لم يغادر المسافرون الباخرة «بركان» عند رسوه بميناء «جين» الإيطالي إلا بعدما استعادوا قيم تذاكر السفر، وبذلك تكون الحالة التي عاشها ميناء طنجة قد تكررت - بعد ثلاثة أيام في إيطاليا. وبعد أن أكدت مصادر من الشركة أن الباخرة ستصل مساء يومه السبت إلى ميناء طنجة، فإن سابقتي التعويض في ميناءي طنجة و«جين» تفرض التساؤل عما إذا كان مسلسل الاحتجاج عند الوصول لاستعادة قيم التذاكر سيتواصل. احتجاجات المسافرين المتكررة عبر الباخرة التابعة لشركة «كوماريت» المغربية اكتست طابعا خاصا لكونها تأتي في عز فترة العبور التي يعمل فيها المغرب كل ما في وسعه من أجل تحسين ظروف تنقل مغاربة الخارج إلى أرض الوطن لقضاء عطلتهم السنوية. ويعود السبب الرئيسي في الاحتجاجات إلى عطب في مكيف الهواء، إذ عانى المسافرون وخصوصا المسنين والأطفال من صعوبات في تحمل الحرارة المفرطة، أما الأسباب الثانوية التي رددها امسافرون، فتمثلت في نوعية التغذية وفي تدهور نوعية الخدمات الناتج بدوره عن صعوبة التوفيق بين مطالب المسافرين التي زادت بكثير عن المعتاد وبين اضطرار المستخدمين الى مضاعفة جهودهم لعلهم يتحملون العمل المرهق في ظروف ازدادت صعوبة بفعل عطب مكيف الهواء. واستنادا الى مصادر حسنة الإطلاع، فإن إصلاح العطب يمكن أن يتطلب انتظار المزيد من الوقت لأن عددا كبيرا من التقنيين المتخصصين في الميدان يستفيدون في الفترة الراهنة من العطلة السنوية. والملاحظ أن المغرب الذي يراهن على توطيد علاقاته مع الخارج، لا يشجع بالشكل المطلوب على تطوير أسطول مغربي قادر على مواجهة كل الصعاب. وإذا كان ا لتحرير يسمح باستئجار بواخر أجنبية أو الترخيص للأجانب بسد الخصاص، فإن التحرير الحقيقي هو الذي يؤمن التخلص من التبعية للخارج، ويوفر للشركات الوطنية إمكانية القيام بالمهام الوطنية المنوطة بها، فالعبرة ليست بسن قوانين متشددة، وإنما في وضع سياسة نقل تضع المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات. الاتحاد الاشتراكي