وزير خارجية هنغاريا يستقبل ناصر بوريطة ويشيد بمتانة العلاقات مع المغرب    شهيد: حجج الحكومة للدفاع عن خياراتها السياسية ضعيفة ويطغى عليها التسويف والتبرير    برلمان أمريكا الوسطى في زيارة تاريخية لمدينة العيون.. دعم كامل لمغربية الصحراء    الاتحاد الأوروبي يُنشئ قائمة "الدول الآمنة" تضم المغرب لتسريع ترحيل طالبي اللجوء    مجلس المنافسة: أسعار المحروقات ارتفعت دوليا وانخفضت وطنيا وهامش ربح الشركات حوالي 1,5 درهم للتر    ركراكي: أسود الأطلس سيتفوقون على أنفسهم للفوز بكأس إفريقيا للأمم    حالة الطقس .. اجواء غير مستقرة وزخات متفرقة بعدة مناطق    المغاربة يتصدرون قائمة المسجلين في الضمان الاجتماعي الإسباني    تكريم المغربي طهور يتحول إلى مهرجان حبّ في مراكش    اليد التي علمتني… -إلى روح شهيدة الواجب-    تقرير: مجموع المنشورات في المغرب خلال سنتين بلغ 3725.. 80% بالعربية والأدب في المقدمة    دي ميستورا تحت المجهر.. إحاطة مثيرة للجدل تعيد بعثة الصحراء إلى دوامة الانحياز والمراوغة    الدكتور نوفل الناصري يصدر كتابًا جديدًا بعنوان "مستقبل النظام الدولي في ظل التفاعلات الجيواستراتيجية الراهنة"    تسجيل ثالث حالة إصابة بداء الكلب في مليلية خلال أقل من أسبوعين    أسعار الذهب تبلغ أعلى مستوى لها على الإطلاق    شرطي يُطلق رصاصة تحذيرية لإحباط محاولة فرار سجين من داخل مستشفى    هل هي عزلة أم إقامة إجبارية دولية: هكذا تخلت القوى الكبرى ‮ والدول الصغرى أيضا عن دولة العسكر في الجزائر!    تساهم في تفشي معدلاته المخدرات، التفكك الأسري، الألعاب الإلكترونية وغيرها .. تلاميذ وأطر إدارية وتربوية تحت رحمة العنف في مؤسسات تعليمية    والدة بودريقة أمام الوكيل العام بتهمة سرقة 700 مليون من خزانة شقيقها المتوفى    بلقشور: إصلاحات "دونور" غير مسبوقة والمركب في أفضل حالاته    المتصرفون التربويون يحتجون يومه الخميس ويهددون بالاستقالات الجماعية من جمعية دعم مدرسة النجاح    المكتب الوطني للمطارات: منطقة مغادرة جديدة بمطاري مراكش- المنارة وأكادير- المسيرة    جامعة عبد المالك السعدي تُثري فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب ببرنامج ثقافي متنوع في