صدر حديثا عن مطبعة بنلفقيه بالرشيدية عدد جديد من مجلة واحات المغرب يتمحور حول مشكل الماء والتصحر بالواحات المغربية. ويعتبر هذا الإصدار، الذي ساهم في إعداده ثلة من الأساتذة الباحثين وفعاليات محلية ووطنية تحت إشراف الدكتور مصطفى تيليوا، وثيقة مرجعية ترصد تدبير الموارد المائية بمناطق الواحات والإشكالات المرتبطة بها إلى جانب الآليات الكفيلة بإحداث آلية ناجعة وبشكل تشاركي لتجاوز الاكراهات وتحقيق الرهان في مجال التنمية السوسيو-اقتصادية المستدامة. وجاء في افتتاحية العدد الجديد من هذه المجلة العلمية، التي تصدر باللغتين العربية والفرنسية، ان الماء يعتبر من أساسيات الحياة إن لم يكن الحياة بعينها ,بحيث أن مجمل تاريخ البشرية يمكن أن يكتب على أساس العلاقة التي ربطت الإنسان بالحاجة إلى الماء، خاصة بمناطق الواحات التي أدرجها المغرب ضمن أولويات مخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتي تعتبر درعا واقيا في مواجهة التصحر وندرة المياه وزحف الرمال ومصدرا مهما من مصادر عيش الساكنة في هذه المناطق.. وأضافت أن الواحات المغربية شكلت بالخصوص منذ إعلان عام 2006 سنة دولية للصحاري والتصحر وإعلان 17 يونيو من كل سنة يوما عالميا لمحاربة التصحر موضوعا لأنشطة مكثفة من أجل حماية فضاءاتها الهشة باعتبارها ضمانات أساسية للتوازنات الإيكولوجية وللأرض الخصبة من أجل تنمية منسجمة لاقتصاد اجتماعي ملائم للواقع الإنساني والبيئي بمناطق الواحات بالمملكة.. وهكذا، فإن النقص في الموارد المائية، تبرز الافتتاحية ، يشكل رهانا كبيرا بالنسبة للمناطق الواحاتية، وهو يعزى إلى الطبيعة الجغرافية لهذه المناطق التي يغلب عليها الطابع الصحراوي وكذا النمو الديمغرافي المتسارع وتحديث هياكل الاقتصاد وقد كان لتراجع حجم المياه بالمنطقة الواحاتية، تأثير مزدوج تمثل في تقلص الأشجار وانتشار مرض البيوض، وتطوير زراعة الحبوب التي تشغل أكثر من نصف المساحات المزروعة. . في هذا السياق، وتفاعلا مع هذه المعطيات خصص العدد الثاني من المجلة لموضوع الماء والتصحر بالواحات المغربية من اجل استقصاء آراء الخبراء وعرض خلاصات الدراسات والأبحاث التي أعدها باحثون وجامعيون مختصون في هدا المجال حاولوا من خلالها تشخيص الواقع من زوايا مختلفة، مع محاولة استشراف المستقبل من خلال اقتراح مجموعة من البدائل والتدابير المستندة على أسس وخبرات علمية، حيث كان توجه عام نحو ضرورة وحتمية الحفاظ على الخدمات الاقتصادية والايكولوجية والاجتماعية التي يقدمها المجال الواحاتي لساكنته ومجموع التراب الوطني، باعتباره حاجزا أمام ظاهرة التصحر، وموئلا للتنوع البيولوجي , وتوازن المناخ ومصدرا للمنتوج الفلاحي, وتغيير نمط استخدام الموارد الواحاتية المتأقلمة مع التغير المناخي. وتضمن العدد الجديد الذي يقع في 240 صفحة من الحجم المتوسط مواضيع همت بالخصوص سجلماسة والماء.. تاريخيا وأثريا و تافيلالت -سجلماسة – والمسألة المائية و الإنسان وعنصر الماء بواحة تافيلالت: التدبير والتمثلات و الموارد المائية بواحة تافيلالت: الإكراهات الهيكلية والرهانات المستقبلية و النظام المائي بواحة تودغى و الاختلالات البيئية بواحة محاميد الغزلان بين ندرة الموارد المائية ووقع التصحر و التصحر وآثاره على الواحة المغربية والموارد المائية بواحات المغرب و التدبير المندمج للموارد المائية بتافيلالت. كما تضمن العدد تقاريرحول المعرض الدولي للتمور في نسخته الخامسة,والمنتدى الدولي للواحات بزاكورة… وحوارات هامة جدا مع كل من السيد المدير العام لوكالة تنمية الواحات وشجر الاركان, و رئيس الفيدرالية البيمهنية لمنتجي التمور بالمغرب.بالضافة الى تغطية العديد من اللقاءات والمنتديات العلمية والمهرجانات الثقافية والفنية.