تعتبر معلمة «زيفاغو» المعروفة باسم «الكرة الأرضية» في قلب مدينة الدارالبيضاء، والتي تشهد أعمال إعادة التهيئة ، إحدى المآثر العمرانية والتاريخية المهمة التي تجسد بحق تطلع هذه المدينة إلى الانفتاح على العالم. هذا المجسم الذي يقع بساحة الأممالمتحدة، القلب النابض لكبرى حواضر المملكة، حيث تتجمع الأبناك والمقاولات والمحلات التجارية الكبرى ولا يزال مشروع إصلاح معلمة "زيفاغو""، يعرف تعثرا واضحا، حيث ما إن تبدأ الأشغال بها حتى تعود لتتوقف؛ الشيء الذي يجعل نهاية الأشغال بها تعرف تأخرا كبيرا. وتعرف جنبات "الكرة الأرضية" تهميشا واضحا، حيث يلجأ بعض المشردين إلى المبيت فيها، ناهيك على تحويلها إلى مكان للتبول تنبعث منه روائح كريهة مقززة للمارة. وسبق أن شرعت شركة التنمية المحلية "البيضاء للتراث"، التي كان مفوضا لها تدبير هذا المشروع، قبل أن يتم تحويله إلى "شركة الدارالبيضاء للتهيئة"، إلى جانب شركة "الأجيال" الكويتية القابضة، في عملية إعادة تأهيل معلمة "الكرة الأرضية" وممرها تحت أرضي، بعد الاتفاقية التي جرى توقيعها سنة 2016 في هذا الإطار؛ غير أن الأشغال بها تسير بوتيرة بطيئة وأصبح موقع الكرة الأرضية يشكل نقطة سلبية، بعد أن ظل لفترة من الزمن تمتد لعدة سنوات، من البؤر السوداء، في وجه مدينة الدارالبيضاء، لاستنشاق االروائح الكريهة للقادورات البشرية، وتجمع المتشردين، حتى تم إقفاله بعد إطلاق الخط الأول للترامواي. وبعد فشل المجلس السابق والحالي للجماعة الحضرية للدارالبيضاء، في إعادة تأهيل الموقع، وحصول تعثر أشغال إنجاز بعض المحلات في الممر التحت أرضي، لم يعد أحد يعرف أسباب التخلي عن المشروع من طرف الجماعة والولاية. والمشروع يهم إعادة تأهيل موقع الكرة الأرضية وكذا ممرها تحت أرضي، بطريقة جديدة، بغرض أن يحتضن ممرها تحت أرضي ، أنشطة ثقافية وتجارية. والمشروع هو أصلا لجماعة الدارالبيضاء، باقتراح من الولاية، ويتم تنفيذه بشراكة مع شركة الأجيال القابضة، بغلاف مالي يقدر بأربعة عشر مليون درهم، وستتكلف بإنجازه المباشر شركة الدارالبيضاء للتراث، التابعة للجماعة.