عاشت مدينة الجديدة لحظة اعتراف قوية بابنها البار الفنان الشامل محمد سعيد عفيفي بمناسبة الذكرى الثانية لرحيله يوم6 شتنبر 2011، تم تأثيثها بشهادات بعض رفقاء الدرب الفني أمثال فاطمة الركراكي وأحمد الصعري ومحمد بنبراهيم وعبد الحكيم بن سينا (صاحب المبادرة ) وكلمات زوجة الراحل السيدة كريمة وعامل اقليمالجديدة السيد معاد الجامعي ، الذي اعلن عن تخصيص يوم 6 شتنبر من كل سنة مناسبة للاحتفاء بالراحل عفيفي وبالفن المسرحي وأعلن عن تخصيص غلاف مالي محترم لترميم واصلاح المسرح البلدي للمدينة ليكون في مستوى هذا الحدث ابتداء من 6 شتنبر 2012 . فيما يلي ورقة مركزة تعرف بالراحل الكبير محمد سعيد عفيفي ---------------------------------------------------- محمد سعيد عفيفي فنان شامل وممثل مبهر يعتبر الممثل والمخرج المسرحي الراحل محمد سعيد عفيفي (19352009 ) واحدا من كبار الممثلين المسرحيين والسينمائيين المغاربة الذين نجحوا في نحث أسلوب خاص بهم في التشخيص المسرحي والسينمائي والتلفزيوني من سماته : التمكن من مخارج الحروف ، القدرة على تنويع التعابير الجسدية ، الإنتقال بسلاسة من مواقف درامية إلى مواقف كوميدية والعكس صحيح ...ولعل هذه السمات وغيرها هي التي جعلت منه ممثلا مبهرا لا يمكن نسيانه بسهولة بعد مشاهدة الأعمال الفنية التي شارك فيها ، فمن منا لايتذكر تشخيصه الرائع لدور علي بن علي في فيلم " السراب " للمبدع الراحل أحمد البوعناني ، الذي أظهر من خلاله تفوقه في فن الميم وتألقه أمام الكاميرا إلى جانب بطل الفيلم الممثل الرائع محمد الحبشي ؟ ومن منا استطاع نسيان أدواره المسرحية في أعمال من ريبيرتوار موليير وشكسبير (عطيل وهاملت خاصة ) وغيرهما ؟ إن المكانة الرفيعة التي يتبوؤها هذا الممثل العصامي الكبير في عالم التشخيص المغربي والعربي على وجه الخصوص ترجع في جزء منها إلى ولعه المبكر بالفنون (التشخيص ، الموسيقى ، الرسم ، الشعر ، تجويد القرآن الكريم ... ) ورغبته العارمة في المعرفة (انفتاحه على المسرح الياباني على سبيل المثال )واستفادته من تداريب المعمورة في مطلع الخمسينات من القرن الماضي إلى جانب الطيب الصديقي وأحمد الطيب لعلج وحسن الصقلي والعربي الدغمي وغيرهم كثير . ويصعب على أي مؤرخ أن يختزل تجربة فنية من قبيل تجربة الراحل عفيفي في بضعة كلمات أو صفحات وذلك لأنها تجربة يقارب عمرها ستتة عقود وتتداخل فيها أبعاد مختلفة : البعد التشخيصي في المسرح والسينما والتلفزيون ، البعد الإخراجي في المسرح ، البعد الإقتباسي/التأليفي في المسرح ، البعد الموسيقي (العزف على آلة الكونترباس ) ، البعد الثقافي العام ، البعد التنشيطي الإذاعي (إذاعة إف إم ) ، البعد البيداغوجي (تدريس المسرح بالدار البيضاء والإشراف على فرقة مناجم جرادة وتأطير تداريب وطنية حول التقنيات المسرحية ... ) ،البعد الإداري (المسرح البلدي بالجديدة) إلخ ... إن الأعمال الفنية الكثيرة التي خلفها لنا هذا الفنان الشامل في حاجة أولا إلى توثيق ليسهل بعد ذلك تناولها بالدراسة والتحليل من طرف النقاد والباحثين ، ولعل أفضل تكريم للراحل عفيفي هو التوثيق لتراثه الفني ورقيا وإلكترونيا بالصوت والصورة أحمد سيجلماسي خاص ب: ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر والكاتب عند الاستفادة