دورته ال30    ملاحظات عامة عن المهرجانات السينمائية المستفيدة من دعم الدورة الأولى لسنة 2025    أنشطة سينمائية بعدد من المدن المغربية خلال ما تبقى من شهر أبريل    «أجساد في ملكوت الفن».. عبد العزيز عبدوس يفتح نوافذ الذاكرة والحلم بطنجة    نبيل باها يعتبر بلوغ نهائي كأس إفريقيا للفتيان فخرا كبيرا    طعنة في قلب السياسة : لماذا اعتدى شاب على نائب عمدة سلا؟    أوراق مؤتمر "بيجيدي" تتمسك بالمرجعية الإسلامية والصحراء وفلسطين    مكتب فرنسي للاتصال قريبا بالعيون    عمال الجماعات المحلية يعلنون إضرابا واحتجاجا أمام البرلمان بسبب تجاهل مطالبهم    المغرب يتسلح ب600 صاروخ أمريكي لمواجهة التحديات الجوية    هل ما زال للقصائد صوت بيننا؟    حادثة سير خطيرة تودي بحياة شاب بأكادير    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    رئيس مجلس الدولة الصيني يدعو لتعزيز الطلب المحلي في مواجهة التوترات التجارية مع واشنطن    "أورونج المغرب" تَعرض جهازاً مبتكراً    "Prev Invest SA" تنهي مساهمتها في رأسمال CFG Bank ببيع جميع أسهمها    إسرائيل: "لن تدخل غزة أي مساعدات"    بيلينغهام : واثقون من تحقيق ريمونتادا تاريخية أمام أرسنال    حكيمي: "الحقيقة أننا لا نهتم بهوية منافسنا.. لأنه للفوز بدوري أبطال أوروبا عليك أن تواجه الأفضل"    المنتخب الوطني المغربي للمواي طاي يشارك ضمن فعاليات البطولة الإفريقية بطرابلس    شهادة مؤثرة من ابنة مارادونا: "خدعونا .. وكان يمكن إنقاذ والدي"    زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب غرب أستراليا    كلب مسعور على حدود المغرب .. والسلطات الإسبانية تدق ناقوس الخطر    وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة وشركة "نوكيا" توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز الابتكار المحلي    أسعار المحروقات تواصل الارتفاع رغم تراجع أسعار النفط عالميا    "جيتيكس إفريقيا".. توقيع شراكات بمراكش لإحداث مراكز كفاءات رقمية ومالية    المغرب يعزز درعه الجوي بنظام "سبايدر".. رسالة واضحة بأن أمن الوطن خط أحمر    بطولة إسبانيا: توقيف مبابي لمباراة واحدة    وفاة أكثر من ثلاثة ملايين طفل في 2022 بسبب