كشف وزير الصحة، خالد آيت الطالب، اليوم الاثنين، أن رفع حالة الطوارئ الصحية يتطلب القيام بإجراءات وتدابير أصعب من فرض حالة الطوارئ نفسها في سائر أرجاء التراب الوطني لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد وفي جوابه على سؤالين محورين حول الإجراءات الاستباقية والتدابير العملية التي اتخذتها وزارة الصحة للتصدي لجائحة كورونا، اليوم الاثنين بمجلس النواب، أوضح خالد آيت الطالب أنه جرى تمديد حالة الطوارئ للحفاظ على المكتسبات وتعزيزها، ولن يتم رفعها حتى يضع المغرب رجله في بر الأمان. وكشف المسؤول الحكومي عن سيناريوهات رفع حالة الطوارئ بعد تمديدها إلى غاية 20 ماي المقبل، مشيرا إلى أن الحكومة تشتغل على استراتيجية رفع الحجر وتوسيع دائرة التحاليل المخبرية، موردا أن “رفع الحجر الصحي يجب أن يكون تدريجياً لأن الوضعية الوبائية تختلف من جهة إلى أخرى”. وأوضح آيت الطالب أن “هناك جهات مستقرة فيها الوضعية الوبائية، وينمو الفيروس فيها بشكل ضئيل جداً، بينما جهات من قبيل الدارالبيضاءسطات، ومراكش آسفي، وطنجة تطوانالحسيمة، باتت بمثابة بؤر لتمركز الفيروس”. وأضاف المتحدث أن معدل انتشار الفيروس بالمغرب تقلص، “لكن الأمر يتطلب استمرار اليقظة والتعبئة حتى نتمكن من محاصرته نهائيا”، مردفا أنه جرى إغلاق مصانع بعدما تحولت إلى بؤر للفيروس، مع اتخاذ جميع التدابير بالنسبة للعمال والعاملات لوضعهم بالحجر الصحي. وجوابا على أسئلة برلمانيين حول قلة التحاليل المخبرية بالمغرب، ردّ وزير الصحة بأن التحاليل الوبائية تراعي خصوصيات كل مرحلة بالمغرب، وقال إن “التحاليل اليوم ارتفعت لتشمل جميع المخالطين والمحتكين مع المصابين لتصل إلى 2000 تحليل مخبري في اليوم، وستواصل الارتفاع بعد وصول أجهزة التحاليل السريعة”. من جهة ثانية، كشف وزير الصحة أن نسبة وفيات كورونا في المغرب تراجعت إلى 5 في المائة، بعدما كانت تتجاوز 6 في المائة. وسجل المغرب، وفق حصيلة صباح اليوم الاثنين، 143 حالة وفاة حتى الآن، بينما جرى تسجيل 13 حالة شفاء جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي للمتعافين إلى 340 حالة. خالد آيت الطالب أوضح أن 80 في المائة من الحالات المؤكدة إصابتها بفيروس كورونا المستجد تسجل في ثلاث جهات بالمغرب هي الدارالبيضاءسطات، ومراكش آسفي، وفاس مكناس. وبخصوص الحالة السريرية للمصابين، أورد وزير الصحة أن 81 في المائة منهم حالتهم بسيطة ولا أعراض حرجة تظهر عليهم، بينما 4 في المائة وضعيتهم متقدمة وحرجة. واعتبر آيت الطالب أن هذه النسب تبقى مقبولة دوليا. ووفقا للمعطيات التي قدمها وزير الصحة، فإن 89 مصاباً ب”كوفيد 19″ فقط هم من يوجدون في حالة الإنعاش، مشيرا أن المغرب يتوفر على 1640 سريرا للإنعاش، 5 في المائة فقط من هذه الأسرة مستعملة بفضل عدم تسجيل المملكة لحالات حرجة كثيرة. وجدد المسؤول الحكومي التذكير بأن الإجراءات التي اتخذها المغرب بتعليمات من الملك محمد السادس جنبت البلد حوالي 6000 وفاة بكورونا، مشددا على أن “التعليمات الملكية مكنتنا من تجنيب بلادنا السيناريو الأسوأ ولربما الوصول إلى الهلاك”. وأضاف وزير الصحة، في عرضه، أن “المغرب يتوفر على 47 وحدة استشفائية خاصة باستقبال مرضى كورونا، بالإضافة إلى تخصيص فنادق ومراكز استقبال في 38 مدينة لاستقبال الحالات العادية لتخفيف الضغط على المستشفيات، ناهيك عن مستشفيين عسكريين ببنسليمان والنواصر، ومستشفى ميداني مؤقت بمعرض الدارالبيضاء سيتم تشغيله عندما تستدعي الضرورة ذلك”. وبخصوص تعميم دواء الكلوروكين على كل حالة تظهر عليها أعراض احتمال إصابتها بفيروس كورونا المستجد، دون انتظار النتائج المخبرية، أوضح وزير الصحة أن هذا البروتوكول العلاجي يستعمل بالأساس على المصابين، “لكن بعد ذلك قررنا استعماله على حالات تظهر عليها الأعراض قبل ظهور نتائج التحاليل حتى نتمكن من تخفيض حدة الفيروس في حالة تمكنه من الشخص”. وأكد الوزير أن “المغرب يتوفر على معامل لإنتاج دواء كلوروكين، وهناك مخزون يلبي جميع حاجياتنا الوطنية، وفي حالة تطور الوضع لا قدر الله، هناك مخزون من الدواء يكفي لجميع المصابين”.