نحتاج اليوم إلى حكومة مُنْقِذَة.. والسيد العثماني، للأسف، لا يمكنه أن ينقذ نفسه اليوم حتى نعوِّل عليه لإنقاذ البلد.. من يعجز على تعديل حكومته واقتراح أسماء جديدة في مدة تفوق شهرين، لا يمكنه أن يقود حكومة تخرج البلد من أزمته… العالم يسير بسرعة مجنونة، والسيد العثماني يسير بسرعة السلحفاة، وينتظر اليوم مَن يخرجه مِن أزمته… وقبل أن تتحدث عن الأحزاب الأخرى، وتتدخل في شؤونها، سَيِّدي رئيس الحكومة المحترم، يجب أن تحل مشاكل حكومتك أولا، ومشاكل المغاربة ثانيا.. لأن مشاكل المغاربة أهم من مشاكل أحزاب المعارضة العادية.. ولأن المنطق السليم اليوم يفرض عليك، إذا كنت تحتكم للمنطق أصلا، أن تفكر في تقديم استقالتك من الحكومة، اليوم قبل الغد، إذا أردت فِعلا أن يتذكر المغاربة لك شيئا.. لأنه إلى حدود الساعة، لن يتذكَّر المغاربة سوى صمتك وعجزك.. والشيء الوحيد الذي يمكن أن يتذكره المغاربة لك، ويدخل السرور على قلوبهم بدون أدنى شك، هو أن ترحل في صمت، وتترك المجال لمن يستطيع إصلاح ما أفسدَتْهُ حكومتك وحكومة من سبقَكَ إلى ذلك المنصب… كن متأكدا آ السي العثماني أن المغاربة سيفرحون، وسيتنفسون الصعداء، إذا قررت الرحيل اليوم.. لأنهم ببساطة يعيشون كابوسا مرعبا مع حكومتك.. كابوسا يهدد البلاد والعباد، ويمد يده كل يوم في جيوب المواطنين ليقتطع أكثر من قوت عيالهم، ويُضيِّق عليهم حياتهم أكثر مما هي ضيِّقة… سيدي رئيس الحكومة، المغاربة ومَلِكُهُم ينتظرون حكومتك المُعدَّلَة منذ شهرين.. وينتظرون مخططاتك الجديدة لإنقاذ البلد، ولإنعاش الاقتصاد، ولخلق فرص الشغل، ولإعطاء كل مغربي حقه من ثروات بلاده.. المغاربة ينتظرون مِنك ومن وزرائك توفير العيش الكريم لهم، ولم يرَوْا منكَ شيئا.. حتى الكلام الذي كان يشبعهم بيه سَلَفُكَ، حرمتهم منه خلال ولايتك.. أتعرف لماذا لم يروا شيئا من حكومتك سيدي؟ لأن فاقد الشيء لا يعطيه! ارحلْ آ السي العثماني، إذا كنت فِعلا محِباًّ لهذا الوطن.. وكُنْ على يقين أنه سيكون القرار الوحيد الذي سيتذكَّرُهُ المغاربة لك!