مقاومة الميكروبات للأدوية    دراسة أمريكية: مواسم الحساسية تطول بسبب تغير المناخ    فايزر توقف تطوير دواء "دانوغلبرون" لعلاج السمنة بعد مضاعفات سلبية    قصة الخطاب القرآني    المجلس العلمي للناظور يواصل دورات تأطير حجاج الإقليم    العيد: بين الألم والأمل دعوة للسلام والتسامح    أجواء روحانية في صلاة العيد بالعيون    طواسينُ الخير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خوفا ‬من ‬المفاجآت.. الذهب، الملاذ الآمن في زمن كورونا


(زكرياء ‬بلعباس)
الرباط – بعد ‬أزمة ‬الرهن ‬العقاري ‬لعام ‬2008، ‬كان ‬سعر ‬الذهب ‬قد ‬حطم ‬بالفعل ‬أرقامه ‬القياسية، ‬ما ‬جعل ‬المستثمرين ‬يهرولون ‬صوب ‬المعدن ‬الأصفر ‬لحماية ‬جزء ‬من ‬ممتلكاتهم ‬في ‬انتظار ‬هدوء ‬العاصفة، ‬فيما ‬زاد ‬طلب ‬المستهلك ‬على ‬السبائك ‬والعملات ‬بشكل ‬ملحوظ.‬
ملاذ ‬آمن
يبدو ‬أن ‬أزمة ‬فيروس ‬«‬كورونا»‬ ‬ترسل ‬إشارات ‬مماثلة ‬لما ‬حدث ‬منذ ‬12 ‬سنة. ‬فبعد ‬الانخفاض ‬السريع ‬خلال ‬انهيار ‬سوق ‬الأسهم ‬منتصف ‬مارس ‬الماضي، ‬قفزت ‬قيمة ‬المعدن ‬الأصفر، ‬في ‬الرابع ‬من ‬غشت ‬الماضي، ‬وصولا ‬الى ‬مستوى ‬1550 ‬دولارا ‬للأوقية، ‬وذلك ‬للمرة ‬الأولى ‬منذ ‬أكثر ‬من ‬ست ‬سنوات، ‬نتيجة ‬تهافت ‬المستثمرين ‬على ‬الأصول ‬الآمنة، ‬التي ‬عادة ‬ما ‬يتم ‬اللجوء ‬إليها ‬أثناء ‬الأزمات ‬الاقتصادية ‬لما ‬تتميز ‬به ‬من ‬استقرار ‬وجاذبية ‬اكثر ‬للراغبين ‬في ‬«‬تأمين»‬ ‬جزء ‬من ‬أصولهم. ‬
ومن ‬بين ‬هذه ‬«‬الملاذات ‬الآمنة»‬، ‬يواصل ‬الذهب ‬رحلة ‬الارتفاع ‬خلال ‬فترات ‬الركود ‬وأزمات ‬سوق ‬الأسهم. ‬وهذا ‬ما ‬تؤكده ‬خبيرتا ‬الاقتصاد؛ ‬فيرجيني ‬كودرت ‬وهيلين ‬ريموند، ‬ في ‬مقال ‬نشر ‬عام ‬2012 ‬تحت ‬عنوان ‬«‬هل ‬الذهب ‬ملاذ ‬آمن ‬خلال ‬فترات ‬الركود ‬وأزمات ‬البورصة؟»‬. ‬فوفقًا ‬لتحليلهما ‬للتطور ‬المقارن ‬لأسعار ‬وعوائد ‬الأسهم ‬والذهب ‬في ‬أوقات ‬الأزمات، ‬استنتجت ‬الباحثتان ‬أن ‬«‬العلاقة ‬بين ‬الذهب ‬والأسهم، ‬التي ‬تقترب ‬بالفعل ‬من ‬الصفر ‬في ‬الأوقات الهادئة، ‬تميل ‬إلى ‬التراجع ‬أكثر ‬خلال ‬الأزمات، في ‬تطور ‬يضطلع ‬فيه ‬معدن ‬الذهب ‬بدور ‬«‬الملاذ ‬الآمن»‬.‬
