كتبت صحيفة (اليوم السابع) المصرية، أن شريط "آدم" للمخرجة المغربية مريم التوزاني، عمل فني متكامل يعبق بالكثير من المشاعر الإنسانية. وقالت اليومية، في عددها، اليوم الاثنين، إن "أدم" الذي فاز بالجائزة البرونزية لمسابقة "الأفلام الروائية الطويلة" ضمن فعاليات مهرجان "الجونة" السينمائي في دورته الثالثة (19-27 شتنبر)، "واحد من أجمل ما قدمته السينما المغربية في السنوات الأخيرة"، مبرزة أن الشريط "عمل فني متميز، اعتمد لغة سينمائية لافتة". وأضافت أن الفيلم، "رصد معاناة المرأة دون هجوم أو إلقاء اللوم على الرجل، ولم ينشغل بالشكل التقليدي لصراع المجتمع، بل اهتم فقط بمشاكل النساء وحياتهن ومحيطهن". وتابعت (اليوم السابع) أن مريم التوزاني "استطاعت أن تعالج تيمة معقدة بنعومة شديدة تارة وبعنف تارة أخرى، وسط موجات من المشاعر الإنسانية المتفردة، حيث تغوص داخل شخصية المرأة العربية التي ربما هي واحدة من أقوى نساء العالم، بسبب قدرتها على مواجهة الحياة بصعوبتها وعنفها". ونقلت الصحيفة، عن مريم التوزاني قولها "إن أدم لم يكن مجرد فكرة راودتني وقمت بتنفيذها، وإنما هو واقع عايشته وظروف تأثرت بها"، مضيفة "عاصرت قصة الفيلم في الواقع وظلت القصة عالقة في ذهني إلى أن قررت أن أقدمها إلى الشاشة لتترجم كل المشاعر التي اختزلتها بداخلي". وأشارت التوزاني، تضيف الصحيفة، إلى أن "الإحساس بمعاناة الآخر، عامل آثر في بشكل كبير.. لذلك كنت قريبة جدا من أداء شخوص الشريط، الطفلة وردة والسيدتين سامية وعبلة، لأني جربت المشاعر التي عاشها الثلاثة في مراحل مختلفة من عمري، الأولى عندما كنت طفلة، والثانية عندما أصبحت أما واختبرت مشاعر الأمومة ، والثالثة عندما جربت شعور الفقد والموت الذي يحرم الإنسان من وداع أحبائه قبل الرحيل" من جهتها، قالت الممثلة نسرين الراضي، بطلة فيلم (آدم)، في تصريح للصحيفة، إن "تقمصها لشخصية سامية، ساعدها على الانصهار أكثر في حبكة الشريط، رغم أن ذلك فرض عليها بذل مجهود كبير بسبب صعوبة مشاهد الفيلم الذي كان حافلا بالكثير من الدراما النفسية". أما نبيل عيوش، منتج فيلم "آدم"، فأعرب للصحيفة، عن ثقته في نجاح الشريط أثناء عرضه التجاري، لأنه يعبر عن نبض المجتمع ويرصد معاناته بلغة سينمائية جديدة.. وبخصوص ترشيح الفيلم لتمثيل المغرب لجائزة أوسكار العالمية، قال عيوش، إنه "لم يفاجأ بالأمر لأن الفيلم يستحق ذلك"". ويحكي الشريط قصة الشابة سامية (أدت الدور بإتقان الممثلة نسرين الراضي) الحامل التي لجأت لطرق أبواب منازل في حي شعبي بالدار البيضاء طلبا للعمل، بعد أن قررت الابتعاد عن أسرتها بحكم أن حملها ناتج عن علاقة خارج إطار الزواج. لكن الجميع سيمتنع عن فتح باب منزله في وجه سامية، لتجد نفسها عرضة للشارع أمام بيت عبلة، (شخصت الدور الممثلة لبنى أزابال)، الأرملة التي تعيش رفقة ابنتها الوحيدة، بعد وفاة زوجها في حادثة سير.