حققت جماعة الإخوان المسلمين نتائج جيدة في الانتخابات المصرية، كما كان متوقعا، إذ فاز ثلاثة من مرشحيها بمقاعد في مجلس الشعب، وستتنافس الجماعة على 38 مقعدا في الإعادة (الدور الثاني) التي تجري يوم الثلاثاء المقبل، حسب نائب المرشد العام للجماعة، محمد حبيب، الذي أكد أنه يستند للنتائج الرسمية التي أعلنت في الدوائر المختلفة. ويقدر المراقبون أن تفوز الجماعة بأغلب المقاعد المعاد التصويت بها. ومن بين من يخوضون الإعادة السيدة الوحيدة على لائحة الإخوان الانتخابية وهي أستاذة الأدب العربي في جامعة الأزهرة، مكارم الديري (مدينة نصر بشمال شرق القاهرة). وقد بدأت اللجنة المشرفة على الانتخابات التشريعية المصرية أمس الخميس في إعلان النتائج الرسمية للمرحلة الأولى التي جرت يوم الأربعاء، والتي كانت أولى وأكبر مفآجاتها سقوط رئيس حزب الغد أيمن نور. وقال المستشار انتصار نسيم أن مرشح الحزب الوطني (الحاكم) المنافس لأيمن نور، يحيى محمد وهدان، فاز في دائرة باب الشعرية المعقل التقليدي لنور بحصوله على 5656 صوتا. وكان أيمن نور، وهو محامي في الواحدة والأربعين من عمره، قد خاض الانتخابات الرئاسية في شتنبر الماضي أمام الرئيس حسني مبارك وحل في المركز الثاني بعد حصوله على 7,6% من الأصوات. ويعد نور من أبرز خصوم نظام الرئيس حسني مبارك، ووضع قيد الحبس الاحتياطي مطلع العام الجاري بعد اتهامه بتزوير التوكيلات القانونية لمؤسسي حزبه، وهو ما نفاه نور، مؤكدا أن الحكومة لفقت له هذه القضية. وأسفرت النتائج عن مفاجأة ثانية، هي سقوط مرشح حزب الوفد المعارض واحد أبرز قيادييه منير فخري النور. وكما كان متوقعا، فاز كبار قادة الحزب الوطني والوزراء الذين كانوا مرشحين في الانتخابات وهم مدير ديوان رئيس الجمهورية، زكريا عزمي (دائرة الزيتون بشمال شرق القاهرة)، وفتحي سرور، رئيس مجلس الشعب (دائرة السيدة زينب بوسط القاهرة)، وأحمد عز، أحد أقرب المقربين لجمال مبارك، نجل الرئيس المصري (المنوفية بدلتا النيل). وفاز كذلك وزير المالية، يوسف بطرس غالي، ووزير شؤون مجلس الشعب، كمال الشاذلي (المنوفية بدلتا مصر)، ووزير التعمير والمجتمعات العمرانية الجديدة، محمد إبراهيم سليمان (الجمالية بوسط القاهرة)، كما فازت وكيلة مجلس الشعب، وزيرة الشؤون الاجتماعية السابقة، أمال عثمان (الدقي بجنوب القاهرة). أما وزير الإنتاج الحربي، سيد مشعل، فيخوض انتخابات الإعادة الثلاثاء المقبل. ويخوض ثلاثة من مرشحي حزب التجمع اليساري انتخابات الإعادة في القاهرة والجيزة والمنيا. وحسب النتائج التي أعلنت حتى زوال أمس، فإن الانتخابات ستعاد على غالبية المقاعد ال164 التي يتم التنافس عليها في المرحلة الأولى من الانتخابات. وقالت المعارضة المصرية إن عمليات الفرز شهدت خروقات، وذكر منير فخري عبد النور لوكالة فرانس برس >إنني لا أريد أن اأدلي بتعليقات أو تقييم للعملية الانتخابية، ولكنني فقط سأروي حقيقة ما جرى<. وأضاف أن رئيس لجنة فرز الأصوات في دائرته >أبلغنا بعد انتهاء عملية الفرز في العاشرة مساء يوم الأربعاء أن عدد الأصوات الصحيحة 7 آلاف وإن الانتخابات ستعاد بيني وبين مرشح الحزب الوطني، ولكنه طلب مهلة لإعلان النتائج الرسمية وغادر لجنة الفرز وذهب إلى قسم الشرطة الملاصق وبقي هناك أربع ساعات كاملة ثم عاد وأعلن أن عدد الأصوات الصحيحة 8300 صوت وأن مرشح الحزب الوطني فاز في الانتخابات<. واعتبر عبد النور أن ما حصل عيب وأكد أن الجداول الانتخابية غير مضبوطة وأن شراء الأصوات كان علنا في الشارع أمام اللجان، فضلا عن القيد الجماعي المخالف للقانون لموظفي الحكومة والإدارات الحكومية، الذين يتلقون التعليمات من رؤسائهم بالتوصيت للحزب الوطني<. ولم يتسن الحصول بعد على أي رد فعل من حزب الغد أو أيمن نور على نتيجة الانتخابات. وردد الأمين العام لحزب التجمع الشكاوى نفسها، وقال خاصة في ما يتعلق بالقيد الجماعي والإنفاق الذي تم بالملايين. وكانت المرحلة الأولى من الانتخابات التشريعية المصرية قد جرت يوم الأربعاء في القاهرة وسبع محافظات أخرى لاختيار 164 نائبا في 82 دائرة انتخابية. ووفقا للدستور المصري يتعين أن يكون نصف أعضاء مجلس الشعب المصري على الأقل من العمال والفلاحين، ومن ثم فإنه يتعين على كل ناخب أن يختار مرشحا واحدا على الأقل ممن يحملون صفة عامل أو فلاح. وتجرى الانتخابات المصرية بنظام الدوائر الفردية على ثلاث مراحل من دورين. وتجرى الإعادة في حالة عدم فوز أي مرشح بالأغلبية لا المطلقة لأصوات الناخبين. ويبلغ عدد أعضاء مجلس الشعب المنتخبين 444 نائبا ويعين رئيس الجمهورية عشرة أعضاء آخرين