جاء المغاربة في المركز الثاني من حيث أكثر الشعوب العربية إقبالا على الانتحار، وذلك بنسبة 5.3 في كل 100 ألف مواطن، خلف السودان البلد الذي تجاوزت فيه ظاهرة المغادرة الطوعية للحياة نسبة 17.2 لكل 100 ألف ساكن. و قد أشارت دراسة أنجزتها منظمة الصحة العالمية، نشرت أواخر عام 2014 إلى أن عدد المنتحرين المغاربة تضاعف بين سنتي 2000 و 2012، ليرتفع خلال 12 سنة بنسبة 97 في المائة، لينتقل العدد من 2.7 إلَى 5.3 حالات انتحار بين كل مائة ألف مغربِي. ووضحت مضامين هذه الدراسة العالمية أن المغرب سجل 1628 حالة انتحار رسمية سنة2012 فقط، شكل الرجال منها 87 بالمائة بتسجيل 1431 حالة، في حين لم تتجاوز النساء 200 حالة. واعتبر التقرير الذي صدر عن منظمة الصحة العالمية أواخر العام 2014 أن الانتحار لا يحدث في البلدان المرتفعة الدخل فحسب، بل هو ظاهرة عالمية في جميع أقاليم العالم. وفي حقيقة الأمر، إن 75٪ من حالات الانتحار العالمية في عام 2012 حدثت في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وتشير المعطيات كذلك إلى كون كل 3 جزائريين يحاولون الانتحار يوميا، وتوجد في الجزائر وحدها أكثر من 1108 محاولة انتحار أغلبيتها تنفذ في صفوف الشباب والنساء وبمختلف مناطق الجزائر. فيما تنفذ في مصر لوحدها أكثر من 3000 محاولة انتحار سنويا لمن هم أقل من 40 عام، كما يفكر 41 في المائة من الشباب السوري المقيم في لبنان في الانتحار، وهناك 17 في المائة منهم تمتلكهم الفكرة لمدة طويلة. وحسب آخر المعطيات المتوفرة فإن المملكة العربية السعودية تشهد أقل نسبة انتحار في العالم العربي بمعدل 0.4 في كل مائة ألف مواطن سعودي. وعلى الصعيد العالمي، فهنالك ضعف في إتاحة البيانات الخاصة بالانتحار والإقدام عليه ونوعية هذه البيانات. فلا يوجد سوى 60 دولة فقط من الدول الأعضاء لديها بيانات جيدة عن تسجيل الأحوال المدنية يمكن استخدامها مباشرة لتقدير معدلات الانتحار. مشكلة ضعف البيانات حول الوفيات لا تقتصر على الانتحار، ولكن نظرا لحساسية الانتحار – وعدم شرعية السلوك الانتحاري في بعض البلدان – فمن المرجح أن يكون ضعف الإبلاغ وسوء التصنيف بالنسبة للانتحار أكبر منه بكثير مع سائر أسباب الوفيات الأخرى. وكان أول تقرير لمنظمة الصحة العالمية حول الانتحار بعنوان "الوقاية من الانتحار: ضرورة عالمية" والذي نشر في أواخرعام 2014، يهدف إلى زيادة الوعي بأهمية الانتحار ومحاولات الإقدام عليه من منظور الصحة العمومية، وإلى جعل الوقاية من الانتحار أولوية قصوى على جدول أعمال الصحة العمومية العالمي. كما يهدف التقرير إلى تشجيع البلدان ومساعدتها في تطوير أو تعزيز استراتيجيات شاملة للوقاية من الانتحار في سياق نهج متعدد القطاعات للصحة العمومية. الحدود – متابعة