قضى مجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، في مقترح التمديد لبعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء ”مينورسو“، لستة أشهر، بدل السنة، في رضوخٍ للإرادة الإدارة الأمريكية. ليس هذا، هو المهم، في القرار الأممي، بل ما حملته طيات القرار، هو الأهم، إذ لم يشر هذا القرار، إلى أطروحة جبهة البوليساريو، المطالبة ب”الإستفتاء“، و”تقرير المصير“، بل أكد المشرع الأمريكي الذي صاغ القرار، على الواقعية في القضية.
الإستفتاء لم يعد مطروحاً فوق الطاولة وعقب صدور هذا القرار أدلى، عمر هلال، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأممالمتحدة بتصريح لوسائل الإعلام، عبر فيها عن فرحته قائلاً، ”الإستفتاء لم يعد مطروحاً فوق الطاولة“.، وللمرة الأولى تم تكريس الجزائر كطرف رئيسي في العملية السياسية، وستشارك في إجتماع المائدة المستديرة بجنيف في ال5 وال6 من دجنبر المقبل، بنفس الصفة مثل المغرب، البوليساريو ووموريتانيا. وحلل كريم عايش، عضو مركز الرباط للدراسات السياسية، الموضوع بقوله لصحيفة ”الدار“، ”باقتراح من الولاياتالمتحدةالأمريكية، شكلت التوصية التي تلقت تصويت 12 من أصل 15، بما فيها فرنسا إشارة لا تخطئها العين بخصوص مسار حل قضية الصحراء، خاصة أمام إصرار الولاياتالمتحدةالأمريكية، على إختصار الوقت والإسراع في إيجاد حل نهائي؛ دون السير لمدة سنة إضافية“. كما يرى عايش، أن الإدارة الأمريكية، ”هنا ترفع ضغطها على الدول المعنية بالصراع، أي المغرب والجزائر وموريتانيا، وهنا نرى أن ما كان يصر عليه المغرب من ضرورة إشراك حاضنة البوليساريو وداعمتها صار أحد مرتكزات المقترح الأمريكي، والذي إتسم بالبراغماتية والجدية“. خلاف فرنساوالولاياتالمتحدة.. له نفس الهدف ويعتبر كريم عايش، أن ”مندوب الولاياتالمتحدة أعاد ماجاء في الإحاطة السابقة والتي أعتبرت أن قوات حفظ السلام لم تحل المشكل بقدر ما أطالت عمره، بإعتبار أن دور الأممالمتحدة هو إيجاد حلول وليس إبقاء المشاكل تطول وتعيش أمداً طويلا، وهو أمر مكلف ومرهق“.
وأشار المتحدث، إلى أن خلاف فرنساوالولاياتالمتحدة حول تمديد ولاية المينورسو، كان من ”أجل نفس الهدف وهو تمكين المبعوث الأممي كوهلر، من أجواء كافية تساعد على إطلاق مفاوضات وفتح قنوات التشاور والنقاش بين مختلف الأطراف، لأن النسق الذي يشتغل عليه المندوب هو تحقيق توافق على حل سياسي متفاوض عليه وهو ما جاء في القرار، الذي دعم مجهودات الممثل الخاص للسيد الأمين العام في فتح مشاورات عبر طاولة مستديرة بجنيف شهر دجنبر“. ومن جهته، كمتابع ومحلل سياسي، قال كريم عايش، أن ”القرار كرس لوجهة نظر جون بولثون في تقصير مدة الحل واحترام الوضع القائم بناءا على إتفاق وقف إطلاق النار لسنة 1991، أي التوقف عن تشويش منطقة الكركرات والمنطقة العازلة، التي أعلنتها ميليشيلت البوليساريو، كمنطقة محررة بدعم من الجزائر والتي تجد نفسها الآن معزولة، أكثر من أي وقت مضى، إذ صار مكشوفاً للجميع دورها القذر في بث الفوضى والتفرقة بين دول إفريقيا، بدعمها لأي حركة إنفصالية فاشلة في أي دولة تحت طائل تقرير المصير“. القرار أداة جيوستراتيجية لإعادة القطار على سكته الصحيحة
لقد أقبر جون بولثون، تقرير المصير؛ عبر القرار الأخير بمجلس الأمن، يعتبر صفعة أمريكية مؤيدة من طرف خمسة عشر صوت، وإمتناع روسيا وإثيوبيا وبوليفيا على التصويت، في رسالة واضحة لقصر المرادية كي يعيد النظر في مواقفه والانسجام مع المقترح المغربي؛ الذي أبان على مرونة وقبول لمبادرات مجلس الأمن، والقوى العظمى في تمكين الصحراء من مبادرة مغربية تعتبر من صميم قيم الديمقراطيات الكبرى، عكس النظام الجزائري؛ الذي يسعى إلى خلق بؤر حرب وتسهيل مرور عتاد إيراني، وتكتيكات إرهابية لإشعال المنطقة وإبتزاز الدول الكبرى؛ عبر تحويل الصحراء منطقة تنازع بالوكالة؛ بين محور الشيعة والقوى الليبرالية وبعدها تنزل روسيا بثقلها وتتمكن الجزائر من إقتناء منظومة الصواريخ، إس 400 بأفضل الأسعار، فتفرض الجزائر نفسها قوة عسكرية محورية للحليف الروسي تسيطر عبره على أفريقيا بالتدريج، يضيف عايش. ويختم كريم قوله، ”لذى جاء قرار مجلس الأمن كأداة جيوستراتيجية لإعادة القطار على سكته الصحيحة، مع ضبط لمساره وسرعته وبدقة من طرف مبعوث السيد الأمين العام للأمم المتحدة، وكذا صقور الإدارة الأمريكية، وفرسان باريس بمشاركة نادي أصدقاء الصحراء؛ لضمان إستقرار لمنطقة تخفي من التهديدات أكثر مما تظهر“.