افتتحت في الخامسة من مساء الجمعة فاتح يونيو الجاري بقاعة سينما ريكس الدورة الثانية لمهرجان فاس المتخصص في " الفيلم الأسود " بعرض الفيلم الفرنسي " السا موراي " من بطولة النجم ألان دولون واخراج الراحل جان بيير ميلفيل سنة 1967 وستستمر الى يوم الأحد ثالث يونيو بمعدل عرضين في اليوم الأول في الخامسة والثاني في السابعة والنصف مساء . وكان من المنتظر أن يكون فيلم افتتاح هذه الدورة الجديدة من توقيع المخرج المغربي المتميز فوزي بن السعيدي ، الا أن موزع فيلمه " موت للبيع " ، من انتاج سنة 2011 ، رفض عرضه ، ثلاثة أيام قبل انطلاق المهرجان ، بحجة أن عرضه التجاري مبرمج في نفس القاعة خلال هذا الشهر ، وبذلك فوت على جمهور هذا المهرجان الفتي فرصة مشاهدة ومناقشة هذا الفيلم المغربي الجديد الى جانب أفلام " سكار فيس " من توقيع الأمريكي هوارد هاوكس سنة 1932 و " القاتل " من توقيع الهونكونغي جون وو سنة 1989 و " مملكة الحيوان " من توقيع الأوسطرالي ديفيد ميشود سنة 2010 و " الساحات " من توقيع الأمريكي جيمس غري سنة 2000 و " هانا بي " أو " ألعاب نارية " من توقيع الياباني طاكيشي كيطانو سنة 1997 . ومعلوم أن هذا المهرجان السينمائي الجديد من تنظيم المعهد الفرنسي بشراكة مع جمعية شمس فاس ، التي أشرف أحد أعضائها ، وهو الفرنسي بيير دو لادريير ، المقيم بفاس والمعروف بعشقه للسينما ، على انتقاء الأفلام الستة المكونة لبرنامج سنة 2012 ، وتقديمها قبل العرض وتنشيط المناقشة بعد كل عرض . فما المقصود ب " الفيلم الأسود " ؟ يجيب كاتالوغ المعد الفرنسي ، عدد أبريل/ماي/يونيو/يوليوز ، في صفحته 32 بما يلي : " الفيلم الأسود ليس بالضبط هو الفيلم البوليسي . انه قبل كل شيء انعكاس لجزء من مجتمعنا ، جزء يضم المحرومين والغوغاء ويعكس العنف و المظالم وتصفية الحسابات وكل أنواع المغامرات ... " .لقد ظهر هذا النوع من الأفلام بالولايات المتحدةالأمريكية في الثلاثينات من القرن الماضي ، وظل حيا الى أواخر الخمسينات . والسؤال الذي يطرحه مهرجان فاس وتحاول الأفلام المبرمجة ، المنتقاة من فيلموغرافيا السينما العالمية ، اقتراح بعض عناصر الاجابة عنه ، هو : هل لا يزال الفيلم الأسود موجودا في ألوان أفلام اليوم ؟ وما هي طبيعة هذا الوجود ؟ فاس : أحمد سيجلماسي خاص ب: ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر والكاتب عند الاستفادة