لا يمكن إلا أن نثمن ما قامت به النقابة الجهوية للصحافة باستضافتها أسماء وازنة أثناء تنظيمها لأيامها التكوينية التي اختارت لها شعارا متميزا يلخص في تخليق مهنة الصحافة. لا يختلف اثنان في أن حقل الصحافة بحاجة إلى وقفات متأنية من أجل إعادة صياغة المشروع الإعلامي حسب الحاجات و التطلعات الجديدة و بما أن المغرب يشتغل على ترسيخ المشروع الجهوي ويعمل على منح الجهات صلاحيات أوسع في التدبير و التسيير ، علينا و من موقعنا أن ننظر إلى حالة الصحافة الجهوية و المحلية و مدى جاهزيتها لرفع التحدي والمساهمة في بناء مشروع سياسي واقتصادي واجتماعي في أفق الانتظارات المستقبلية. أول خطوة قامت بها الصحافة الجهوية بالجهة الشرقية كانت العمل على جمع الشتات من أجل تجديد المكتب المسير الذي انتهت صلاحياته منذ أمد بعيد حيث كان يعيش وضعية غير قانونية ، و الكل كان ينتظر و يترقب بشغف وقلق أحيانا ما ستسفر عليه التحضيرات التي عمقت في الحقيقة الخلاف بين الصحافيين بالجهة كلها. انتهى المخاض بعقد النقابة لمؤتمرها بحضور رئيس النقابة الوطنية ، و تشكل المكتب لكن الأصوات ارتفعت من هنا و هناك تشكك في نزاهة المؤتمر و تشير إلى بعض الخروقات التي شابت انتخاب المكتب الجديد من قبيل الكيل بمكيالين ،ذلك أن اللجنة التحضيرية منعت بعض الصحافيين من حضور المؤتمر بحجة أنهم لا يتوفرون على بطاقة الانخراط بينما سمحت للبعض على الرغم من عدم انخراطهم في النقابة بل عبدت الطريق لأحد الإعلاميين للوصول إلى المكتب رغم عدم توفره على بطاقة الانخراط. سلوك اللجنة التحضيرية أدى إلى حالة استياء و قد سبق لبعض الجرائد المكتوبة و الالكترونية أن أثارت هذه القضية دون أن يدلي المكتب المنتخب بتوضيحات في الأمر من هنا يتبين أن مشروع تخليق الصحافة بالجهة الشرقية لا زال بعيد المنال بحكم أن الساهرين على تخليقه خرقوا قانون النزاهة و الديمقراطية و فصلوا مكتبهم على مقاساتهم و أهوائهم دون أي اعتبار لأخلاقيات المهنة ، كما أن أصواتا ارتفعت لتشير إلى أن المكتب يجمع بين أعضائه مالكي جرائد محلية و هذا ما يعبر عن وضع سريالي لا يقبله المنطق لأنه من غير المعقول أن ينصب رب المعمل رئيسا لنقابة العمال و نحن على علم بوضعية العاملين عفوا الصحافيين بالجرائد الجهوية و المحلية ، وضعية مادية و اجتماعية و نفسية جد مزرية لهذا و لتكون صحافتنا في الموعد علينا أن نمارس أخلاقيات المهنة و لا نتخذها شعارا ، أخيرا أقول للمكتب المسير " شد حزام السلامة "