حلت بقلعة مكونة خلال الفترة من 21 إلى 23 أكتوبر الجاري، قافلة " إيكو سياحية " من أجل اكتشاف المبادرات الابتكارية والممارسات الملائمة للتكيف مع المناخ الواحاتي بالمنطقة، بمبادرة من شبكة درعة للتنمية المستدامة. وقال ابراهيم امهاوش، رئيس الشبكة، الجهة المنظمة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن تنظيم هذه القافلة يندرج في سياق الاستعداد للمشاركة في فعاليات مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ بمراكش (كوب22) خلال نونبر المقبل. وأضاف أن القافلة البيئية حلت لمدة ثلاثة أيام بحوض دادس مكون في جولة دراسية ايكولوجية لمجموعة من الباحثين والفعاليات الجمعوية والمدنية تستهدف تشخيص الخصائص البيئية والمجالية لوادي دادس وامكون بغية اكتشاف المبادرات الابتكارية والممارسات الملائمة للتكيف مع المناخ الواحاتي من خلال زيارة بعض الجمعيات والتعاونيات النشيطة بالمنطقة. وأشار إلى أن برنامج القافلة التي نظمت بتنسيق مع جمعية "اكالينو من أجل مغرب أخضر ومتضامن" وجمعية رباط الفتح تضمن تنظيم ندوة حول موضوع " دور تعاونيات الشباب والنساء في التنمية المستدامة للمجالات الواحية بإشراف السيد أحمد أيت حووت رئيس الشبكة المغربية لدعم تنمية المقاولة الصغرى وبمشاركة مختصين وفعاليات محلية، ولقاءات مع فعاليات جمعوية وفنية وثقافية على طول وادي مكون ووادي دادس لتجميع معلومات ومعطيات ميدانية حول المنطقة سيتم الترافع بشأنها خلال اللقاءات المرتقبة خلال فعاليات " كوب22 " إضافة إلى ورشة تواصلية مع مجموعة من الفلاحين. كما تمت زيارة ضيعة فلاحية بآيت يحيا والتجول بوادي امكون وصولا إلى بوتغرار وعرض تجربة تتمثل في مجسم مصغر يلخص تحديات الواحات في مواجهة التغيرات المناخية بشكل مبسط، وذلك لتحفيز كافة المعنيين والمهتمين بضرورة التفكير الجماعي في التدبير الأنجع للواحات. كما قام مشاركون في الرحلة باقتناء العديد من المنتوجات الفلاحية المحلية تشجيعا منهم للمنتوج المحلي ومساهمة في الاقتصاد التضامني. وعرفت القافلة أيضا تنظيم أمسية فنية وترفيهية شاركت فيها فرقة "تيزويت لرقصة النحلة" التي أدت مجموعة من اللوحات الفنية والتعبيرية إلى جانب استعراض نموذج للعرس المحلي. وأبرز رئيس شبكة درعة للتنمية المستدامة في هذا الإطار، الأهمية التي تكتسيها مثل هذه المبادرات الجمعوية التي تثمن المنتوج السياحي الثقافي والبيئي وتعمل على ترويجه محليا وجهويا عبر تشجيع وتعزيز السياحة الايكولوجية والعلمية والجولات الاستكشافية. واعتبر أن من شأن إدراج التأقلم مع تغير المناخ وحماية المكنون التراثي للواحات في كل البرامج والمشاريع في مختلف الأبعاد والمجالات أن يساهم في التقليل من آثار تلك التغيرات على الأنظمة الايكولوجية بتلك الأوساط، مؤكدا أن مجال الواحات خاصة بمنطقة درعة والتي اضطلعت بأدوار مهمة لعدة قرون وشكلت مركزا محوريا على المستوى الاقتصادي والثقافي والاجتماعي المحلي، تشكل حالة ملموسة للمجال البيئي والايكولوجي المعرض للهشاشة والتعرض لآثار التغيرات المناخية. ولمواجهة التحديات والإكراهات التي تواجهها مناطق الواحات من ظواهر التصحر والجفاف وانجراف التربة وقلة الموارد المائية ، دعا الفاعل الجمعوي إلى تدعيم قدرات الفاعلين باعتباره محورا هاما في التكيف مع تغير المناخ من خلال مواكبة مشاريعهم وبرامجهم التنموية. واعتبر رئيس الشبكة أن هذه التغيرات على مجال الواحات ستكون لها نتائج سلبية، منها الانخفاض الواضح في وفرة الماء وازدياد حاجيات المياه السقوية وتدهور الأنظمة البيئية والتنوع البيولوجي، مبرزا أن مؤتمر المناخ بمراكش سيشكل مناسبة لتقديم الاقتراحات والتصورات للترافع عن القضايا البيئية بمناطق الواحات. الحدود / و م ع