بسبب ظروف مادية قاهرة وعجز كبير في الميزانية، يؤسفنا كثيرا أن نخبر السينمائيين المغاربة و جمهور و عشاق السينما المغربية باضطرارنا لتأجيل موعد انعقاد الدورة السابعة لمهرجان الفيلم المغربي بروتردام الى ما بعد شهر شتنبر 2012 بعدما كان مقررا لها أن تنعقد ما بين 23 و27 من شهر ماي القادم . لقد قمنا بتحديد الميزانية، و بكل الترتيبات اللازمة لتنظيم هذه الدورة في الموعد المحدد لها، ووضعنا برنامجا متكاملا انتقينا فيه أفلاما و 25 من الفنانين السينمائيين المغاربة ولكن الرياح جرت بما لا تتشتهيه السفن كما يقال و فوجئنا بعدم تمكننا من الحصول على الدعم المالي الذي ألفنا التوصل به من بعض المؤسسات الهولندية و المغربية أيضا. قدمنا طلبات الدعم بهولندا الى كل صناديق الدعم التي تعودنا التعامل معها، و لجهات اخرى، و لم نتوصل لحد كتابة هذه السطور بأي رد ربما بسبب الأزمة المالية الخانقة التي تعيشها هولندا مما جعل الحكومة الهولندية و البلديات و الصناديق الخاصة بالدعم تتقشف في عدة قطاعات و خصوصا في كل ما يتعلق بالأنشطة الفنية و الثقافية مما سيدفع لا محالة بعدد كبير من المؤسسات الفنية و الثقافية إلى الإفلاس. قدمنا طلباتنا أيضا الى بعض المؤسسات المغربية، و تفضلت مؤسسة الحسن الثاني الخاصة بالمغاربة المقيمين بالخارج مشكورة كعادتها منذ الدورة الخامسة بتحمل مصاريف تذاكر السفر بالطائرة للفنانين المدعوين ، كما كان جواب الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج إيجابيا هو أيضا ولنا بها اتصال متواصل قصد تنفيذ الإجراءات الضرورية للحصول على الدعم. كانت صدمتنا قوية من الكيفية غير الإيجابية و غير اللائقة التي تعامل بها معنا المجلس الاستشاري للمغاربة المقيمين بالخارج في هذه الدورة و في الدورات السابقة أيضا، فهو لم يكلف نفسه و لو مرة واحدة بالرد على رسائلنا، بل رفض عدة مرات استقبالنا بالرباط، بل إنه أثناء انعقاد معرض النشر والكتاب الأخير بالدار البيضاء قام السيد و الفنان المحجوب بنموسى بوصفه رئيسا لهذا المهرجان بزيارة للرواق الخاص بهذا المجلس على أمل أن يحظى و لو صدفة بمقابلة أحد المسؤولين عنه، و تحقق أمله فعلا في مصادفة الرئيس المحترم، وكلمه في إمكانية عقد جلسة معه لتوضيح بعد الأمورالمتعلقة بالمهرجان و كيفية تعامل هذا المجلس معه، و كانت صدمته مرة أخرى أقوى حينما أجابه رئيس المجلس بسخرية طالبا منه أن يرسل له طلبا بواسطة البريد الإلكتروني كي يحدد له موعدا بعد مرور سنتين لأنه لا يملك وقتا لمثل هذه اللقاءات. قمنا بعد ذلك بمكاتبة الرئيس الثاني المسؤول عن الثقافة بهذا المجلس، و تلقينا منه ردا بالفرنسية يقول فيه بأن ملفنا لن يدرسه و لن يقترب منه و يشكرنا على تفهمنا لموقفه. راسلنا بعد ذلك الكاتب العام لهذا المجلس، ولم نحصل منه هو كذلك على جواب، ثم اتصلنا لأول مرة بممثلنا بالمجلس فكان جوابه مثيرا للاستغراب حينما قال بأنه هو أيضا منبوذ في هذا المجلس مضيفا بأن هؤلاء القوم لهم زبناؤنهم الذين يتعاملون معهم ولا يمكنك ان تحشر نفسك بينهم ، وهم غالبا ما يتعاملون مع الفرنكوفيين لا غير. اتصلنا أيضا بشركة ” اتصالات المغرب “ و ببعض الأبناك من بينها ” البنك الشعبي “ و ” التجاري وافابانك “ و لم نتلقى منهم بأي جواب لأن مهرجاننا في نظرهم ليس من العيار الثقيل و لأن جاليتنا وتمثيليتنا ليس لها وزن في تفكير المسؤولين عنها بل نحن في نظرهم لسنا سوى " بقرة حلوب " لا أقل و لا أكثر. لسنا في حاجة للتأكيد على أن مهرجان الفيلم المغربي بروتردام يستحق التشجيع و الدعم و التقدير لأنه المهرجان الوحيد خارج التراب المغربي الذي يشتغل على السينما المغربية و يهتم بها و يحتفي بفنانيها و يكرمهم ، كما أن استمراره خلال 14 سنة هو دليل على نجاحه المتجلي في الإقبال عليه من داخل المغرب و من الجالية المغربية المقيمة بروتردام و نواحيها، بل إنه أصبح معلمة من معالم مدينة روتردام كما ورد و نشر هذه السنة في جريدة المهرجانات المقامة بروتردام، و هو تظاهرة تساهم في ترسيخ الهوية المغربية و في تحقيق إشعاع ثقافي و فني للمغرب، بل إنه جزء من الديبلوماسية المغربية بهولندا. قررنا إذن تأجيل موعد انعقاد الدورة السابعة لهذا المهرجان عازمين على طرق أبواب أخرى داخل هولندا و المغرب على أمل الحصول على دعم يمكننا من تنظيمها في أحسن الظروف و من الحفاظ كذك على المستوى الجيد المعهود فيه. نتمنى بكل أمل أن نتغلب على الضيق المالي و على كل الإكراهات ، ونعد عشاق هذا المهرجان و أصدقائه القدماء و الجدد على أننا سنبذل كل ما في وسعنا من عزم و جهد من أجل الوفاء بهذا الوعد المتمثل في تنظيم الدورة السابعة لمهرجان الفيلم المغربي . المحجوب بنموسى رئيس مؤسسة سينمار ورئيس مهرجان الفيلم المغربي بروتردام - هولندا في 26 مارس 2012 خاص ب: ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر والكاتب عند الاستفادة