وتضيف ‬الباحثتان ‬أن ‬الذهب ‬يوفر ‬وسيلة ‬تحوط ‬مثيرة ‬للاهتمام ‬لأصحاب ‬الأسهم ‬في ‬معظم ‬الحالات، ‬مسجلتان ‬أنه ‬«‬على ‬الرغم ‬من ‬عوائده ‬المنخفضة ‬على ‬المدى ‬الطويل، ‬يعتبر ‬الذهب ‬من ‬بين ‬الأصول ‬الأكثر ‬جاذبية ‬لتنويع ‬محفظة ‬الأسهم، ‬خاصة ‬في ‬أوقات ‬الأزمات»‬.‬
أين ‬تتجه ‬أسعار ‬الذهب؟
حسب ‬تقرير ‬صادر ‬عن ‬شبكة ‬«‬بلومبورغ»‬ ‬الأمريكية، ‬كان ‬سعر ‬أوقية ‬الذهب ‬يحوم ‬حول ‬36 ‬دولارا ‬عام ‬1970، ‬وهو ‬حاليا ‬يصل ‬الى ‬أكثر ‬من ‬2000 ‬دولار، ‬بزيادة ‬قدرها ‬45 ‬ضعفا.‬
اقرأ أيضا: الشيخ خالد الجندى: فيروس كورونا "معجزة" جعلت العالم يرتعش
وفي ‬هذا ‬الصدد، ‬يعتقد ‬الخبير ‬المالي ‬الإيطالي، ‬ستيفانو ‬بوتايولي، ‬أن ‬الذهب ‬لم ‬يكمل ‬بعد ‬مستوى ‬ارتفاعه، ‬متوقعا ‬مرحلة ‬تحيينية ‬في ‬الأسابيع ‬المقبلة ‬ترفعه ‬إلى ‬1850 ‬دولارا ‬كحد ‬أقصى، ‬لكنها ‬يراها، ‬في ‬المحصلة، ‬مجرد ‬بداية ‬لحركة ‬صعودية ‬جديدة ‬ستتخطى ‬ما ‬يزيد ‬عن ‬2200 ‬دولار ‬بحلول ‬متم ‬2020.‬
وعلى ‬المدى ‬البعيد، ‬يرى ‬هذا ‬المحلل ‬المالي، ‬في ‬حديث ‬صحفي ‬لمجلة ‬«‬باب»‬، ‬أن ‬حركة ‬صعود ‬سعر ‬الذهب ‬متوقع ‬لها ‬أن ‬تصل ‬الى ‬4600 ‬دولار. ‬
ومن ‬بين ‬العوامل ‬المساهمة ‬في ‬هذا ‬الارتفاع، ‬أشار ‬مستشار ‬الاستثمار ‬ببنك ‬كونسوليا (‬Banca Consulia) ‬في ‬إيطاليا، ‬إلى ‬تزايد ‬عدم ‬الثقة ‬في ‬قيمة ‬الدولار، ‬الذي ‬يرتبط ‬عكسيا ‬بالذهب ‬ويبدو ‬أنه ‬يسير، ‬بصرف ‬النظر ‬عن ‬بعض ‬الارتدادات ‬قصيرة ‬الأجل، ‬في ‬اتجاه ‬تراجعي ‬لفترة ‬طويلة.‬
وفي ‬سياق ‬أزمة ‬فيروس ‬«‬كورونا»‬، ‬ضعف ‬مؤشر ‬التضخم ‬بشكل ‬كبير ‬وتمت ‬مواجهة ‬التطورات ‬الانكماشية ‬الهائلة ‬باعتماد ‬إجراءات ‬نقدية ‬ومالية ‬صارمة. ‬ومن ‬اللافت، ‬حسب ‬الخبير ‬الإيطالي، ‬أن ‬الأداء ‬المتفوق ‬لأسهم ‬الذهب ‬يعتبر ‬نذير خطر ‬على ‬ظهور ‬مستوى ‬تضخم ‬أعلى ‬على ‬المدى ‬المتوسط، ‬متوقعا ‬أن ‬تتفوق ‬الفضة ‬بدورها ‬على ‬مؤشرات ‬السلع ‬الأساسية.‬
