تحت شمس حارقة، ومناظر الواحات المتناثرة على جنبات الطريق الوطنية رقم 12 الرابطة بين طاطا وكلميم، انطلق الباص الذي يقل الوفد الصحفي المشارك في القافلة الاعلامية التي تنظمها وكالة انعاش التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب بالمملكة، في إطار علاقتها مع الجسم الاعلامي، للوقوف على مشاريع المنجزة في إطار برنامج واحات الجنوب، انطلق يشق عباب السراب الذي يتراءى على طول الاسفلت و الناتج عن حمارة القيض التي تضرب المنطقة خاصة في مثل هذه الوقت من السنة. وصلت القافلة على مشارف مدينة فم الحصن، التابعة لاقليم طاطا 130 كلم جنوبي شرق كلميم، حيث كان رئيس المجلس الجماعي الحضري الشاب احمد ازحاي في انتظار الوافدين، وتوجه بهم مباشرة الى مجمع للصناعة التقليدية، تعرض فيه كل ما ابدعته يد الصانع التقليدي المحلي، من مجوهرات وحلي فضية وادوات واثاث جلدي ومنحوتات خشبية، في الدور الارضي لبناية شيدت بالمواد المتوفرة محليا، وبسواعد ابناء المدينة، في اطار مشروع ممول ضمن برنامج واحات الجنوب، التي تشرف عليه الوكالة بشراكة مع باقي الفاعلين،فيما خصص الدور الاعلى من البناية لغرف مجهزة بأفرشة تستغل كمآوى سياحي وحيد لاستقبال السياح الذين يتوافدون على المنطقة من كل بقاع العالم، رغم محدودية عددهم، لاكتشاف خباياها، وجمال وهدوء واحاتها. وهو مشروع على بساطته وفر مناصب شغل مهمة، مما ساهم بشكل ملحوظ في انعاش الانشطة المدرة للدخل. في اليوم الموالي، وبعد وجبة افطار بنزل يتواجد وسط مدينة طاطا، توجهت القافلة الاعلامية الى الجماعة القروية اقا ايغان 80 كلم شمال شرق طاطا حاضرة الاقليم، حيث زار الوفد الصحفي بناية اكادير تسرغينت التي تخضع لاعادة الترميم، بهدف الحفاظ على ذاكرة القرية، وجعلها مزارا للسياح الاجانب والمغاربة للوقوف على مدى قدرة الانسان الصحراوي بهذه الربوع من المملكة على تحدي قساوة الطبيعة وشح الموارد، لبناء صرح معماري بالمواد المتوفرة محليا، ظل صامدا لازيد من اربعة عقود. a href="http://www.alhodoud.com/wp-content/uploads/2016/05/كلميم-تعاونية-2.jpg"img src="http://www.alhodoud.com/wp-content/uploads/2016/05/كلميم-تعاونية-2.jpg" alt="كلميم تعاونية 2" width="1280" height="768" class="alignnone size-full wp-image-26318" / خلال جولة ميدانية للجماعة القروية اقا ايغان، وقف الوفد الاعلامي على مشاريع انجزتها تعاونيات محلية تكشف بجلاء عن مدى الانخراط الفعلي للمرأة القروية في العمل التعاوني لتحقيق الانفتاح على العالم الخارجي، وايجاد موقع قدم يمكنها من المساهمة الايحابية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالمنطقة. خاصة في ظل الاهتمام الكبير الذي أولته وكالة الجنوب لساكنة مناطق الواحات ضمن برنامجها الذي وضعته بشراكة مع المنظومة المحلية، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، والتعاونيات المعنية. ولمساعدة النساء في وضعية الهشاشة الاجتماعية ، بدوار تسكموظين التابع لجماعة أقا إيغان، بادرت جمعية القصور للتنمية والانشطة الاجتماعية والثقافية في اطار برنامجها الى العمل على توفير قروض صغيرة لفائدة المرأة بدون فائدة، ممول من صندوق الاموال المتجددة، يهدف الى تمويل مشاريع تهتم بمجال تربية المواشي والحياكة واقتناء لوازم تنظيم الحفلات وآليات أخرى، و افادت السيدة فظمة حميرو الرئيسة المشرفة على هذا الصندوق في تصريح صحفي، ان الجمعية ومنذ احداثها سنة 2012، مولت 116 مشروعا بتكلفة مالية بلغت قيمتها 244 الف درهم.وقد استطاعت الجمعية بفضل تضافر كل الشركاء تحقيق قرابة 90 في المائة من الأهداف المسطرة. a href="http://www.alhodoud.com/wp-content/uploads/2016/05/كلميم-تعاونية-3.jpg"img src="http://www.alhodoud.com/wp-content/uploads/2016/05/كلميم-تعاونية-3.jpg" alt="كلميم تعاونية 3" width="576" height="960" class="alignnone size-medium wp-image-26319" / بدوار اكادير اسرغين التابع لنفس الجماعة، زار الوفد الاعلامي مشروعا تشرف عليه جمعية الفتح للتنمية والتعاون، يرمي الى تثمين المنتوجات المجالية، يشكل مصدرا هاما لدخل 18 فتاة، سبق ان استفدن من مرحلة تكوينية في مجالات اعداد الكسكس التقليدي، وصناعة المنتوجات اليدوي،ة وتنقية وترقيد وتعليب "الكبار" .