة ضمن منظومة “بريك” التي اتوقع أن تحظي بوزن دولي هائل في العشرية المقبلة، حيث تتكامل في هذه المنظومة عناصر القوى العسكرية والتكنولوجية والصناعية والبشرية، وهي عناصر فقدت بعضها لدى الاتحاد السوفييتي السابق في مواجهته المعسكر الغربي خلال فترة الحرب الباردة. متفائل بما يفرزه الشارع العربي الذي عاد ليقول كلمته بعد سنوات طويلة من الغياب والتغييب، غير أن لدي هواجس من انحراف تلك الثورات الناصعة عبر إلباسها لباسا شبيها بذلك الذي جاء بالانقلابات العربية في الخمسينات والذي لا زالت الشعوب تدفع ثمنه. مؤشر جديد على الضعف الاقتصادي الأميركي تمثل أخيرا في اقتراب واشنطن من الحد الأقصى المسموح لها للاقتراض، ما قد يتسبب في إضعاف قدرات البلاد داخليا في ظل وجود تمايز بين مقدرات الولايات ومساهماتها في الناتج المحلي، فكاليفورنيا ونيويورك تساهم بإضعاف بعض الولايات الهامشية. دكتور كل الفخر والافتخار.هل القطب الواحد يسير من مرحله السيطرة والهيمنة الجزئية الى السيطرة الكليه في ظل ثوره المعلومات والاتصالات وهل نحن فعلا في ظل هذه المتغيرات الجذرية على عتبه شرق اوسط جديد؟
* رزكار نوري شاويس / كاتب عراقي
ما مدى قدرة رأي سفير النوايا في التأثير على جهات و مصادر و قوى القرار , وعلى ماذا يعتمد هذا التأثير
- الحقيقة أن أدوارنا تتركز بالدرجة الأولى على رفع التوصيات والانطلاق بمبادرات من شانها تحسين مستويات معيشة البشر حول العالم ووضع الأصبع على الخلل الذي قد تغفلها الدول والكيانات السياسية والاقتصادية المختلفة، إذ نرمي بكل ثقلنا للارتقاء بمستوى الواقع الاجتماعي. حينما تتبلور هذه التوصيات على شكل قرارات صادر من المؤسسة الأممية الأم ” الأمم المتحدة”، حينها يصبح القرار إلزاميا وبالتالي على الدول تطبيقه. لدينا دور مهم في المدخلات والمخرجات الخاصة بتطوير حياة الشعوب والعمل على القضاء على الفقر والمجاعات والسعي لتمكين الشباب والنساء، وهو ما نعتبره اللبنة الأولى في طريق الارتقاء بصروح هذه المجتمعات التي تحتاج لقطع الخطوة الأولى قبل الوصول لمراحل التنوير.
* داعس أبو كشك / صحفي فلسطيني
هل ستشكل تلك الثورات العربية تقدما نوعيا للقضية الفلسطينية ام ان ما حدث سوف يؤدي إلى تراجع القضية وفي ظل تأجيل القمة العربية فأن الامور لا تبشر بالخير وخاصة في ظل تحكم امريكا بمصير الشعوب في سابقة لم تشهدها المنطقة العربية فهل من نصير لنا .
- الحقيقة أن الفلسطينيين كانوا خلال العقود الست الماضية وقودا للثورات العربية ، حين رفض الشارع العربي ضيم القيادات العربية لتلك القضية المركزية، وبالتالي فإن الثورة الفلسطينية متقدمة بخطوات عن تلك التي شهدناها في العالم العربي منذ مطلع العام الحالي. كنا نلحظ دورا عربيا سلبيا في عمليات الاستقطاب للأطراف الفلسطينية، وهو ما أعاق فرص التواصل بين القوى الفلسطينية، وهو أمر نعتقد انه في طريقه للزوال نتيجة التغيرات العميقة الحاصلة في مصر ، أو تلك المرشح حصولها على الصعيد السوري من جهة ثانية مع تزايد الضغط الدولي على دمشق بشأن الحريات وحقوق الإنسان وممارسات القمع، كما أن دمشق ستجد نفسها أمام خيار العودة للحضن العربي حيث تتثبت مع عبثية المراهنة على قوى إقليمية أخرى. الأنظمة العربية فيما بعد الثورة لم تتشكل بعد، فلا يزال عودها يانع، كما أننا لم نصل لشكل نهائي لطبيعة الأنظمة السياسية المرتقبة في اليمن وليبيا، وهو ما يدفعني للتوقع بأن دورا محتملا لكل من تركيا والأردن في ترميم الشق الفلسطيني لتكون هذه التحركات بمثابة القاعدة لبناء الدولة الفلسطينية المستقبلية. اعتقد بان الشارع الفلسطيني سيكون المستفيد الأكبر من الحراك الحاصل بالساحات العربية، حيث أدركت تلك الشعوب مرارة الألم والظلم التي تذوقها الشعب الفلسطيني منذ الانتداب البريطاني، حين مارست تلك التجربة تحت ظل قيادات تبين أنها لا تحمل أجندات قومية ولا وطنية أيضا وإنما مصلحية ضيقة، وكانت افعالها تناقض الشعارات المرفوعة من قبلها. أعتقد أن الدور الأميركي آخذ بالتراجع على مستوى الشرق الأوسط، فقل بلغت ذروة السطوة الأميركية على عالمنا في الفترة الأولى من حكم الرئيس السابق جورج بوش الابن، ثم أخذت تلك القوة في التراجع بشكل ملفت منذ الفترة الثانية لحكمه، وذلك مع الفشل الحاصل في العراق وأفغانستان فضلا عن تعرض الولايات المتحدة لأزمة اقتصادية طاحنة أضعفت قواها. على النظام العربي الجديد الآخذ في التشكل فتح قنوات واسعة على منظومة دول “بريك” وهي بتقديري القوة المستقبلية القادرة على التأثير على السياسات العالمية، حيث اجتمعت فيها عناصر القوى الاقتصادية والسياسية والعسكرية والبشرية، فعلى السياسيين العرب التحرك نحو تلك المنظومة “روسيا، الصين، البرازيل، الهند” لأنها من ستدير دفة المستقبل الاقتصادي والسياسي العالمي باعتراف القوى الغربية.
* عيسى القنصل/ شاعر اردني مقيم في هيوستن
لماذا يبنى الحاكم العربي كل هذه السدود بينه وبين شعبه هل نحتاج حقا إلى مليون شهيد عربي فقط لنتكلم إلى الحاكم .
- كما تعلم بأن فاقد الشرعية لن يكن بمقدوره الحفاظ على موقعه دون افتراس الآخرين وبناء جدران متينة للحيلولة دون وصولهم اليه والنيل من مكتسباته. للأسف ، فقد جاهد العرب لسنوات طوال في سبيل تحررهم من المستعمر الأجنبي، فبعد أن فقدوا ملايين الشهداء في الشام والجزائر والعراق، إذ بهم أمام أنظمة قالت إنها ثورية بيد أنها انتهازية تحمل شعارا ولا تطبقه، فهي تقوم على أساس المصالح والمنافع غير آبهة بالشعارات التي حملتها وغررت من خلالها أبناء أوطانها عقب الاستقلال. الشعوب العربية بلغت مرحلة ثورة ما بعد ثورات الاستقلال التي تركزت في أربعينات وخمسينات القرن الماضي، ربما تكون هذه الانتفاضات الأخيرة سبيلا لتحقيق الشعوب لتحررها الحقيقي والذي يعيد لها اعتبارها وموضعها بين شعوب العالم، تلك المكانة التي سلبتها أنظمة قالت عن أنفسها ثورية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.