دأبت ادارة مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط منذ عدة دورات سابقة على جعل هذه التظاهرة السينمائية السنوية الكبرى منفتحة على التلاميذ والطلبة من مختلف الأسلاك والمؤسسات التعليمية ، وعيا منها بأهمية تكوين الشباب واليافعين سينمائيا ومحاولة الرفع من مستوى تذوقهم للأفلام وما يرتبط بها من فنون سمعية وبصرية لكي يشكلوا مستقبلا جمهورا نوعيا للمهرجان وروادا للقاعات السينمائية وعناصر فاعلة في التظاهرات الفنية والثقافية المختلفة ، وكذلك لاكتشاف الموهوبين من بينهم وتأطيرهم نظريا وعمليا ليعززوا كوكبة المبدعين والمنظمين والمنشطين السينمائيين وغيرهم . وهكذا ظل الهاجس البيداغوجي حاضرا بقوة في مختلف الفقرات التي يتكون منها البرنامج العام للمهرجان ، وظلت الورشات التكوينية والدروس السينمائية والاصدارات المختلفة واللقاءات المفتوحة مع ثلة من ضيوف المهرجان المغاربة والأجانب بمثابة ثوابت لدى المنظمين لا يمكن الاستغناء عنها . فمن تخصيص عدد لابأس به من دعوات مشاهدة الأفلام للطلبة والتلاميذ وحثهم على حضور جلسات مناقشتها بحضور مبدعيها ، الى تنظيم زيارات للمخرجين والممثلين وكتاب السيناريو وغيرهم الى فضاءات المؤسسات التعليمية وخلق فرص للحوار المثمر بينهم وبين التلاميذ والأساتذة وأطر الادارة التربوية ، مرورا بالورشات التكوينية لتقريب الناشئة والأطر التعليمية من اللغة السينمائية والسمعية البصرية ونقلهم من مستوى التلقي السلبي للمنتوجات السينمائية والتلفزيونية وغيرها الى مستوى التلقي الايجابي الفعال والواعي ، وبالتالي زرع بذرة عشق السينما وفنونها فيهم ليصبحوا مشاريع نقاد أو صحافيين أو كتاب سيناريو أو تقنيين أو مخرجين أو منشطين ثقافيين أو غير ذلك في المستقبل . ولعل جديد الدورة 19 لمهرجان تطوان هذه السنة ، من 23 الى 30 مارس 2013 ، هو احداث مسابقة للأفلام التربوية التي تبدعها النوادي السينمائية المدرسية بالمدينة . فقد تم انتقاء سبعة أفلام تربوية قصيرة ، من انجاز مدرسة سيدي ادريس وثانوية عبد الخالق الطريس واعدادية أنوال و ثانوية القاضي عياض وثانوية خديجة أم المومنين وثانوية المهدي بنونة وثانوية المكي الناصري ، للمشاركة في هذه المسابقة أمام لجنة تحكيم مكونة من الأستاذ محمد فراح العوان ، مدير المهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس ، رئيسا ، وعضوية كل من الممثلة الشمالية فرح الفاسي ومديرة اذاعة تطوان الجهوية الأستاذة خديجة البقالي . هذا بالاضافة الى ورشة لكتابة وصناعة فيلم التحريك يؤطرها المخرج البلجيكي دونيس جلين لفائدة تلاميذ الابتدائي بمدرسة سيدي ادريس ، وثلاثة لقاءات/دروس سينمائية بثانوية جابر بن حيان ابتداء من العاشرة والنصف صباحا لفائدة الأساتذة ومؤطري الأندية السينمائية المدرسية ، الأول من تأطير المخرج المغربي سعد الشرايبي يوم الاثنين 25 مارس ، والثاني من تأطير المخرج التونسي رضا الباهي يوم الأربعاء 27 مارس ، والثالث من تأطير الناقد والباحث السينمائي الفرنسي ميشال سيرسو يوم الجمعة 29 مارس ، ودرس سينمائي يلقيه المخرج التونسي ابراهيم لطيف لفائدة الطلبة بالمعهد الوطني للفنون الجميلة . أحمد سيجلماسي من تطوان