أعاد العثور على ثلاثة أطنان من مخدر الكوكايين في شاطئ سيدي رحال، جنوبالدارالبيضاء، السؤال مجددا حول استهداف شبكات التهريب الدولية للمغرب، عبر شواطئه الأطلسية، مثلما يحدث في عدد من شواطئ بلدان غرب إفريقيا. العثور على هذه الكمية الضخمة من المخدرات الأكثر رواجا في العالم، قد يؤشر إلى محاولة لعودة قوية لشبكات التهريب الدولية لاستهداف المغرب عبر هذا المخدر الذي يكتسح كل يوم أسواقا جديدة في مختلف مناطق العالم. ولم تكن هذه المرة الأولى التي يقذف فيها الموج بهذه الكمية من الكوكايين نحو شواطئ الدارالبيضاء والرباط، فقد عاين المغاربة، قبل بضعة عقود، كيف رمت الأمواج المئات من الأكياس البلاستيكية إلى شواطئ الدارالبيضاء، واعتقد الناس وقتها أن الأمر يتعلق بأكياس من الدقيق أو السكر، وهناك أشخاص حملوها معهم إلى منازلهم بحسن نية، قبل أن يتم اكتشاف المفاجأة. من الناحية التقنية، ليس مؤكدا أن هذه الكمية من المخدرات الصلبة كانت موجهة خصيصا للمغرب، وما دام أن الموج رماها إلى الشاطئ، فمن المحتمل أن تكون التيارات البحرية أغرقت القوارب الحاملة لها، أو أن حاملي الشحنة اضطروا للتخلص منها في محاولة للفرار أو الإفلات من معاينة أمنية في عرض البحر، وهذا كثيرا ما يحدث. غير أن الشبكات اللاتينية، تحلم منذ زمن طويل بتحويل المغرب إلى طريق رئيسية للكوكايين القادم من أمريكا اللاتينية نحو أوربا، وأيضا بلدان غرب آسيا، واستعانت بذلك بالشبكات القوية القريبة من المغرب، وخصوصا الشبكات الإسبانية المتركزة في إقليم غاليسيا، شمال غرب إسبانيا، وهو الإقليم الذي يعرف وجودا قويا لشبكات تهريب الكوكايين، المرتبطة بالشبكات اللاتينية. وكان أحد العملاء السريين للشرطة الإسبانية، ويدعى خوسي مانويل كامانيو، كشف في مذكرات ستصدر له قريبا في كتاب، أن مهرب المخدرات الأشهر عبر التاريخ، الكولومبي بابلو إسكوبار، كان يحلم بتحويل المغرب إلى محطة رئيسية لاستقبال الكوكايين القادم من بلدان أمريكا اللاتينية. وقال كامانيو، في تصريحا نشرته قبل بضعة أسابيع صحيفة "إيل موندو" الإسبانية، إن إسكوبار كان يطمح إلى إنشاء شبكة تهريب قوية في المغرب، واستقبال الكوكايين القادم من أمريكا اللاتينية عبر موانئ على المحيط الأطلسي، غير أن العميل كامانيو اقنع إسكوبار بعدم جدوى ذلك، بالنظر لقوة المراقبة الأمنية المغربية على موانئه.