قرأت كل كتاباته المطبوعة والالكترونية . فازداد الشوق لمعرفة المزيد عن عن هذا الناقد الذي تميز بأسلوبه في تحليل وتناول الأفلام . تابعته خلال فقرات الدورة السادسة للمهرجان الدولي للفيلم الفرنكوفوني بمدينة اسفي من اجل محاورته حول النقد السينمائي وكتابة السيناريو . وعدني باللقاء . لكن الظروف تحاصره ويلغي الموعد باعتباره رئيس لجنة التحكيم لهذا المهرجان . فلم أجد إلا فرصة الصباح وفترة تناوله وجبة الفطور لنفطر معا يوم السبت 5 ابريل 2008 بهذه الأسئلة والأجوبة حول تجربته الفنية المسرحية والسينمائية بين الكتابة النقدية و الكتابة السيناريستية فكان الحوار القصير التالي . السؤال : كيف بدا العشق السينمائي لناقدنا رفيق الصبان وكيف حصل الانتقال إلى كتابة السيناريو ؟ الجواب : بدأت مبكرا وانأ ابن ست سنوات .إذ كنت الطفل الوحيد . ولي أخت تكبرني بخمس سنوات كانت تاخدني إلى السينما. منذ ذلك الحين بذأت أعي تأثير الثورة على الإنسان إلى اليوم . لكنني بذات مسرحي و ساهمت في تأسيس المسرح القومي وعمات كناقد كذلك . عندما عدت من فرنسا تسلمت جريدة اسبوعة اكتب واستكتب فيها . لكن المسرح يبقى همي الأكبر مما شجعني على إخراج عشر مسرحيات للمسرح القومي . وانشات ثمان فرق مسرحية . وقد قدمت كذلك للمسرح السوري فنانين مثل منى واصف وسليم كلاس ..... وهاهم نجوم . في سنة 1969 تعاقدت بمصر مع اكاديمة الفنون لتدريس المسرح . وهنا شاءت الصدف أن ادخل باب التحدي في كتابة السيناريو . فكتبت لممدوح سكري " زائر الفجر " فضحت فيه لأول مرة في السينما المصرية دور المخابرات وثاتيرها على المثقفين . وقد مولته بنفسي باشتراك مع ماجدة الخطيب . وثم عرضه في إطار خاص حيث أثار ضجة كبيرة . فمنعته الرقابة . ودام الوضع كذلك لمدة أربع سنوات . مع العلم أنني دفعت فيه كل ثروتي . هكذا وجدت نفسي بين ليلة وضحاها شهيرا في كتابة السيناريو. مما ساعدني على توقيع عقد احتكار خمس أفلام مع رمسيس نجيب اكبر منتج مصري . وعرضت هذه الأفلام قبل " زائر الفجر " . هكذا احترفت نهائيا كتابة السيناريو . لكن هذا الأمر لم يمنعني من كتابة النقد والتدريس . لكن من الصعب التمييز بين النقد والسيناريو إلا أنني مقل في كتابة السيناريو . السؤال : يجري الان صراع بين عدد من النقاد السينمائيين الرب . ماذا تقول في الامر ؟ الجواب : اشير في بداية الامر أن النقد السينمائي هو رؤية ذاتية تظهر فيها ثقافة الناقد وذوقه واختياراته . لكن ليس هناك نقد حيادي ز انه ينبع من رؤية ذاتية . حيث هنا العلم والتكنيك في هذا الباب . وآنا في نهاية المطاف ضد صراع النقاد السينمائيين أو السينمائيين أو غيرهم . وخلاصة القول : علينا احترام المهنة . السؤال : ماهو موقع الناقد السينمائي في الساحة الثقافية و السينمائية على الخصوص ؟ وموقعه ضمن التحولات التقنية والتكنولوجية ؟ الجواب : الناقد نبع من واقع معين . وقد يتمرد عليه أحيانا . لكم في العمق فانه يخضع لتوا بث . احيانا يبشر برؤية مسبقة يصعب إدراكها من غيره . أتذكر هنا حينما وقف النقاد مع فيلم "باب الحديد" للمخرج يوسف شاهين عكس الجمهور العادي الذي رفضه . وهاو اليوم من بين الأفلام العالمية . وأتذكر خصوصا فيلم " المومياء " للمخرج المصري شادي عبد السلام الذي قال النقاد في حقه انه نبراس السينما ونابع من ثقافة سينمائية عالية " و المومياء اليوم يعتبر من أجمل الأفلام العربية والعالمية . والخلاصة انه من الناذر جدا أن يخطئ النقد ويصيب الجمهور كما حصل للمخرج انطونيو ني حيث قابله النقاد في احد أفلامه ببرودة . في حين أعجب به الجمهور . وبالرغم من التغييرات التقنية والتكنولوجية . فان النقد السينمائي له توابته و التي لازالت موجودة إلى يومنا هذا . علينا احترامها و نحن نعلم أن الفن لا يتطور إلا عندما تثور على قواعده . وهذه الثورة يتميز بها النقاد . وإلا ستبقى في نفس الوضع . إن المغامرون الكبار في السينما و النقد السينمائي هم الذين يخترقون هذه التوابث . السؤال : لماذا اخترت السيناريو كوجهة سينمائية بعد النقد السينمائي ؟ وأي موضوع تختار لبناء السيناريو ؟ الجواب : فيما يتعلق بالسيناريو . فان الموضوع يفرض نفسه علي . ولهذا أعود إلى الأدب الأجنبي ا العربي مثل دوستويفسكي و فيكتور هوغو . ويرجع الفضل في كتابة السيناريو للكتاب . وهكذا تمكنت من الحصول على جوائز عديدة مثل فيلم " الإخوة الأعداء" في مهرجان موسكو لسنة 1976 . وجائز النقاد عن فيلم " الباحثات عن الحرية " لايناس الدغيدي . بالإضافة إلى جوائز في مهرجانات أخرى كقرطاج 1972 دمشق 2007 سوكارنو في الثمانينات ومعهد العالم العربي . السؤال : ماذا يحتاجه الناقد السينمائي اليوم في نظرك . الجواب : أن يقرا كثيرا . أن يشاهد كثيرا . إن الماسة الحقيقية إذا وضعتها مع الأحجار تظهر لا محالة . وبعد القراءة والمشاهدة يعود الناقد إلى نفسه لسبك أسلوبه الخاص بعيدا عن التقليد . السؤال : الكتب التي أصدرت الجواب : أصدرت سبعة كتب آخرها "مد وجزر" سنة 2007 وهو نقد لأفلام عربية و"رؤية خاصة" سنة 2007 وهو نقد لأفلام أجنبية . أجرى الحوار: حسن وهبي *الصورة للناقد والسيناريست رفيق الصبان ( تصوير حسن وهبي )