ومن ‬جهته، ‬يعتبر ‬الباحث ‬التونسي ‬بالمعهد ‬العالي ‬للتسيير ‬بقابس، ‬خالد ‬مكني ‬أن ‬من ‬بين ‬العوامل ‬الرئيسية ‬التي ‬تؤثر ‬على ‬الذهب، ‬سعر ‬الفائدة، ‬الذي ‬كلما ‬ارتفع، ‬انخفض ‬سعر ‬الذهب، ‬خصوصا ‬في ‬ظل ‬لجوء ‬المستثمرين ‬إلى ‬السندات ‬الحكومية ‬وفئات ‬الأصول ‬الأخرى ‬التي ‬تظل ‬عائداتها ‬مرتبطة ‬بأسعار ‬الفائدة، ‬مشيرا ‬إلى ‬أن ‬أهم ‬سعر ‬فائدة ‬في ‬العالم ‬يحدده ‬البنك ‬المركزي ‬الأمريكي ‬الذي ‬يعتبر ‬الحكم ‬الرئيسي ‬في ‬الأسواق ‬العالمية.‬
وكأي ‬سلعة ‬أخرى، ‬يفسر ‬الأستاذ ‬الباحث ‬في ‬حديث ‬لمجلة ‬«‬باب»‬، ‬يرتفع ‬إنتاج ‬الذهب ‬وينخفض ‬مع ‬مرور ‬الوقت، ‬والأمر ‬نفسه ‬بالنسبة ‬لمستوى ‬الطلب؛ ‬إذ ‬غالبا ‬ما ‬يكون ‬موسم ‬الأعياد ‬في ‬الهند ‬والصين ‬فترة ‬رئيسية ‬لتزايد ‬الطلب ‬على ‬الذهب.‬
لماذا ‬يتوفر ‬الذهب ‬على ‬قيمة ‬نقدية ‬استثنائية؟
بحسب ‬كتاب ‬«‬تاريخ ‬الذهب" ‬للمؤرخ ‬والخبير ‬الاقتصادي ‬الفرنسي ‬رينيه ‬سيديو (‬René Sédillot)‬، ‬الصادر ‬عام ‬1971، ‬مَثّل ‬المعدن ‬الأصفر ‬منذ ‬القدم ‬مثار ‬شغف ‬وتعلق ‬الإنسان، ‬«‬فمنذ ‬عرف ‬الإنسان ‬الذهب، ‬وهو ‬مفتون ‬به»‬. ‬وما ‬كان ‬لهذا ‬الشغف ‬المتزايد ‬على ‬مر ‬العصور ‬إلا ‬أن ‬يعطي ‬للذهب ‬قيمته ‬النقدية ‬الاستثنائية.‬
اقرأ أيضا: طب/طب الأسنان.. النقط الرئيسية في بلاغ قطاعي الصحة والتعليم العالي
واعتبر ‬سيديو ‬أنه ‬«‬لكي ‬يفقد ‬الذهب ‬وظائفه ‬وصولته ‬باستثناء ‬تلك ‬المعترف ‬له ‬بها ‬في ‬الفن ‬والصناعة (...) ‬يتعين ‬ويكفي ‬أن ‬يسود ‬السلام ‬بين ‬الأمم»‬، ‬وأن ‬تعمد ‬الحكومات ‬الى ‬خلق ‬التوازن ‬في ‬ميزانياتها، ‬وتحد ‬من ‬ارتفاع ‬الأسعار، ‬وتعمل ‬على ‬تبديد ‬تهديدات ‬التضخم، ‬وتتجه ‬بقوة ‬صوب ‬تعزيز ‬عملتها ‬وجعل ‬قوانينها ‬أكثر ‬عدالة»‬. ‬وختم ‬كتابه ‬بالقول ‬إنه ‬«‬إذا ‬لم ‬يتم ‬استيفاء ‬كل ‬هذه ‬الشروط، ‬فإنه ‬لا ‬يزال ‬للذهب ‬بعض ‬الفرص»‬.‬
وتعليقا ‬على ‬هذا ‬الكتاب، ‬يرى ‬المحلل ‬المالي ‬الفرنسي ‬ومؤلف ‬كتاب ‬«‬الذهب، ‬استثمار ‬للمستقبل" (‬l'or, un placement d'avenir)‬، ‬فيليب ‬هيرلن ‬أن ‬وجهة ‬نظر ‬سيديو ‬«‬خاطئة»‬، ‬فالذهب ‬«‬يبقى ‬بالتأكيد ‬الملاذ ‬الآمن ‬المرجعي ‬الذي ‬يكتسب ‬أهمية ‬في ‬حالات ‬الصراع، ‬ولكن ‬ليس ‬فقط ‬كما ‬يعلمنا ‬التاريخ»‬.‬
