استدعى،أول أمس، وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي سفير الولاياتالمتحدةبالجزائر ديفيد بيرس، ليعرب له ويخطره "بالاحتجاج الشديد" للحكومة الجزائرية على قرار السلطات الأمريكية القاضي بإدراج الرعايا الجزائريين ضمن قائمة البلدان التي سيتم إخضاع مواطنيها لإجراءات مراقبة خاصة نحو أو من نقاط الدخول الجوية الأمريكية. وأوضح بيان لوزارة الشؤون الخارجية تسلمت "الشروق" نسخة منه أنه "إثر القرار الذي اتخذته السلطات الأمريكية إدراج الرعايا الجزائريين ضمن قائمة البلدان التي سيتم إخضاع مواطنيها لإجراءات مراقبة خاصة نحو أو من نقاط الدخول الجوية الأمريكية استدعى وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر لينقل له الاحتجاج الشديد للحكومة الجزائرية إزاء هذا الإجراء المؤسف وغير المبرر والتمييزي". وأضاف بيان وزارة الخارجية الذي يأتي بعد قرابة أسبوع من إعلان الإدارة الأمريكية عن الإجراءات الجديدة في حق 12 دولة منها الجزائر أن "هذا الاستدعاء جاء عقب عدة مساعي بوشرت فور الإعلان عن الإجراءات من قبل الإدارة المركزية ومن قبل سفيرنا بواشنطن عبد الله بعلي لدى السلطات الأمريكية المعنية". السلطات الجزائرية التي تحركت للاحتجاج لدى الإدارة الأمريكية عبر قناتها الدبلوماسية، أشارت في البيان أنها اتخذت من الاتصالات المباشرة مع الولاياتالمتحدة عبر سفير الجزائر بواشنطن وسيلة للبحث عن سبل للتفاهم والإستفسار عن إدراج الجزائر ضمن القائمة السوداء للدول التي تخضع رعاياها لإجراءات جد صارمة لدى دخول أو خروج مطارات الولاياتالمتحدةالأمريكية، غير أن لهجة البيان بينت أن القنوات التي اتخذتها الجزائر لم تجد نفعا، ففضلت اللجوء للاحتجاج عبر ممثل الدبلوماسية الأمريكية في الجزائر. ومعلوم أن قرار السلطات الأمريكية أثار امتعاض واحتجاج عدد من الدول التي جاءت في القائمة السوداء، والتي يبدو من خلالها أنها اعتمدت على عامل الأمن وخطر الإرهاب لتحديد قائمة الدول المعنية بالقرار، هذا القرار الذي يعتبر غير منطقي بالنسبة للجزائر على اعتبار أنه جاء في أعقاب الزيارة التي قام بها وزير الخارجية مراد مدلسي للولايات المتحدةالأمريكية، والتي شكل فيها الحديث عن التعاون الاقتصادي ومكافحة الإرهاب أهم محاور لقاءات مدلسي وكاتبة الدولة للشؤون الخارجية هيلاري كلينتون. وكان قد نقل عدد من الوسائل الإعلامية العالمية أن إدارة أمن النقل، عن غير قصد بأمريكا، كشفت أسرارا تتعلق بممارسات فحص الركاب بالمطار عندما تم نشر وثيقة سرية على شبكة الانترنت في الربيع هذا العام. هذه الوثيقة التي تتكون من 93 صفحة عبارة عن دليل لإجراءات تفتيش المسافرين والأمتعة المسجلة. كما أنها تحتوي على صور من أوراق الاعتماد المستخدمة من قبل أعضاء الكونغرس، وموظفين وضباط وكالة الاستخبارات المركزية الجوية الفيدرالية، وتحدد 12 بلدا من حاملي جوازات السفر (كوبا وايران وكوريا الشمالية وليبيا وسوريا والسودان وأفغانستان ولبنان والصومال والعراق واليمن والجزائر) الذين يتم تلقائيا خضوعهم للتدقيق والفحص الإضافي مقارنة بباقي دول العالم . الشروق الجزائرية