أندلس برس وكالات تُوج، أمس السبت بوجدة، الفائزين على الصعيد الوطني، في مسابقة "تحدي القراءة العربي" في نسختها الثالثة، وفي مقدمتهم التلميذة مريم أمجون من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس – مكناس، التي ستمثل المغرب في المراحل النهائية لهذه المسابقة التي ستنظم بدبيبالإمارات العربية المتحدة. وشارك حوالي 600 ألف تلميذة وتلميذ في مسابقة "تحدي القراءة العربي"، برسم الموسم الدراسي الحالي (2017 – 2018)، يمثلون 2612 مؤسسة تعليمية موزعة على مختلف جهات المملكة. ونوه وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي سعيد أمزازي، في كلمة بالمناسبة، بفكرة مشروع "تحدي القراءة العربي"، الذي يروم إنماء حب القراءة وتطوير ملكة الفضول وشغف المعرفة لدى المتعلمات والمتعلمين. كما يتوخى، يضيف الوزير في الكلمة التي تلاها بالنيابة عنه الكاتب العام للوزارة، تقوية مهارات المتعلمات والمتعلمين في التفكير والتحليل والنقد والإبداع، ويعزز لديهم قيم التسامح والإعتدال وقبول الآخر، مما يتيح أمامهم فرص التعرف بشكل إيجابي على حضارات وثقافات مختلف الشعوب. وسجل أن المملكة المغربية انخرطت في هذا المشروع الطموح الذي يتقاطع مع مشاريع وطنية أخرى تستهدف تغيير واقع القراءة في البلاد. كما أنه يأتي في الوقت الذي تعمل فيه الوزارة على تنزيل الرؤية الإستراتيجية للإصلاح 2015 – 2030، التي تحث على تنمية عادات وكفايات القراءة والفضول المعرفي وبلورة استراتيجيات لتطوير تعليم القراءة وتعزيز التمكن منها. وأشار إلى أن النتائج المحصل عليها على المستوى الوطني تبرز بشكل جلي مدى التطور الذي تعرفه المشاركة المغربية في المشروع، مضيفا أن الأرقام المسجلة تعبر عن تطور مضطرد في حجم المشاركة سواء من جانب التلميذات والتلاميذ أو المؤسسات التعليمية، مما يعكس نجاح هذه التجربة، وينبئ بخلق مجتمع قارئ خلال السنوات المقبلة. من جانبها، قالت نجلاء سيف الشامسي، الأمينة العامة لمشروع "تحدي القراءة العربي" إن رفع مستوى القراءة والنهوض بها يشكل هدفا عربيا تضعه اليوم جميع البلدان المشاركة على رأس أولوياتها، وهو الهدف الذي يصبو إليه مشروع "تحدي القراءة"، وذلك في إطار من العمل العربي المشترك . وأبرزت أن صناعة الفكر الإنساني السليم وقواعده والحفاظ على مخزونه المتحضر، من قيم ومبادئ وأخلاق، كان وسيظل منوطا بالناشئة "الأكثر ثقافة" . وبعد أن أكدت السيدة نجلاء الشامسي على أهمية الموروث الحضاري العريق للمغرب، قالت إنه ينبغي للأجيال أن تمثل هذا الموروث كما يجب، "ليكون الحاضر بناشئته وشبابه ، وفتياته وفتيانه، حاضرا ثقافيا أكثر إبهارا" . حضر الحفل الختامي لمسابقة تحدي القراءة بوجدة، على الخصوص، والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنجاد، وسفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالمغرب، ورؤساء المجالس المنتخبة والمصالح الخارجية، ومديرو الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، وعدة شخصيات أخرى. يذكر أن مشروع " تحدي القراءة العربي" يأخذ شكل منافسة للقراءة باللغة العربية بين المؤسسات التعليمية بمختلف الدول العربية، يشارك فيها التلميذات والتلاميذ عبر خمس مراحل، تتضمن كل مرحلة قراءة عشرة كتب وتلخيصها، تتوج بتصفيات وفق تدابير تنظيمية محددة ومعايير معتمدة، تتم على صعيد المؤسسات التعليمية والنيابات الإقليمية والأكاديميات الجهوية، ثم على صعيد المستوى الوطني، وصولا إلى التصفيات النهائية بمدينة دبي. ويهدف المشروع الى تنمية حب القراءة لدى المتعلمات والمتعلمين في العالم العربي وجعلها عادة متأصلة في حياتهم تعزز ملكة الفضول وشغف المعرفة لديهم. كما تطور كفايتهم اللغوية ومهارتهم في التفكير التحليلي والنقد والتعبير، وتعزز قيم التسامح والانفتاح الفكري والثقافي لديهم من خلال تعريفهم بأفكار الكتاب والمفكرين والفلاسفة والمبدعين بخلفياتهم المتنوعة وتجاربهم الواسعة.