رشحت جمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة من طرف مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث (كوثر) تونس بتعاون مع الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة (المكتب الإقليمي للعالم العربي) لتكون طرفا في لجنة التحكيم لمسابقة اختيار أفضل شريط وثائقي مصور حول الأهداف الإنمائية للألفية, لإبداء الرأي و لتقييم الأشرطة المشاركة, وهذه بادرة طيبة و حميدة من طرف مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث (كوثر). و توصل الدكتور الحبيب ناصري, رئيس الجمعية, بالأفلام المقترحة في المسابقة عبر البريد من طرف المكلفين بتونس الحبيبة في صندوق كارتوني وكنت بجانبه عندما فتح العلبة واندهشنا عندما رأينا بجانب الأقراص كيسين من الملح, ملح الطعام. سألت الدكتور الحبيب ناصري ما هذا ؟ فأجابني ربما لمعالجة وزن الصندوق الكارتوني الخفيف. فأجبته إنها أفلام "مملحة" وجاءت فكرة هذه الخاطرة. فالملح مادة لايمكن الاستغناء عنها أبدا في الحياة وجسم الإنسان البالغ يحوي أكثر من مئة غرام من الملح, و نقص الملح من الجسم يؤدي إلى اضطرابات عديدة و خطيرة. وقد استعمل الملح منذ العصور القديمة لإعطاء الطعام مذاقه ولحفظه وهناك نوعان من الملح: البحري والمنجمي (تحت الأرض). وكان الملح سلعة ثمينة منذ العصور القديمة حتى أنه كان يستبدل به الذهب (وزنا بوزن) وقد كتب "هومير" و "تاسيت" و "بليني" عن الملح وأشادوا بخصائصه العلاجية وتحدثوا عن الحروب التي نشبت في سبيل الحصول على مصادره. وروى ابن ماجة في سننه من حديث أنس: "سيد أدامكم الملح" وذكر البغوي في تفسيره عن عبدا لله بن عمر رضي الله عنهم " إن الله أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض: الحديد والنار والماء والملح" والملح يصحح أجسام الإنسان وأطعمتهم و يصلح كل شيء يختلط به، و يذهب الرطوبة و العفونة و الفساد. كما يستخدم الملح في الصناعات الكيماوية وهو سلاح ذو حدين فالإكثار منه يضر بصحة الإنسان (مرضى القلب – ضغط الدم المرتفع – مرض الجلطات – مرضى السكري...) ولكن التناول منه بكميات معقولة مع عدة أملاح أخرى ومع السكر أساس للحياة لاستغنى عنهم أبدا وضروري للنمو السليم ولمثانة العظام والعضلات. فلا تستغرب إذا رأيت حصانا يلحس آخر: فهو يبحث عن الملح في العرق. ولا ننسى قصة "غاندي" مع الملح فهي ملحمة و ثورة على الاستعمار الغاشم. و في الثقافة الشعبية فالشيء أو العمل الذي يصفونه بالمملح أو المالح عمل راقي و مقبول لدى الجميع. حتى أن المرأة الصالحة و الجميلة و العاملة المجدة توصف بالملح. و أفلامنا الآتية من تونس الحبيبة "مملحة" و هذا فال خير على جمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة التي تعمل جاهدة للرفع من مستوى السينما عامة والفيلم الوثائقي خاصة وحضورها المكثف في المهرجانات الدولية والوطنية والاحتفالات المحلية والجهوية (الدكتور الحبيب ناصري والأستاذ حسن مجتهد) دليل على عشقها وحبها العميق والعنيف للسينما و مكونات الصورة بصفة عامة. فهنيئا لأفلامنا "المملحة" و هنيئا لمركز المرأة العربية للتدريب والبحوث (كوثر) تونس ولاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة (المكتب الإقليمي للعالم العربي) على جديتهم و عملهم الاحترافي المميز، وهنيئا جمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة/ المغرب (الدكتور الحبيب ناصري) على اختيارها مع لجنة التحكيم. الدكتور بوشعيب المسعودي/جمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة ''الفوانيس السينمائية''