ينصح الدكتور دونا مونابابا بغسل اليدين عند الخروج من المرحاض و قبل الأكل، كما يدعو المستهلكين إلى طهي الخضار عموما قبل تناولها لقتل كل أنواع الباكتيريا،و ذلك لتجنب عدوى باكتيريا "أو كولي" التي تقتل بدون هوادة في أوروبا سيما في ألمانيا. باريس ب غ حدد الدكتور دونا مونابابا أعراض الإصابة بباكتيربا "أو كولي" في "اضطرابات هضمية تؤدي إلى إسهال دامي"،موضحا "أن هذه الباكتيريا عموما تؤدي إلى نوع من التسمم الغدائي". و تستهدف هذه الباكتيريا الجهاز الهضمي،حيث تسبب في نزيف على هذا المستوى فاتكة بالكليتين و تعطل بذلك عملهما ما يؤدي إلى وفاة حتمية،إلا أن التجاء المصاب مباشرة بعد ظهور الأعراض عليه إلى المستشفى،قد تساعد الأطباء على علاجه،علما أن بعض الأرقام الصحية تفيد أن واحد من عشرة مصابين يتوفى بسببها. و عن كيفية إصابة الإنسان بهذه الباكتيريا، قال الدكتور مونا بابا،في حديث لإيلاف،إنها "تنتقل من الخضار إلى الإنسان"،و ينصح "بطهي الخضار عوض تناولها نيئة"،دون أن يتحدث عن خضار بعينه يجب تجنب تناوله،انسجاما مع توجيهات السلطات الصحية الفرنسية للمستهلكين. و بإمكان هذه الباكتيريا أن تنتقل من إنسان لآخر بواسطة اللمس،بحسب الدكتور مونابابا الذي يشتغل في قسم المستعجلات بمستشفى ماكس فوريستيي بضاحية باريس،و بالتالي فهو ينصح "بغسل اليدين باستمرار و خصوصا عند الخروج من المرحاض و قبل الأكل". ولا يستعبد د.بابا أن تنتقل هذه الباكتيريا خارج أوروبا عبر الإنسان،و قد تتضرر منها كثيرا،في حال حصول ذلك، البلدان الأكثر فقرا خصوصا تلك المحسوبة على القارة الإفريقية نظرا لنقص الرعاية الصحية، وغياب النظافة و انتشار أوبئة بها أخرى بها كالكوليرا. وأكدت آخر الاختبارات العلمية أن الخيار الإسباني "بريء من ما نسب إليه"،و لم يكن وراء ضحايا باكتيريا "أو كولي" التي تسببت حتى اليوم،الأربعاء،في مقتل 15 شخصا في ألمانيا و شخصا واحدا في السويد،بعد أن "برأت" سلطات الأولى الخضروات المستوردة من الأندلس. و تبدو السلطات الصحية في ألمانيا و معها نظيرتها الأوروبية حائرة في المصدر الحقيقي لهذه الباكتيريا القاتلة،و إن كانت مراكز صحية تشير أنه يوجد مصابون لم يتناولوا المادة المتهمة بالمرة،مبرزين أن مصدرها قد يكون من الطماطم أو الخس كذلك. و نظرا لهذه الوضعية الخطيرة التي أدهشت الأطباء نظرا للطريقة التي تفتك بها هذه الباكتيريا أجسام المصابين، تعمل السلطات الصحية الفرنسية على أن تكون حذرة، أكثر من أن توجه تعليمات صارمة لجهات بعينها، حيث لم يسجل في فرنسا إلى اليوم إلا ست حالات دون أن يؤدي ذلك إلى مقتل أي من أصحابها. و على عكس السلطات الصحية الفرنسية،ففي دول أوروبا (كبلجيكا الدانمارك...) اتخدت إجراءات راديكالية بمنع استيراد الخيار بالمرة،شأنها شأن نظيرتها الروسية،إلا أن هذه الإجراءات يبدو أنها دون جدوى إذا ما أخدنا بعين الاعتبار نتائج الاختبارات العلمية الأخيرة في ألمانيا. وزيرة الفلاحة الإسبانية ظهرت على شاشات التلفزة الأوروبية، وهي تأكل الخيار على مشارف ضيعة تنتج هذه المادة، مفندة المزاعم الألمانية على طريقتها بكونه كان سببا في مقتل عدد من مواطنيها، قبل أن يتبين العكس، إلا أن هذه الدعاية السلبية لهذا الخضار ينذر بخسائر فادحة في صفوف منتجيه الإسبانيين و باقي الأوروبيين. هذه الوزيرة طالبت بتعويضات لمنتجي الخيار،لأنه سجل مع هذه الحملة التي دشنت ضده نفور كبير للمستهلكين منه، وقد بيع في أحد الأسواق الأوروبية بالتقسيط بأربعة سنتيمات، كما اشتكى العديد من الممنتجين له وعلى رأسهم الفرنسيين من المآل الذي سيؤول إليه منتوجهم بعد هذه الحملة. إيلاف