يُواصل محور بريتوريا-الجزائر نهجه العدائي ضد الوحدة الترابية للمملكة المغربية؛ إذ لم يتغير خطاب كل من عبد المجيد تبون، رئيس الجزائر، وسيريل رامافوزا، رئيس جنوب إفريقيا، تجاه ملف الصحراء المغربية أمام الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي الوقت الذي تستبعدُ فيه جل قرارات مجلس الأمن الدولي والأممالمتحدة أي نقاش حول "الاستقلال" أو "الاستفتاء"، وهو ما تأكد من خلال خلاصات المشاورات الأخيرة التي أجراها المبعوث المستقيل هورست كولر، دعا الرئيس الجزائري إلى "إجراء استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية المؤجل منذ أكثر من 29 سنة"، بتعبيره. وتجاهل الرئيس تبون دور الجزائر باعتبارها طرفاً أساسياً في النزاع باعتراف أممي، وعبّر في خطاب مسجل ألقاه أمام الدورة ال 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، عن أسفه "لما تعرفه قضية الصحراء من عقبات تعرقل تسويتها، لا سيما توقف المفاوضات بين طرفي النزاع والتماطل في تعيين مبعوث أممي جديد". وعلى المنحى العدائي نفسه سارت جنوب إفريقيا خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجددت دعمها لجبهة البوليساريو الانفصالية، وطالب رئيسها سيريل رامافوزا ب"إنهاء الاحتلال" في الأقاليم الصحراوية المغربية. وتعتبر الجزائروجنوب إفريقيا أكبر داعم لجبهة البوليساريو الانفصالية، وهو ما يعيق تعزيز الاندماج على الصعيدين المغاربي والإفريقي؛ إذ تقدر الكلفة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الناتجة عن تعثر اندماج المنطقة المغاربية بما يقارب 2.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة. وبات المنتظم الدولي مقتنعاً بأن "الاستفتاء" وفق المقاربة الانفصالية حل لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع وليس عملياً، بالنظر إلى تشبث الساكنة الصحراوية بالسيادة المغربية في إطار مقترح الحكم الذاتي، وهو ما دفع الأممالمتحدة من خلال بعثة "المينورسو" إلى التراجع عن تنظيم الاستفتاء منذ سنة 1991. وكان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أكد خلال نهاية المائدة المستديرة الثانية بجنيف أن "أي حل خارج السيادة المغربية على صحرائه مستبعد نهائياً"، مشيراً إلى أن هذه المائدة تحت إشراف هورست كولر "كانت لها ميزة تفكيك بعض الأساطير مثل (الحق في تقرير المصير) أو (الاستفتاء) أو (الاستقلال)".