عبد الرحيم الشافعي:ناقد محلل أينما وليت وجهك في المغرب، تصادف مهرجانا سينمائيا في كل مدينة و في كل حي و حتى في كل قرية. مهرجانات في كل مكان، ملايين من الدعم، مقابل ورشاتمستفزة للعقلاء، نقاشات سطحية، انتقاء أفلام أغلبها (باك صاحبي)، تكريم وجوه في غير وجوهها، اختيار لجن تحكيم غير مخضرمة، مؤطروالورشات ثقافتهم محدودة، وأغلبية هؤلاء على نهج خطى المنفعة المتبادلة. من خلال دراسة بسيطة قمت بها في ما يخص الحصيلة السنوية للسينما المغربية، فقد تم الكشف عن إنتاج ما يقارب 25 فيلم مغربي في السنة، وإذا تمت مقارنتها بميلاد السينما الوطنية الذي يصل إلى حوالي 61سنة حسب الحقبة الزمنية زهاء 1958 كبداية لصناعة أول فيلم طويل مع الراحل المخرج ” محمد عصفور”، رغم أن تأسيس المركز السينمائي المغربيكان في سنة 1944 يعني قبل إخراج أول فيلم ب 14 سنة ؟! رغم ما قاله مدير المركز السينمائي” صارم الفهري” في السنة الفارطة ” إنه أصبح من السهل إنتاج الأفلام حاليا بالمقارنة مع ما كانت عليه السينما غداة الاستقلال” و أنه تم إنتاج ما يعادل 118 فيلم في الخمس السنوات الأخيرة، وإذا قمنا بقسمة 118فيلم على 5سنوات سنحصل على 23في السنة و هذا يحسب لها؟! و من جهة أخرى نستنتج أن مكتبة السينما المغربية لا تتعدى حوالي400 فيلمطويل، و إذا قمنا على سبيل المثال بقسمة هذا العدد على12شهر سنحصل على حوالي 33فيلم عوض25 ؟! وعلى نهج هذه المقارنات نجد في المقابل، أن المركز السينمائي المغربي يقوم بدعم حوالي 85 مهرجان سينمائي، بدءً من المهرجان الدولي لفقيه بن صالح في فبراير إلى مهرجان سينما لوازيز بطاطا في دجنبر. إذنحسب تقويمالمركزالسينمائيالمغربي للأحداث السينمائية الوطنية لسنة 2019، وحسب حصيلة الإنتاج السنوي للأفلام فإن عدد المهرجانات السينمائية يفوق عدد الأفلام التي تنتج في السنة بأربعة أضعاف! و من خلال هذه هي المعادلة، فبأي منطق يتم الحديث عن أزمة الإنتاج السينمائي في المغرب؟!و بأي وجه يتم انتقاد قضية القاعات السينمائية ؟!هل هناك أزمة حقا أم أن هناك أيادي مسيرة تؤزمها ؟! مجرد تساؤلات و مقارنات على سبيل المثالوليس على وجه التدقيق.