هل فكرتم يوماً ما بأن ارتداء ملابس مريحة و»صحية» قد يصبح جزءاً من الموضة؟ تعاين أخصائية الأمراض الجلدية الطبيبة إروم إلياس، الزميلة في الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، حوالي 6 آلاف مريض سنوياً. معظمهم، خلال زياراتهم المنتظمة لها، يذكرون استخدامهم وسائل للوقاية من أشعة الشمس على وجوههم يومياً. لكن ماذا عن باقي أجسامهم؟ في الواقع إنها لا تلقى اهتماماً كثيراً. مما يدفع الطبيبة لتوجيه المرضى يوماً بعد يوم على مدار 15 عاماً باستخدام واقي الشمس على كل الجسم. هذه النصيحة المتكررة دفعت إروم للتفكير: «ماذا لو كانت الملابس التي نرتديها نفسها تملك القدرة على وقايتنا من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة؟». في عام 2016، بدأت البحث واختبار الأنسجة التي توفر حماية أفضل من الشمس، وبعد عام أطلقت إروم العلامة التجارية AmberNoon، التي تبيع ملابس نسائية تملك القدرة على الحماية من الأشعة فوق البنفسجية. وحسب موقع أمريكي، لم ينل هذا المنتج إعجاب النساء المهتمات بتجنّب أشعة الشمس الضارة فحسب، وإنما كذلك المصابات بالذئبة وغيرها من أمراض المناعة الذاتية أيضاً. هناك تقنيات اللياقة البدنية القابلة للارتداء مثل الساعات التي تتابع ضربات القلب، والحركة، وحتى النوم؛ لكن لم يفكر أحد في نقل تلك التقنيات إلى الملابس. والآن، اكتشف علماء جامعة ماساتشوستس في أميرست كيفية تحويل الملابس الشائعة إلى أجهزة استشعار باستخدام طبقات البوليمر على الألياف والخيوط والملابس الموجودة. تقول تريشا أندرو، الحاصلة على الدكتوراه، ومديرة مختبر الإلكترونيات القابلة للارتداء بجامعة ماساتشوستس في أميرست: «يمكننا تصميم أجهزة إلكترونية مباشرة على سطح الأنسجة». وعلى مدار السنوات الثلاث الماضية، تمكنت هي وفريقها من تحويل الأقمشة والخيوط الجاهزة إلى مجموعة متنوعة من الأجهزة الإلكترونية المستقلة، من بينها ملابس داخلية مزينة بأقطاب كهربائية يمكنها متابعة ضربات القلب وأنسجة خاصة قادرة على رصد حركة المفاصل، ووضعية النوم، وسرعة التنفس. وبالرغم من التعقيد الذي يبدو عليه الأمر، لا تحتاج هذه الأنسجة لأي معاملة خاصة. فهي مصممة لتتحمل الطي والفرك والحك والغسالات، وحتى المكواة الساخنة. وتؤكد تريشا أن هذه الملابس في الوقت نفسه «تملك وزن ومرونة وراحة الأنسجة والأقمشة العادية». لا يزال العلماء بحاجة لدراسة موضوعات كثيرة. من بينها الملابس المقاومة للبكتيريا. تقنية الملابس المقاومة للبكتيريا تثير تساؤلات كثيرة، مثل: ألا ينبغي علينا القلق بشأن تطور البكتيريا الفائقة التي أصبحت مقاومة لترسانتنا الحالية من المضادات الحيوية؟ الجلد معروف بقدرته على الامتصاص، لذا، ما هي المواد التي ستستخدم لإضفاء خصائص مقاومة البكتيريا والتخلص من الروائح في هذه الأنسجة؟ وهل هي آمنة على المدى الطويل؟ وفقاً لدراسة بجامعة واشنطن، فإن التريكلوسان الكيميائي (الذي يمكن استخدامه في الملابس المقاومة للبكتيريا) قد يقوّي البكتيريا عن طريق الخطأ لتصبح قادرة على النجاة وسط تركيزات قاتلة من المضادات الحيوية. لذا، ربما عليك ارتداء كل شيء باعتدال دون إفراط، بما في ذلك ملابسك الرياضية المفضلة المقاومة للرائحة.