اكدت نتائج شبه نهائية للانتخابات المصرية امس ان الاسلاميين سيتصدرون الفائزين بنسبة قد تصل الى خمسين بالمئة، فيما جاء الليبراليون المنقسمون على انفسهم في المرتبة الثالثة. واعربت قيادات كل من حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان، وحزب النور السلفي، عن استعدادها لتشكيل ائتلاف حكومي، وفقا للنسب التي ستحصل عليها في العملية الانتخابية. وشدد أحمد أبو بركة المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة، على أن الأغلبية البرلمانية هي التي ستتولى تشكيل الحكومة القادمة، مضيفا: 'من الواضح أن هذه الحكومة ستكون ائتلافية بين الأحزاب التي حصلت على أعلى نسب'، لافتا في الوقت ذاته إلى أن حزب الحرية والعدالة يسعى إلى أن تكون هذه الحكومة بمثابة حكومة إنقاذ وطني يشترك فيها الجميع. وقالت اللجنة العليا للانتخابات ان النتائج الرسمية لعمليات الاقتراع التي جرت الاثنين والثلاثاء في اجواء هادئة وشهدت اقبالا كبيرا، ستعلن مساء الخميس في حين انه كان من المقرر اصلا ان تعلن مساء الاربعاء. غير ان حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين، اكثر القوى السياسية تنظيما في مصر، اعلن منذ الصباح تقدمه وفقا 'للنتائج الاولية' لعمليات فرز بطاقات التصويت في هذه المرحلة الاولى لانتخابات مجلس الشعب التي تجرى على ثلاث مراحل تنتهي في منتصف كانون الثاني/يناير المقبل. وأعلن المستشار محروس محمد علي رئيس اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات التشريعية في محافظة الأقصر المصرية نتائج الانتخابات في مرحلتها الأولى وذلك في الدائرة الوحيدة بالمحافظة الواقعة أقصى جنوب مصر. وأظهرت النتائج حصول حزب 'الحرية والعدالة' الجناح السياسي لجماعة 'الاخوان المسلمين' على 118 ألفا و 678 صوتا يليه حزب 'النور' الحاصل على 50 ألفا و652 صوتا والكتلة المصرية 41 ألفا 559 صوتا وحزب الوفد على 35 ألفا 522 صوتا واحتل حزب 'الحرية'المركز الخامس بحصوله على 25 ألفا و279 صوتا. وأظهرت النتائج على المقعد الفردي إجراء اعادة بين كل من عبد الموجود دردير راجح مرشح حزب 'الحرية والعدالة' وحصل على 62 ألفا و16 صوتا وحاتم مختار مرشح حزب 'النور' وحصل على 36 ألفا و126 صوتا. كما ستجرى إعادة على مقعدد العمال بين رضوان ابوقرين وحصل على 47 الفا 581 صوتا وخالد عبد المنعم مجاهد مرشح حزب 'الحرية' ونائب بمجلس الشورى السابق عن الحزب الوطني 'المنحل' وحصل على عشرين ألفا و595 صوتا. وأكد رئيس اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات التشريعية في محافظة الأقصر أن النتيجة معلقة لحين وصول نتيجة المصريين المصوتين بالخارج. وشملت المرحلة الاولى التي بدأت صباح الاثنين وانتهت مساء الثلاثاء ثلث محافظات مصر، اي تسعا من اصل سبع وعشرين محافظة، من بينها اكبر مدينتين في البلاد، القاهرة والاسكندرية. وذلك لانتخاب 186 نائبا (56 بنظام الدوائر الفردية و112 بنظام القوائم) من اصل 498 هو اجمالي عدد اعضاء مجلس الشعب. وتنتهي المرحلة الثالثة والاخيرة في 11 كانون الاول/ديسمبر لتنطلق بعدها انتخابات مجلس الشورى التي ستستمر حتى 11 اذار/مارس. واكد حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الاخوان المسلمين في بيان بثه على موقعه على الانترنت 'تشير النتائج التي وصلتنا بعد انتهاء عمليات الفرز في معظم اللجان الانتخابية الى تقدم حزب الحرية والعدالة بنسبة تتجاوز 40' يليه حزبا النور (سلفي) والكتلة المصرية (ليبرالية) يليهما الوسط والوفد'. أما على صعيد المقاعد الفردية فأعلن الحزب فوز عدد من مرشحيه بحسب 'النتائج شبه النهائية'، مشيرا الى ان عددا اخر منهم سيضطرون الى خوض دور ثان الاسبوع المقبل لعدم حصولهم على الغالبية اللازمة منذ الدور الاول. واضاف البيان ان النتائج الاولية تشير كذلك الى 'الاستبعاد الشعبي لفلول الحزب الوطني (الذي تم حله وكان يترأسه مبارك) سواء الذين خاضوا هذه الانتخابات من خلال احزاب تم تأسيسها بعد الثورة او من خلال احزاب كانت قائمة بالفعل'. واكد الحزب انه حقق افضل نتائج في محافظات الفيوم (130 كلم جنوبالقاهرة) والبحر الاحمر (جنوب شرق) واسيوط (جنوب) والقاهرة. وهنأت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون امس الأربعاء الشعب المصري على المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، وقالت إن بلادها تشدد على أهمية استمرار عملية انتقال مصر إلى الديمقراطية بشكل عادل وشفاف. وقالت كلينتون في بيان ان 'مصر نظمت أمس يومين من التصويت في عملية انتقال تاريخي إلى الديمقراطية. أهنئ الشعب المصري على البداية السلمية والناجحة لعملية الانتخابات'. وأضافت انه يحق للمصريين أن يفخروا ببداية عملية اختيار زعمائهم الجدد. وقالت ان 'الولايات المتحدة تشدد على أهمية أن يستمر انتقال مصر إلى الديمقراطية بطريقة عادلة وشفافة وشاملة'.