وأوضح ‬الباحث ‬في ‬علم ‬الاقتصاد، ‬في ‬حديث ‬لمجلة ‬«‬باب»‬، ‬أن ‬الأمر ‬يتعلق ‬قبل ‬كل ‬شيء ‬«‬بعدم ‬اتساق ‬قرارات ‬الدول ‬التي ‬تنفق ‬بسخاء ‬لإرضاء ‬زبائنها ‬الانتخابيين، ‬والتي ‬تمول ‬عجزها ‬المالي ‬من ‬خلال ‬طباعة ‬الأوراق ‬النقدية، ‬حيث ‬تتجلى ‬بعد ‬فترة، ‬في ‬زيادة ‬الأسعار (...)‬»‬ .‬
ومع ‬العولمة ‬والمنافسة ‬الدولية ‬القوية، ‬يرى ‬الخبير ‬الفرنسي ‬أن ‬التضخم ‬لا ‬يمس ‬بالضرورة ‬السلع ‬الاستهلاكية، ‬بل ‬العقارات، ‬مما ‬يؤدي ‬بشكل ‬خطير ‬إلى ‬تآكل ‬القوة ‬الشرائية ‬للأسر، ‬مؤكدا ‬أنه ‬«‬مع ‬الاضطراب ‬النقدي ‬الذي ‬نشهده ‬في ‬جميع ‬أنحاء ‬العالم، ‬من ‬المرجح ‬أن ‬يمتد ‬ارتفاع ‬الأسعار ‬إلى ‬السلع ‬الاستهلاكية، ‬بما ‬في ‬ذلك ‬الغذاء ‬والطاقة»‬. ‬
ويعتقد ‬الباحث ‬أن ‬الأمر ‬سيكون ‬مأساويا ‬للعديد ‬من ‬البلدان، ‬منها ‬لبنان ‬التي ‬يجب ‬أن ‬تكون ‬بمثابة ‬تحذير ‬للجميع، ‬مؤكدا ‬أن ‬«‬الذهب ‬لن ‬يفقد ‬قيمته ‬أبدا، ‬وأنه ‬سيظل ‬متمكنا ‬من ‬قلوب ‬الرجال ‬لآلاف ‬السنين»‬.‬
ولتفادي ‬التغييرات ‬التي ‬تعرفها ‬أسعار ‬الذهب، ‬يقترح ‬هيرلن ‬العودة ‬إلى ‬«‬معيار ‬الذهب»‬، ‬أي ‬تثبيت ‬علاقة ‬مستقرة ‬بين ‬النقود ‬وكمية ‬معينة ‬من ‬الذهب، ‬وهي ‬تقنية ‬قد ‬تم ‬تطبيقها ‬مسبقا، ‬لافتا ‬الى ‬أن ‬هذا ‬القرار ‬سيمنع ‬الدول ‬من ‬توسيع ‬عجزها، ‬وسيضمن ‬إيجاد ‬توازن ‬صارم ‬بين ‬النفقات ‬والإيرادات.‬
احتياطي ‬الذهب ‬بالمغرب
وحسب ‬آخر ‬إحصائيات ‬لمجلس ‬الذهب ‬العالمي، ‬ما ‬تزال ‬البنوك ‬المركزية ‬العشرة ‬الكبرى ‬في ‬العالم ‬تمتلك ‬أكبر ‬احتياطيات ‬من ‬الذهب. ‬وتحتل ‬الولايات ‬المتحدة ‬المرتبة ‬الأولى ‬بأكثر ‬من ‬8 ‬آلاف ‬طن ‬من ‬الذهب، ‬وهو ‬ما ‬يمثل ‬تقريبا ‬مجموع ‬احتياطي ‬البلدان ‬الثلاثة ‬التالية. ‬وتشير ‬الإحصائيات ‬ذاتها ‬إلى ‬أن ‬البنك ‬المركزي ‬الروسي ‬ظل ‬لمدة ‬سبع ‬سنوات ‬متتالية، ‬أكبر ‬مشترٍ ‬للذهب، ‬حيث ‬زاد ‬حيازته ‬بمقدار ‬274 ‬طنا ‬عام ‬2018، ‬فيما ‬تأتي ‬كازاخستان، ‬ثاني ‬أكبر ‬مشترٍ، ‬في ‬المركز ‬14 ‬في ‬ترتيب ‬أكبر ‬حيازات ‬الذهب ‬لدى ‬البنوك ‬المركزية ‬في ‬العالم. ‬أما ‬المغرب، ‬فيحتل ‬المرتبة ‬62 ‬من ‬حيث ‬مخزونه ‬من ‬الذهب ‬المقدر ‬ب ‬22 ‬طنا. ‬
اقرأ أيضا: صيادلة المغرب في الخطوط الأمامية للتصدي لجائحة كوفيد 19
