طالبت الإعلامية المغربية سناء ثابت،في برنامج صباح الخير ياعرب الذي تقدمه قناة "إم بي سي"،بفرض رقابة على الأعمال الفنية قبل عرضها، قائلة "إذا أساء أي عمل لعرق أو جنسية معينة لا بد أن يحذف"، وهو ما رفضه الناقد الفني المصري طارق الشناوي بوصفه قيدا على حرية الإعلام. موقف الإعلامية المغربية جاء على إثر عرض المسلسل المصري "العار" والكرتوني "يوميات بوقتادة وبو نبيل" وتضمن مشاهد اعتبرها البعض مسيئة للفتيات المغربيات؛ حيث قدم "العار" امرأة مغربية تعمل فتاة ليل، فيما أثار "يوميات بوقتادة وبو نبيل" حفيظة الشعب المغربي عندما تناول استخدام بعض النساء المغاربة السحر والشعوذة من أجل تزويج رجل كويتي بفتاة مغربية. وقالت الإعلامية المغربية سناء ثابت إن مسلسل "العار" تضمن إساءة واضحة، خاصة وأن الفتاة المغربية الوحيدة التي ظهرت في العمل عبَّرت عن نفسها كفتاة ليل، دون أن يقدم المسلسل نموذجا ثانيا أخلاقيا للمرأة المغربية. وأكدت أن مصر رائدة دائما في مجال المسرح والسينما ولكن الريادة لها أخلاقيات، لافتة إلى أنها على دراية بأن هناك رقابة تفرض على الأعمال المصرية، وأنه يتم حذف المشاهد التي تتضمن الفياجرا وغرف النوم أو أي إساءة للدين أو لمصر، متسائلة: "لماذا لم يتم حذف أيضا المقاطع التي تسيء إلى الدول العربية الشقيقة؟". من جانبه، أعرب الناقد الفني طارق الشناوي عن أسفه لموقف الإعلامية المغربية سناء ثابت وبعض الإعلاميين المصريين الذين يؤيدون فرض رقابة على الأعمال الفنية قبل عرضها، مشيرا إلى أن الأمر في حال تطوره يؤدي إلى وقف الكثير من الأعمال الدرامية بحجة الإساءة إلى البلدان العربية. وأضاف: "إذا قدمت فتاة ليل أو مشعوذة مغربية أو مصرية في الأعمال الفنية لا يعني ذلك إدانة للبلد"، مشيرا إلى أن مهرجان الإسكندرية الأخير شهد عرض فيلم مغربي للمخرج المغربي حسن بن جلون يحمِّل المغربيات جزءا من انتشار الدعارة في بلجيكا، ورغم ذلك لم تظهر أي تصريحات أو مواقف احتجاجية في المغرب. ودعا الشناوي كافة الدول العربية للتصدي إلى كل المواقف والقرارات "العشوائية" والتي تمنع الإبداع. كاميرا صباح الخير يا عرب رصدت من جانبها جدلا في الشارعين المصري والمغرب، حيث قال أحد الشباب المغاربة إن المسلسل قدم صورة غير صحيحة للمرأة المغربية، وأشار آخر إلى أن هناك العديد من الأعمال التي تقدم في الساحة العربية مؤخرا تُظهر السحر والدعارة بوصفها صناعة مغربية.. وهذا الأمر غير صحيح على الإطلاق. وكشفت إكرام الأزرق مراسلة MBC إنشاء مجموعة من السيدات المغربيات جمعية "مغربية وافتخر" التي تضم مجموعة من الطبيبات والمهندسات والإعلاميات وكوادر أخرى في مختلف المجالات. كما أصدر ملتقى الصحافيين المغاربة بالخارج بيانا استنكر فيه عرض مسلسل "العار" الذي يمسّ كرامة المرأة المغربية، على حد قول البيان. و قال أنس بوسلامتي -أحد مؤسسي ملتقى الصحافيين المغاربة بالخارج- إن غضب المغاربة يعد أمرا مشروعا لأنها سابقة أن تلصق هذه التهمة في عمليين- "بوقتادة ونبيل" و"العار"- بالمغرب على وجه الخصوص. وقال إن الجميع مع الإبداع الراقي والمنظم والحرية، ولكن الذي يتم بشكل منضبط وأخلاقي فهناك أخلاقيات مهنة لا بد من احترامها، وهو ما عبَّر عنه بيان ملتقى صحافيين مغاربة في الخارج. واعتبر بوسلامتي أن البيان يدق ناقوس الخطر لأن ملايين من النساء المغربيات شعرت بالتحقير والإساءة. في المقابل اعتبر البعض في الشارع المصري أن المسلسل لم يتعمد الإساءة للمغربيات، وإنما قدم فقط نموذجا سيئا لإحدى الفتيات، وهو ما يكثر حدوثه في الأعمال الدرامية المصرية التي تقدم أيضا صورا سيئة لبعض الفتيات المصريات دون أن يتسبب ذلك في غضب المصريين..