في أحد زياراته لمدينة المهدية و دخوله لمتحفها اندلعت شرارة فكرة انجاز فيلم وثائقي حول هذه المدينة. عند رؤيته لرسم للمهدية يجسد المدينة في القرن العاشر ميلادي معلق في متحفها و قع أسيرا لعاصمة الفاطميين هذه المدينة ضاربة القدم في التاريخ العربي الإسلامي. ومنذ تلك الزيارة الشاب التونسي أحمد الدوس في رحلة مع تاريخ هذه المدينة و ترحال عبر الكتب التاريخية و اللقاءات مع المؤرخين المتخصصين في تاريخ المهدية. بعد دراسته المعمقة لتاريخ المهدية قرّر كتابة نص الفيلم بنفسه و حسب رؤيته. لأنّه كان متذمرا من غياب أدلة و تفاسير لبعض المؤرخين على تقديمهم لمعلومات تتضارب مع بعض الروايات التاريخية لمؤرخين آخرين كما أقلقته استنتاجات هؤلاء المؤرخين القائمة على ايديولوجيات خاصة بهم. يقول أحمد الدوس : "دامت كتابة النص والسيناريو للفيلم الوثائقي قرابة السنة بالإعتماد على المراجع و المخطوطات و المؤرخين، محاولين التثبت من كل المعلومات". ومن خلال هذا البحث التاريخي تمكن أحمد الدوس من اكتساب قدر كبير من المعلومات التاريخية مكنته من الجمع بين تاريخ هذه المدينة و تاريخ ربوع تونس. إذ يقول : " حرصنا خلال كتابة السيناريو على الجمع بين تاريخ المهدية و تاريخ تونس بصفة عامة و جزء من التاريخ الإسلامي". كما نعلم كلنا كانت تحظى مدينة المهدية تاريخيا بمكانة جيو-سياسية على المستوى المتوسطي. كما أنها كانت عاصمة لكامل شمال إفريقيا و صقلية. سيناريو الفيلم جاهز و الطاقم التقني لإخراج الفيلم هو أيضا جاهز بقية مسألة الدعم و هي المعضلة التي تعانى منها السينما التونسية. نبيل درغوث كاتب صحفي تونسي هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر والكاتب عند الاستفادة