بعد لقائه بالملك محمد السادس، أمس الثلاثاء، بالرباط، حل المبعوث الجديد للأمم المتحدة الى الصحراء المغربية هورست كوهلر اليوم الأربعاء، بمخيمات المحتجزين الصحراويين، بتندوف، جنوبالجزائر، في زيارة أولى تدوم يومين في مسعى منه لإحياء الوساطة بين المغرب وجبهة بوليساريو والخروج من الطريق المسدود في هذا النزاع. وقال المنار اسليمي ، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، في تصريح ل"الأيام24"، إن زيارة المبعوث الأممي الجديد في ملف الصحراء إلى المغرب تندرج ضمن أولى خطوات بناء التواصل مع الأطراف المرتبطة بملف الصحراء، مبرزا أن "المبعوث الأممي سيكون دوره في هذه المرحلة هو سماع رأي الأطراف حول الملف دون تقديم أي أفكار أو مبادرة في هذه الجولة". وأكد المحلل السياسي، إلى أنه يجب الانتباه إلى بعض المؤشرات التي من شأنها إحداث تحول في الملف، مبرزا في ذات الوقت، أن المطلوب من الدبلوماسية المغربية الانتباه إليها، خاصة أن شخصية كولر المبعوث الأممي الجديد التي تبدو مختلفة تماما عن شخصية روس فما يخص تناول ملف الصحراء. وأشار اسليمي أن كولر قد يكون قريبا في مقاربته من الهولندي فالسوم، مضيفا " أن سياق الزيارة مختلف عن سابقيه لكون كولر مؤطر بمرجعية تقرير الأمين العام الجديد غوتيريس وقرار مجلس الأمن في نهاية أبريل السابق ،وبالتالي " الأمر يتعلق بمرجعية مختلفة عن بان كيمون ومبعوثه روس" . وكشف المتحدث، أن الذهاب في هذه الزيارة بعد المغرب إلى موريتانياوالجزائر، معناه أن المبعوث الأممي الجديد يدرك أن الصراع مغربي جزائري، وأن البوليساريو مجرد لعبة جزائرية ،فتقرير الأمين العام وقرار مجلس الأمن في ابريل الماضي يشددان على الدور الجزائري كطرف في الصراع . من هنا يؤكد اسليمي، المطلوب من الدبلوماسية المغربية أن تستثمر وضعية وأحداث النظام الدولي في ملف الصحراء ،الذي بات يتمسك بوحدة الدول وسيادتها،و تجلى هذا بوضوح ، وفق المتحدث "في مرافعات رؤساء الدول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إضافة إلى رفض كل الاستفتاءات التي جرت في الشهور الأخيرة وانتباه المجتمع الدولي إلى خطر الإرهاب المرتبط بالانفصال". وخاص المحلل السياسي، في ذات التصريح، أن المغرب اليوم توجد أمامه فرصة مفتوحة لاستثمار تحولات النظام الدولي الانتقالي، وتغيير التوازنات بشكل سريع وجعل الصراع بينه وبين الجزائر وتجاوز أسطورة البوليساريو.