وتقول ‬الأستاذة ‬المبرزة ‬في ‬علوم ‬الاقتصاد ‬والجيو-‬سياسة، ‬سهام ‬اخميم، ‬في ‬حديث ‬لمجلة ‬«‬باب»‬، ‬أن ‬هذه ‬الكمية ‬من ‬الذهب ‬المغربي ‬لم ‬تتغير ‬منذ ‬عدة ‬عقود، ‬وقد ‬تم ‬الحصول ‬عليها ‬قبل ‬سبعينيات ‬القرن ‬الماضي؛ ‬أي ‬في ‬بداية ‬السنوات ‬التي ‬تم ‬فيها ‬إلغاء ‬نظام ‬المعيار ‬الذهبي ‬أو ‬ما ‬يسمى ‬تقويم ‬أسعار ‬العملات ‬بالذهب .‬
وفي ‬هذا ‬الصدد، ‬حذرت ‬الباحثة ‬سهام ‬اخميم ‬من ‬إمكانية ‬الرجوع ‬إلى ‬هذا ‬المعيار ‬الذهبي ‬الذي ‬كان ‬بمثابة ‬نظام ‬نقدي؛ ‬حيث ‬يكون ‬لعملة ‬البلد ‬قيمة ‬مرتبطة ‬مباشرة ‬بالذهب، ‬ويتم ‬فيها ‬تحويل ‬النقود ‬الورقية ‬إلى ‬كمية ‬ثابتة ‬من ‬الذهب، ‬مؤكدة ‬أن ‬هذا ‬المعيار ‬ساعد ‬في ‬حدوث ‬الكساد ‬الكبير ‬عام ‬1929، ‬لذا ‬تم ‬تعديله ‬بعد ‬الحرب ‬العالمية ‬الثانية ‬لجعل ‬الدولار ‬الأمريكي ‬العملة ‬العالمية ‬الرئيسية، ‬وأوقف ‬تماما ‬عام ‬1971، ‬بعد ‬أن ‬أمر ‬الرئيس ‬الأمريكي ‬نيكسون ‬بإلغاء ‬التحويل ‬الدولي ‬المباشر ‬من ‬الدولار ‬الأمريكي ‬إلى ‬الذهب، ‬ومنع ‬ربط ‬العملات ‬بأي ‬سلعة، ‬ما ‬أدخل ‬العالم ‬في ‬مرحلة ‬تعويم ‬العملات؛ ‬أي ‬تذبذب ‬قيمة ‬العملات ‬بحيث ‬يمكن ‬أن ‬تزيد ‬أو ‬تنقص ‬كل ‬يوم ‬عن ‬اليوم ‬السابق.‬
أسعار ‬الذهب ‬يؤثر ‬بشكل ‬كبير ‬على ‬اقتصاد ‬البلدان ‬المتقدمة
وعلى ‬الرغم ‬من ‬تخلي ‬الدول ‬عن ‬معيار ‬الذهب ‬الذي ‬تم ‬استخدامه ‬لأول ‬مرة ‬كمعيار ‬عام ‬643 ‬قبل ‬الميلاد ‬حسب ‬الخبيرة ‬الإقتصادية، ‬إلا ‬أن ‬المعدن ‬الأصفر ‬لم ‬يفقد ‬بريقه، ‬فهو ‬لا ‬يزال ‬أصلا ‬مهما ‬للحفاظ ‬على ‬الثروة ‬ولحمايتها ‬من ‬أضرار ‬التضخم، ‬وهو ‬أيضاً ‬مرتبط ‬بمختلف ‬الثقافات، ‬ويستخدم ‬أكثر ‬من ‬المعادن ‬الأخرى ‬للزينة، ‬ولا ‬يتآكل ‬مع ‬مرور ‬الزمن.‬
وخلصت ‬الأستاذة ‬المبرزة ‬في ‬علوم ‬الاقتصاد ‬والجيو-‬سياسة ‬الى ‬أنه ‬إذا ‬كان ‬للذهب ‬تأثير ‬كبير ‬على ‬الاقتصاد ‬الأمريكي ‬والبلدان ‬المتقدمة، ‬فالذهب ‬المغربي ‬ليس ‬بالكمية ‬الكافية ‬القادرة ‬على ‬التأثير ‬على ‬نحو ‬فعال ‬على ‬سوق ‬الأسهم ‬الوطنية، ‬موضحة ‬أن ‬هذه ‬الكمية ‬التي ‬يتوفر ‬عليها ‬المغرب ‬تظل ‬فقط ‬مخزونا ‬يتم ‬اللجوء ‬اليه ‬كملاذ ‬أخير ‬وآمن ‬لمواجهة ‬الأزمات»‬.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.