لماذا كلما أطل رئيس حكومتنا من مكان اختبائه في "تويتر"، يثير سيلا من السخرية، ويفجر طاقة الضحك عند المغاربة، ويحفز فيهم الشعور بالفضول حول أهلية هذا "الفقيه" الذي ابتلاه الله برئاسة حكومة؟ بالأمس، منحنا العثماني معلومة حساسة للغاية، واختار أن يروجها فينا عبر ال"تويتر"، حتى تكون رسمية، وإلزامية، من باب "الحاضر يبلّغ الغائب"، وبدا "الفقيه" منشرحا وهو ينتقي العبارات المناسبة لتحرير هذه المعلومة، التي ستجعل الأمطار في المغرب، تضرب لنا ألف حساب قبل أن تنوي التحول إلى فيضان، يعبث بالإنسان والجدران وقطيع الأبقار والنعاج والخرفان. حيث غرّد فقيهنا المبجل وهو يطلق البشرى فينا، قائلا "هذه أول مرة في تاريخ الأرصاد الجوية يتم إصدار نشرة جوية إنذارية باللغة العربية".. ياعيني على المعلومة الملغومة.. إنها نشرة يا رئيس الحكومة.. "ماشي مسلسل تركي" مترجم. من سوء حظ المغاربة، وهم يتقاسمون مع رئيس حكومتهم هذا الابتلاء الذي لا راد لقدر الله فيه، أن العثماني لم يرَ في مديرية الأرصاد الجوية، سوى إصدارها نشرة بالعربية فقط.. ولم ير تطورها وخروجها من طبيعتها التقليدية.. بل لم ير فيها ذاك الحس الوطني في الإخبار والإنذار واتخاذ الحيطة من الأخطار.. لم يرها أيضا وهي ترسل بشكل دوري، النشرة تلو الأخرى.. وتتوجه إلى المغاربة من سكان أقاليم بعينها لتبلّغهم تحذيراتها، حتى لا يقع المواطن في الأخطار، وإن كان معزولا في رأس الجبل، بفعل "العقم" في برامج حكومته في التنمية. السي العثماني لم ير كل هذا.. فقط إصدار مديرية الأرصاد الجوية نشرة بالعربية. وبالتالي لا تندهشوا غدا، حينما ترونه يستنجد بهذا الإنجاز العظيم، في زمن عرض الحصيلة، ويضيفه إلى إنجازه الأسطوري الذي حيَّر الناس، حينما قال "حُل الروبيني ينزل الما ورّك على النكاصة يشعل الضو"، في حين أن بعض السكان في زاكورة، وقت "ثورة العطش"، طبّقوا نظرية "الفقيه" وفتحوا الروبيني، فلم يجدوا ماءً، لم يجدوا إلا "مالين الوقت". ولخبار فراسكم… ودوزو بخير.