في خطوة جريئة جديرة بالاحترام والتقدير عقد كل من الملتقى السينمائي الفلسطيني "بال سينما" ورابطة الفنانين الفلسطينيين، ورشة عمل بعنوان "كيفية نقد الصورة المرئية"، وذلك ضمن فعاليات مهرجان الحرية الدولي للأفلام التسجيلية المنعقد ضمن فعاليات اللجنة الوطنية العليا لنصرة الأسرى، والتي تمت في مقر الملتقى السينمائي مساء الخميس 2/12/2010م بحضور عدد من المخرجين والإعلاميين والمهتمين، منهم نبيل ساق الله وسامح المدهون وعوض أبو الخير وحسام الشنطي . افتتح الورشة مدير الحوار الصحفي رائد اشنيورة بالترحيب بالضيوف وشكرهم على اهتمامهم الكبير بهذا الموضوع الغاية في الأهمية، من ثم ترك المجال للمخرج فايق جرادة للتحدث في ورقة عمل قام بإعدادها عن مبررات عقد هذه الورشة، مفتتحا حديثه بالتأكيد على الإيمان العميق المتبادل بأن الصورة بإمكانها توصيل كل ما نؤمن به من ثقافة وفكر وعادات وتقاليد فلسطينية أصيلة، مضيفا " إننا نجتمع اليوم بمبادرة من بال سينما ومعها رابطة الفنانين والتي لا ترتبط بأي أيديولوجية معينة إلا أيديولوجية المحافظة على سينما جادة بعيدة عن التعصب الفكري أو الطائفي والمحافظة على المجتمع من أي غزو فكري ثقافي سينمائي". وقد طرح جرادة العديد من الأسئلة التي تخص موضوع النقد الفني وخصوصا السينمائي، قائلا : " نحاول اليوم وضع مسودة اتفاق أو صيغة فنية نتعرف معا عن ما هي النقد السينمائي وكيف ممكن أن نسير بهذا الاتجاه وهل يمكن اعتبار الناقد الأدبي هو ناقد سينمائي والناقد الصحفي هو ناقد سينمائي وما هي قواعد النقد السينمائي ...هل هو تذوق فقط أم هو معرفة بكل أدوات العمل الفني ...كيف ممكن أن يكون لنا دورا مهما كمتخصصين في هذا الكم من المهرجانات التي تتوالى وتزداد سنة بعد سنة؟". وأكد جرادة على أهمية قضية الأسرى موضوع المهرجان، كونها القضية الإنسانية الأهم في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهي قضية كل بيت فلسطيني ، وهذا ما ولد الاهتمام الكبير من قبل كل المختصين في مجال العمل السينمائي لدعم هذا المهرجان الأول على قاعدة أن العمل الثقافي والفني يوحد ولا يفرق. بدوره تحدث المخرج سعد كريم المدير العام لرابطة الفنانين الفلسطينيين عن أهمية النقد الفني وفقا لأصول وقواعد ومعايير متفق عليها، تعطي الفيلم درجة عالية من الأهمية وترتقي بالإنتاج الفلسطيني، مشددا على أهمية وجود وعي كبير بآليات النقد البناء بعيدا عن "النقض" الذي يهدم أكثر مما يبني. وأكد كريم على ضرورة فهم النقد بشكل حقيقي وصحيح، فالنقد حالة من الإبداع التي لا تقل أهمية عن غيرها من الفنون، وقد أصبح لزاما علينا كمخرجين ومتخصصين أن نضعها في صورتها الصحيحة التي تضبطها بحيث تصبح واضحة الهوية والمعالم. وقد أثرى الحضور الورشة بمداخلاتهم ونقاشاتهم في الموضوع، حيث أضافوا الكثير من المعلومات والآراء المهمة والتي تشكل نواة أساسية لفهم حقيقي لكيفية نقد الفيلم الفلسطيني. جدير بالذكر أن هذه الورشة تأتي ضمن سلسلة ورشات عمل ينوي ملتقى بال سينما بالتعاون مع رابطة الفنانين الفلسطينيين القيام بها، إيماننا منهما بضرورة تفعيل المشهد الفني والثقافي على قواعد وأسس راسخة وواضحة المعالم، تضعنا على أول الطريق نحو التقدم والتطور، وقد تم تحديد ميعاد لعقد ورشة العمل الثانية يوم الخميس القادم الموافق9/12/2010م، لاستكمال الموضوع والخروج بالتوصيات النهائية للورشة. رائد اشنيورة / غزة خاص بالفوانيس السينمائية