منذ أكثر من أسبوعين، تعيش عدة دواوير بجماعة فم الجمعة بإقليم أزيلال معاناة حقيقية مع رحلة البحث عن الماء الصالح للشرب، إثر انقطاع الماء عن "بزابزها" بالمنازل. بالنسبة للعثماني، إن المغرب في عهده، عرف تقدما كبيرا في تزويد العالم القروي بالماء والكهرباء، وقد خرج لترويج هذا الإنجاز العظيم في التلفزيون، ليقول في "الما والضو" ما لم يقله مالك في الخمر والعياذ بالله. الآن قد لا يعلم العثماني أن هذه الدواوير، عادت بها الحاجة إلى القرون الوسطى، في عملية البحث عن الماء في الآبار وربما الوديان البعيدة. أكثر من ذلك، يعلم العثماني أن سعر برميلين أو ثلاثة من الماء قد يعادل سعر الفاتورة في الشهر، بل لعله يعلم ما يفعله العطش في البشر والبهيمة، ويلجأ إلى الصمت، مطبقا في هذه "النازلة" المثل القائل "كم حاجة قضيناها بتركها". لكن هل يمكن اعتبار أن هذه الدواوير مستفيدة فعلا من شبكة الربط بالماء الصالح للشرب، وهي التي لا تستفيد من هذه المياه القادمة من أحد الأبار "الجافة" حاليا، سوى ساعة واحدة في الأسبوع، كنوع من الترشيد. لقد ضربت هذه الدواوير "الإنجاز العظيم للعثماني" في الصفر، وكشف للمغاربة زيفه حين قال في خيلاء، إن أكبر إنجاز للحكومة تلخصه عبارة واحدة، هي "برك على نكَاصة يشعل الضو حل الروبيني يسيل الما". إن الواقع يقول إن الإنجاز الحقيقي لحكومة السي العثماني تلخصه عبارة حقيقية، تقول "مع هاذ الحكومة، هزنا الما وضربنا الضو".