بقعة ضوء حالمة في واقع مظلم إن ما يدفعني اليوم لكتابة هذا المقال ,ليس انحيازي للملتقي وما يعنيه من اهتمام ,في عالم الصورة وحسب ,وليس لكوني في هيئته الاستشارية فلا شك بأنني فخور بهذه الثقة , وبهذا التشريف الذي منحني إياه الأخوة في مجلس إدارة " بال سينما " أن أكون في هيئة استشارية تضم نخبة من المبدعين و المثقفين المهتمين و الصانعين لعوالم الصورة و الثقافة العربية والمحلية , ليكون لي شرف المحاولة معهم , في دفع عجلة الفعل البصري الفلسطيني , ليس علي مستوي قطاع غزة و حسب , بل علي المستوي الوطني بشكل عام , وهذا ليس غريبا علي الفلسطيني , الذي أدرك مبكرا أهمية الصورة , وعملت منظمة التحرير في هذا الاتجاه , أواخر الستينات , حيث كان لديها مؤسسة لديها طواقم مهنية أنتجت كما جيدا من الأفلام رغم قسوة الواقع و صعوبته آنذاك ولكن ما يحزن و يؤلم أن يتلاشي هذا الاهتمام أو يخف في زمن أصبح الواقع الوطني أكثر ضرورة لهذا الفعل الثقافي الحضاري الذي يعتبر سلاحا حيويا و لا سيما لدي السلطة مؤسسة يفترض أن تولي هذا الجانب اهتمامها " وزارة الثقافة " . إن ما يدفعني للكتابة اليوم , عن هذه الحالة , كوني أبصرت منذ البدايات توق أخي و صديقي الفنان : فايق جرادة , وسعيه لعمل أي شئ في هذا الاتجاه ,يستطيع دفع العمل البصري الفلسطيني إلي الأمام , سيما في قطاع غزة , الذي تحاصره أحزان و الآم متعددة , علي المستوي الداخلي و الخارجي ووسط اللامبالاة و عدم اكتراث المؤسسة الرسمية ,في عمل ما من شأنه تعزيز هذه الثقافة ,فإن فايق جرادة رئيس مجلس الإدارة , ظل يحلم بإعادة تفعيل و تطوير الملتقي السينمائي , بما يمكنه من تشكيل طفرة نوعية علي صعيد الاهتمام المجتمعي بالسينما أو علي صعيد قوة فعلها من خلال العروض المتواصلة , و التدريب ,و المشاركات المحلية والعربية والدولية وصولا إلي تعزيز قوة الإنتاج البصري, والذي أصبح لغة العالم الأكثر تأثيرا ,والأكثر سرعة وقدرة في الانتشار ,ونقل الأفكار والمفاهيم , إن ما يدفعني اليوم للكتابة ,عن ولادة هذه الحالة المضيئة ,المبشرة هي حالة الفرح التي أصابتني ,يوم افتتاح الملتقي السينمائي في مؤسسة المسحال حيث شعرت أيضا فرح المهتمين وعموم الناس المشاركين , والذي يدل علي حبهم وتشوقهم لتوسيع بؤرة الاهتمام بهذا الفن , الذي يدخل البهجة إلي قلوبهم إضافة إلي كلمة الرئيس الفخري للملتقي\ سعادة السفير: نبيل معروف والذي تحدث باقتضاب وتركيز عال ,عن الحالة و أفقها , وطرح مشاريع عمل داعمة للملتقي , تثير الإعجاب وتفرح القلب , سيما أن تصدر هذا الاهتمامات من رجل دبلوماسي يفترض أن يعمل في محيط السياسة , ومن قال أن الثقافة ليست هي المجال الحيوي للسياسة ؟ ولكن من يدرك ذلك ؟ ما يفرح القلب أن الأخ السفير \ نبيل معروف أدرك ذلك و يقينا فإن هذا يفرح القلب و يؤكد أن هناك في فلسطين و مؤسساتها الرسمية رجال لن يعدموا الوسيلة في دعم و تطوير الثقافة و الفن . وفي هذا السياق لا ننسي دور السيد الرئيس \ أبو مازن في دعم الملتقي أيضا فإن رئيسا مثقفا مثل الرئيس " أبو مازن " يقينا لن يتردد في ذلك ,ولكن من يشعل الضوء أمامه ,في حلكة اهتماماته العالية , التي تحاصره في عموم القضية و مصيرها . ولكن مرة أخري , كلمة السفير " معروف " تؤكد أن هناك رجال يشعلون الضوء و هناك رجال يؤكدون وفائهم و سعيهم لرفعة فلسطين الحلم , الوطن , الثقافة العريقة فإلي الأمام إخوتي و رفاقي في ملتقي " بال سينما " بقعة الضوء التي أشعلتموها في هذا الواقع المظلم , لابد أن تتوسع يا أخي فايق , لابد أن تمتد بجهدكم بفعلكم الرائع الذي يقينا أنه سوف يثمر .. بقلم سليم النفار *الصورة للمخرج فايق جرادة رئيس مجلس الإدارة