ان المشاهد لفيلم" 30 سنة" للمخرج "خالد الغرد" –وإنتاج جمعية دار الكرم بمدينة القنيطرة- يجد نفسه مند الوهلة الأولى أمام لوحات راقصة مليئة بإيحاءات عميقة.. وهي إفتتاحية موفقة تماشيا مع موضوع الفيلم؟ تعطي الإنطباع بأننا أمام فيلم يحمل رسالة ذات حمولة مقصودة تنفتح على أكثر من تأويل .. يمكن أن نسميها" رقصة الخلاص"..هذه اللوحة وفرت على المخرج مجموعة من المشاهد و اللقطات المباشرة.. لتمنح بذلك بداية الفيلم ألقه الشعري و الشاعري . نشاهد.. ( براءة طفلين تلهو في صحراء ذهبية الرمال .. فجأة تعلو ملامحهما دهشة الحيرة .. هناك في الأفق كانت ترقص في ثوب بلون الليل .. تترنح بيدين مكبلتين ترفعهما الى الأعلى .. تستنجد العيون البريئة التي تتابع في حيرة .. ترسم قصيدة بحركات جسدها .. قصيدة.. مغزاها الوحيد هو الخلاص و الإرتماء في أحضان الفسحة المفقودة ..)
هل سيأتي الخلاص بعد 30 سنة ؟ عندما يكبر الطفل و تنمو عضلات جسده لتمكنه من إختراق كل الحواجزو تحرير حمامته المقيدة ؟ وهذا ما سيحققه..ليتحرر الجسد و يرسم في نهاية الفيلم ملامح الفرحة ..فرحة الإنعتاق و استنشاق نفس الحرية وتنفتح الأذرع لتعانق سحرالمكان.. "30 سنة" يمنح البطولة للمكان و الزمان في سياق متساوي مع احداث الفيلم.. و ينبني على التنائيات الضدية ( الخيرو الشر .الحرية و الأسر .الأرض و السماء ..) التي تفجر في رأسك أسئلة مفاجئة عن ماهية الابداع في حياة الإنسان .. بهذا الأسلوب تتشكل لغة الارسال الفني في خطاب " 30 سنة" لتجعله من أبرز الأفلام القصيرة التي أبدعها خالد الغرد بتقنية الارتجالية و الهواية و كاميرا اليد و نظرة المخرج الهاوي الذي يشق طريق الإحتراف ..اطلق فيها العنان لمخيلته ولم يلجمها بقيود أو شروط فجاء العمل ناطقا بشتى الإيحاءات.. كما ينبغي له أن كان ؟..إنها الملامح الأولى من مساره الفني في عالم السينما ؟ . سطع اسم خالد الغرد كواحد من الشباب الهواة الذين يعشقون السينما في أبعد مراميها.. يوم حصل فيلمه "العربي"انتاج جمعية دار الكرم 2008 على الرتبة الثالثة في مهرجان سينما الشباب المقام بطنجة . وفي تجربته" 30 سنة " الذي فاز بالجائزة الكبرى في مهرجان سينما الهواة بالدار البيضاء( رغم بعض الهفوات الطفيفة التي تعتريه يمكن ان نسمبها زلات الكاميرا ) .. تجده لا يخضع لاية قواعد سينمائية يجاهد من اجل ابداء فكرته عبر الصورة المشحونة بحميمية الممثل و كل جزئيات الفضاء المحيطة به .انه يتدرب كيف يصير مبدعا..