خطوة مثيرة تلك التي أعلنها دونالد ترامب، رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، والمتمثلة في اتخاذه قرارا بتقليص الدعم المالي الذي تخصصه بلاده لبعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء، «المينورسو»، والمنوط بها استتباب الأمن في المنطقة، والحرص على وقف إطلاق النار بين المملكة وجبهة البوليساريو الانفصالية. قرار ترامب يأتي بعد أسبوع واحد من إرساله وفدا دبلوماسيا رفيع المستوى إلى مقر البعثة الأممية في العيون، حيث عقد اجتماعا مطولا مع رئيس البعثة الأممية، كولين ستيوارت، ركز على منهجية إعداد تقرير مفصل حول الوضع الحقوقي والسياسي والأمني في المنطقة، وظروف اشتغال البعثة وتقييم عملها، ومدى تحقيقه أهدافه بعد حوالي عقدين من مباشرتها المهام بالصحراء، ثم رفعه إلى البيت الأبيض. وثيقة مشروع الميزانية العامة لسنة 2019 تضمنت اقتراحا لترامب بتخفيض إسهامات الولاياتالمتحدةالأمريكية المخصصة لعدد من بعثات الأممالمتحدة حول العالم، بينها بعثة «المينورسو» التي تقرر تقليص منحتها بنسبة 54 في المائة، لتنتقل بذلك من 18.4 مليون دولار إلى 8.4 ملايين دولار بعد مصادقة «الكونغرس» على ذلك الشهر المقبل. خطوة ترامب تأتي في سياق تصوره لعمل بعثات السلام الأممية، وتجسيدا لرغبته التي أعلنها غير ما مرة، والمتمثلة في تقليص الدعم الذي تخصصه الولاياتالمتحدةالأمريكية لبعثات السلام الأممية، خاصة بعد اتهامه أخيرا بعثات السلام الأممية ب«الفاشلة التي يجب تقليص نفقاتها»، بل واتخاذه قرارا رسميا بتعليق دعم بلاده لبعض بعثات السلام المنتشرة في بؤر التوتر بإفريقيا.