تحتضن القاعة الكبرى لنيابة وزارة التربية الوطنية بسيدي قاسم صباح الأحد 26 أبريل 2009 ابتداء من الساعة التاسعة ندوة وطنية ينشطها الأستاذ والفنان جمال الدين الراشدي ويشارك فيها النقاد والباحثون حميد اتباتو و محمد باكريم و محمد اشويكة و أحمد عصيد و فريد بوجيدة و محمد قشيقش حول موضوع : " جماليات الخطاب الرمزي في السينما المغربية " ومعلوم أن أشغال هذه الندوة سيتم إصدارها في كتاب بدعم من نيابة وزارة التربية الوطنية بسيدي قاسم التي يوجد على رأسها الأستاذ جمال الدين الراشدي فيما يلي أرضية الندوة التي أعدها الباحث الفني الدكتور حميد اتباتو : تتعرف السينما كإنتاج بصري منفتح على حقول عديدة وهو ما يسمح بتأويلها المتعدد وما يبني انفتاحها على التأويل هو ارتكازها على لغات عديدة ذات بعد إيجابي كبير يقوم منطوقه باعتماد طرائق خاصة تقطع مع قواعد التعبير المألوفة ، وتقترح لها بدائل رمزية لانهائية هكذا يتشكل ما هو بصري وسمعي وتقني في الفيلم باعتباره علامة أو رمزا لا يمكن فهم دلالته إلا بالتأويل وهو ما يلزمنا باستدعاء آليات منهجية أنتروبولوجية وتحليل نفسية وتاريخية و سيميولوجية إلخ قد يبدو للبعض أن ربط هذا النقاش بالسينما المغربية مسألة فيها بعض التعسف لأن ما يتكشف من أعمال في مجالنا يضخم مساعي استنساخ ملامح الواقع ومكوناته ، وهذا غير صحيح لأن منطق الإستنساخ غير ممكن أولا ، ولأن الفيلموغرافيا المغربية تتضمن أعمالا عديدة انشغلت بالخطاب الرمزي وتمثلت نسيجا مهما منه ، وكرست رؤية جد غنية في الإشتغال على الحقل الرمزي من ذلك : الشركي السراب الحال الزفت باب السما مفتوح بادس نوح الناعورة عرائس من قصب خيط الروح العيون الجافة الراكد يقظة قلوب محترقة إلخ ثانيا ولأنه حتى لو افترضنا أن استنساخ الواقع مسألة ممكنة ، فالواقع نفسه مشحون أصلا بالرموز ، وحين يتعرف الإنسان بطابعه الإجتماعي والثقافي فلأنه الكائن الوحيد الذي قام بترميز وجوده وعوالمه وميز بذلك انتماءه إلى الوجود عن انتماء باقي الكائنات الأخرى ، ولهذا فإن الثقافة والتدين والطقوس ووضعيات الجسد ونوع العلاقة التي يقيمها مع الزمن وقواعد الإحترام وأنواع التحية إلخ تعد سلوكات رمزية بامتياز والإشتغال على كل هذا في الفيلم هو اشتغال على الحقل الرمزي الأصلي بالضرورة وكلما تم الوعي بطبيعة هذه المكونات ، أو تم وعي الحاجة إلى تشفيرها أكثر ، أو شحنها بحمولة إضافية في العمل الفني كلما كان هذا من صميم التأسيس لتشكيل النسيج الرمزي في هذا العمل وهو ما يهمنا أن نقف عنده ونسائله ونفككه في ندوة سيدي قاسم 0 يتعرف الرمز من مداخل عديدة أنتروبولوجية وسيميولوجية وتحليل نفسية وغيرها وهذا يعني الإشارة والإيماء والتمثيل، والجمع في الحركة الواحدة بين الإشارة والشيء المشار إليه وهو كذلك صيغة تعبيرية لغوية أو بصرية أو تشكيلية أو سمعية أو شمية تختبئ خلفها الدلالة صيغة ذات قيمة جمالية في الإبداع الفني عامة ، ومشحونة بأبعاد ثقافية تستدعى بوعي أو بدونه ، في سيرورة الإبداع ، لا يمكن تغييبها في تلقيه ، وتعد جد ضرورية في تأويله 0 ما يهم في مقاربة جماليات الخطاب الرمزي في السينما المغربية هو الوقوف عند طبيعة المكونات الرمزية في هذه السينما ، وطبيعة أنساقها ، وكيفية تمركزها في بنية المتن الفيلمي ، وتحليل الوظائف التي تميزها كزمن إبداعية الفيلم وحكمة الأبعاد التخيلية فيه وكيف نربطه بسياق تلقيه وتحقيق انتسابه الثقافي والإبداعي والوقوف على صيغ تشكلها ونوع العلاقات التي تقيمها فيما بينها داخل العمل السينمائي وكيف تحيل على دلالات اجتماعية وإيديولوجية ودينية ، وخصوصية الإستراتيجية المعتمدة ستحث المكونات الواقعية لتصير رموزا دالة في الفيلم ، وطرائق إعداد رموز الواقع وأساطيره القديمة والحديثة لتتحقق بمواصفات تربطها بالمتخيل الفيلمي ، وكيف يتم التأسيس لكل هذا عبر المونتاج والميكساج والكادراج والإخراج وباقي مداخل الإشتغال الفني 0 إن البحث في جماليات الخطاب الرمزي بحسب هذا التقديم يصير بحثا في الملامح المميزة له، وفي البنيات الفيلمية ، وفي سيرورة تشكلها كأبعاد رمزية ، ومساءلة قيمتها الجمالية وخلفياتها ونوعية الرؤية المؤطرة لكل هذا 0 :وما يمكن اقتراحه كمداخل لمناقشة هذا المحور هو كالتالي تعبيرية الأنساق الرمزية وخصوصية التلقي في السينما المغربية ؛ الأساس الرمزي وتشكيل أوجه المتخيل في السينما المغربية ؛ أواليات التعبير الرمزي في السينما المغربية ؛ متعة الأبعاد الرمزية في السينما المغربية ؛ دلالات الحقل الرمزي من الواقع إلى المتخيل الفيلمي ؛ الرمز والدلالة في تجارب سينمائية مغربية ( أحمد البوعناني أحمد المعنوني حكيم بلعباس داوود أولاد السيد محمد زين الدين محمد مفتكر ) ؛ بنيات الخطاب الرمزي في السينما المغربية ؛ مرجعيات الخطاب الرمزي في السينما المغربية ؛ الوظائف الفنية للنسيج الرمزي في السينما المغربية ؛ ويمكن للمشاركين في الندوة إثراء مناقشة موضوعها من مداخل إضافية من اقتراحهم 0
عن إدارة الملتقى : أحمد سيجلماسي ''الفوانيس السينمائية''