بعد أربعة أيام من العروض السينمائية بالمركب الثقافي الحرية وقاعة سينما ريكس بفاس ، اختتم مساء السبت 10 مارس 2012 هذا العرس السينمائي بعرض الفيلم الأمازيغي الروائي الطويل " بوقساس بوتفوناست " من اخراج عبد الاله البدر . والملاحظ أن البرنامج العام ، الذي سطرته وأعلنت عنه جمعية ابداع الفيلم المتوسطي ، باعتبارها الجهة المنظمة لهذه الأيام ، ومنذ عدة سنوات ، قد تم تنفيذه بحذافيره . فباستثناء فيلم قصير واحد بعنوان " معا " من اخراج محمد فكران ، تعذر عرضه لأسباب تقنية ، تم احترام البرمجة المسطرة . وهكذا شاهد جمهور هذه الأيام السينمائية ثلاثة أفلام روائية أمازيغية طويلة وخمسة وثلاثين فيلما قصيرا جلها روائية ، بعضها ناطق بالعربية الدارجة أو بالفرنسية وبعضها الآخر ناطق بالامازيغية . كما شهد حفل الافتتاح ، بالاضافة الى كلمات الجهات المنظمة والمدعمة ، تكريما لثلاثة وجوه سينمائية أغنت المشهد السينمائي والسمعي البصري الوطني والأجنبي بعطاءاتها المتنوعة ، يتعلق الأمر بالموضبة والمزينة الطنجاوية لطيفة السويحلي ، التي تجر وراءها نصف قرن من العمل السينمائي منذ مطلع عقد الستينات من القرن الماضي الى الآن ، والمخرج الأمازيغي محمد مرنيش أوطالب ، الذي أغنى الفيلموغرافيا الأمازيغية بعناوين عدة ،عرض منها فيلمه الروائي الطويل الثاني " تمازيرت أوفلا " بقاعة سينما ريكس مساء الجمعة 9 مارس ، والممثل الفاسي ذي الجذور الأمازيغية هشام اشعاب ، الذي سجل ، في السنوات الأخيرة ، حضوره بقوة ولا يزال في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية الوطنية والأجنبية . والى جانب هذه العروض والتكريمات شهدت غرفة التجارة والصناعة والخدمات صباح الخميس 8 مارس تنظيم مائدة مستديرة حول موضوع " الافلام الامازيغية : الهوية واللغة الفيلمية " أطرها الأساتذة الجامعيون خديجة حصالة وعبد الله الزدع ونور الدين الرايص ، الباحثون في المجال اللغوي و السمعي البصري بمختبر الدراسات والابحاث اللسانية التابع لجامعة سيدي محمد بنعبد الله بفاس ، وشارك في تنشيطها ثلة من ضيوف المهرجان كالمخرجين محمد العبازي ومحمد مرنيش وعبد الله أوزاد ورشيد بنزين و عبد الكبير الركاكنة وعامر الشرقي وبوشتى الابراهيمي واكرام فرح العوان وغيرهم من الفنانين والمثقفين والاساتذة والطلبة ... وتجدر الاشارة الى أن هذه المائدة المستديرة ، التي أثيرت فيها العديد من الأسئلة والقضايا المرتبطة بالفيلم المغربي الامازيغي من حيث واقعه الراهن وتاريخه وهويته ونقط قوته وضعفه ومشاكل انتاجه وتوزيعه وغير ذلك ، تدخل في اطار احتفاء الدورة 17 لأيام الفيلم المغربي بفاس بالفيلموغرافيا الأمازيغية وبعض رموزها . وبالاضافة الى هذه المائدة المستديرة احتضن مقهى الكوميديا المعروف جلستين صباحيتين ، الجمعة والسبت ، لمناقشة بعض الأفلام المعروضة بحضور مخرجيهاوعناصر من طواقمها الفنية والتقنية . ويمكن تقسيم الأفلام الثمانية والثلاثون التي عرضت طيلة أيام هذه التظاهرة السينمائية ، من 7 الى 10 مارس الجاري ، والتي تتراوح تواريخ انتاجها بين سنتي 2006 و 2011 ، الى ثلاث فئات : أفلام هواة وأفلام محترفين وأفلام تتموقع بين الهواية والاحتراف . ومن الأفلام المتميزة بمواضيعها أوبكتابتها السينمائية يمكن الاشارة الى العناوين التالية : " مختار " لحليمة الورديغي و " همسات الأعالي " لعامر الشرقي و " رسومات للحب " لمريم آيت بلحسين و " ان شاء الله " لعبد الهادي الفقيروغيرها . واجمالا يمكن القول أن أيام الفيلم المغربي بفاس شكلت فرصة لمشاهدة عينات من الأفلام المغربية ، بغثها وسمينها ، وأظهرت أن الطريق لا يزال طويلا أمام العديد من صناع هذه الأفلام لبلوغ مستويات مقنعة ابداعيا أو مقبولة شكلا ومضمونا على الأقل . فاس : أحمد سيجلماسي خاص ب: ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر والكاتب عند الاستفادة