،وجاء هذا المشروع بناء على تشخيص دقيق انجز سنة 2009، لتحديد حاجيات المنطقة، وقد تمكنت الفتيات المستفيدات من هذه المبادرة التي تم تنفيدها بدعم من برنامج واحات الجنوب والمجلس الجماعي القروي ، من تحقيق موارد مالية ساعدتهن على مواجهة تكاليف الحياة لهن و لاسرهن، وحسب تصريح لرئيسة التعاونية، فان الهدف الموالي يرمي الى الرفع من عدد المستفيدات من هذا المشروع وعلى العمل على تسويق المنتجات. الجولة الميدانية للوفد الاعلامي المشارك في القافلة الاعلامية قادته الى دوار تاوريرت بمدينة طاطا، حيث زار وحدة عصرية لتثمين التمور، تشرف عليها تعاونية افرا الفلاحية، يستفيد من خدماتها 150 فلاحا، وهي الوحدة التي تم تشييدها وتجهيزها سنة 2011،بدعم من برنامج واحات الجنوب، وقد حصلت على ترخيص الجودة الصحية التي تمنح للمؤسسات والمقاولات العاملة في القطاع الغذائي، من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.وتعالج هذه الوحدة حاليا ، والتي توفر عددا من فرص الشغل لفائدة مجموعة من فتيات المنطقة، ازيد من 50 طنا من التمور سنويا، بينما كان الانتاج لا يتجاوز مع انطلاقة المشروع قبل أربع سنوات العشرة أطنان. بدوار اكادير لهنا، بمحيط مدينة طاطا، زار الوفد الاعلامي مشروعا يهتم بتنظيم الحفلات وفق الخصوصيات المحلية، تشرف عليه منذ سنة 2010، جمعية التضامن النسوية لتنمية المرأة والفتاة، وتستفيد منه 30 امرأة، ينتجن مختلف المأكولات الشعبية، اعتمادا على المنتوجات الفلاحية المحلية. a href="http://www.alhodoud.com/wp-content/uploads/2016/05/كلميم-تعاونية-4.jpg"img src="http://www.alhodoud.com/wp-content/uploads/2016/05/كلميم-تعاونية-4.jpg" alt="كلميم تعاونية 4" width="1280" height="768" class="alignnone size-medium wp-image-26321" / وأوضحت رئيسة التعاونية في عرضها للمشروع امام اعضاء القافلة الاعلامية، أن التكوين والدعم والتتبع ساهموا بشكل مباشر في تحقيق نسبة مهمة من أهداف التعاونية، واكسبت الممارسة الميدانية الخبرة المطلوبة للمتعاونات، مما اتاح لهن الابداع في مجال الطبخ الشعبي المحلي، والقدرة على تنظيم حفلات بشكل مميز، الشئ الذي اصبحت معه التعاونية مؤهلة، خبرة وامكانيات، لتامين حفلات من مختلف المستويات وقادرة على توفير الخدمات المطلوبة لألف مدعو دفعة واحدة . ووقف الوفد الاعلامي خلال هذه الزيارة على مشاريع أخرى، همت بالأساس عملية تثمين زيت الاركان، التي تشرف عليها تعاونية دودرار بمدينة طاطا، وتثمين التمور للتعاونية الفلاحية تسكالة بدوار القصبة التابع لجماعة أقا، وماوى سياحي بدوار الرحالة بجماعة القصبة بسيدي عبد الله بن امبارك، ونقطة بيع المنتوجات اليدوية النسوية، ومنح قروض صغيرة لفائدة النساء في وضعية صعبة بدوار العكاية ببلدية أقا. a href="http://www.alhodoud.com/wp-content/uploads/2016/05/كلميم-تعاونية-5.jpg"img src="http://www.alhodoud.com/wp-content/uploads/2016/05/كلميم-تعاونية-5.jpg" alt="كلميم تعاونية 5" width="576" height="960" class="alignnone size-medium wp-image-26322" / ان الزائر لهذه الربوع من المغرب المصنف بغير النافع، لا يتوانى في الانحاء اجلالا واكبار لعزيمة وارادة ،و قوة شكيمة ساكنة هذه المنطقة، خاصة نساءها العصاميات ،اللواتي لم ينتظرن الاستفادة من اقتصاد الريع فشمرن عن سواعد الجد لجني الارباح من عرق الجبين، ولم تنل منهن الحملات الدعائية للمناصفة، التي حاكت عباراتها نظيراتهن بالمركز ، في مكاتب مكيفة ومجهزة باحدث وسائل الاتصال والتهوية، وحررت على أرئك صنعت من اثمن الجلود واقتنيت باغلى الاسعار، اثثت بها فضاءات تتوفر فيها كل مظاهر البدخ والحياة المترفة، ولم يأبهن بالبرامج والمخططات التي وضعتها وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، اكثر من اهتمامهن بتوفير دخل يحسن من اوضاعهن الاجتماعية اعتمادا على ما يبدلنه من جهد، لمساعد اسرهن على مواجهة شظف العيش في ظروف مناخية قاسية، فنحتن الصخر والجلمود باظافرهن، وتكتلن في تعاونيات منتجة تثمن ما يتوفر في بيئتهن، وما تجود به ارضهن التي يتمسكن بها، بالقدر الذي يتمسكن فيه بفلدات اكبادهن، و يصررن على توفير الاجواء الملائمة ولو في حدها الادنى من الامكانيات، ليكمل ابنائهن دراستهم ،ويحققوا لهن ولانفسهم مايصبون اليه، انهن حرائر الصحراء اللواتي انخرطن في العمل الجاد والمنتج ، مستغلات ما وفره برنامج وحات الجنوب، فأعطين النموذج الحي للمراة المغربية الصبورة، المنتجة و المعطاءة. محمد صالح اكليم – طاطا