أكد سفير المملكة المغربية بفنلندا، محمد أشكالو، اليوم الإثنين بهلسنكي، أن هناك التزاما حقيقيا للمملكة لمواصلة دعمها لمصالح الجاليات الإفريقية المقيمة بالخارج، انطلاقا من الرؤية الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس بصفته رائدا للهجرة بالاتحاد الأفريقي. وأكد أشكالو، في كلمة خلال المنتدى السنوي لمنظمة "ثينك أفريكا" المقام بالعاصمة الفنلندية، من 18 إلى 23 نونبر الجاري، أنه ضمن تقرير "من أجل أجندة إفريقية حول الهجرة"، تناول جلالة الملك وسائل وطرق تعزيز دور الجالية الأفريقية وكذا مساهمتها في تنمية القارة. وأوضح في هذا الصدد أن النموذج المغربي يعتمد بشكل أساسي على استراتيجيات تمكن من الاندماج الناجح في البلدان المضيفة، والتواصل المستمر مع بلد المنشأ؛ مشيرا إلى أن مساهمات حوالي 4.5 مليون مغربي مقيم بالخارج (من بينهم حوالي 3000 في فنلندا)، مهم في الاقتصاد الوطني والمحلي، حيث زادت التحويلات من المغاربة المقيمين في الخارج إلى 7.5 مليار دولار أمريكي بحلول نهاية عام 2018، وفق البنك الدولي. واعتبر الدبلوماسي المغربي أن هذه الأرقام تمثل الالتزام الطوعي للجالية في أنشطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في بالبلدان المضيفة أو بلدانهم الأصلية، مؤكدا على قدرة الشعب المغربي على قبول الآخر وهو ما ساعد المهاجرين المغاربة على تعبئة أنفسهم ثقافيا في فنلندا وغيرها، وبالتالي، تمكنوا من أن يعكسوا ببراعة خلال مقامهم بالدول الأوروبية تنوع ثقافتهم وثراء حضارتهم بجذورها الأفريقية. وأكد أن المهاجرين الأفارقة منتجون لقيمة مضافة في الشمال ولكن أيضا في الجنوب، مشيرا إلى أنه علاوة على مساهماتهم في بلدانهم الأصلية، فإنهم يوفرون إمكانات هائلة للبلدان المضيفة من خلال تقديم آفاق جديدة من حيث الإنتاج، ووسائط الاستهلاك والتبادل، والموارد البشرية والتبادل الثقافي. وتابع أن العديد من الدول الأوروبية تسعى إلى إنشاء إطار اقتصادي وسياسي وثقافي جديد في العلاقات مع افريقيا، مؤكدا أنه ينبغي العمل على ذلك في إطار صفقة جديدة رابح-رابح، مضيفا أن مثل هذه الصفقة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الدور المحتمل الذي يمكن أن تلعبه الجالية كوسيط مهم للعلاقات، وتركز على الثقة في تاريخ الشعوب الإفريقية. وتعتبر "ثينك أفريكا"، التي تأسست سنة 2014، منظمة غير ربحية وغير حكومية تتألف من مجتمع متنوع من الأفراد والكيانات. وتسعى المنظمة لإحداث تأثير اجتماعي واقتصادي من خلال تمكين المغتربين الأفارقة الذين يعيشون في فنلندا وأيضا بناء تعاون فعال بين فنلندا والدول الأفريقية. ويحضر المغرب خلال هذه الدورة بصفته شريكا رئيسيا إلى جانب وزارة الشؤون الخارجية الفنلندية والبعثات الدبلوماسية لكل من جنوب إفريقيا وناميبيا. وأقامت سفارة المملكة المغربية بهذه المناسبة معرضا على هامش فعاليات المؤتمر للترويج للجوانب الثقافية والاقتصادية والسياحية للمغرب. المصدر: و م ع