فريد الركراكي، ممثل ومخرج يعشق المسرح الذي يعتبره أرضية للممثل المحترف ويجد فيه اختلافا عن التلفزة والسينما، اتجه إلى إخراج مجموعة من الأعمال الفنية آخرها الشريط الوثائقي الطويل "مرحبا بك في الجحيم". في هذا الحوار الذي أجرته معه ّالدار" يعبر الركراكي عن عشقه للمسرح، وانتقاده لبعض الانتاجات التلفزيونية التي تفتقد للجودة، وأسباب غياب منتجين مدعمين للانتاجات السينمائية. بداية، من هو فريد الركراكي؟ فريد الركراكي ممثل ومخرج متزوج وأب لطفلين، سارة ومولاي يوسف، إنسان محب للحياة وعاشق للمسرح.
هل تفضل العمل في المسرح أم في التلفزيون والسنما؟ هناك فرق كبير بين الاشتغال في المسرح والعمل في التلفزيون والسينما، وميولي وتكويني في المسرح، لذلك الاشتغال في المسرح له نكهة خاصة، فيه ألتقي مع الجمهور مباشرة على الخشبة، وليس لنا الحق في الخطأ والممثل المحترف من يعشق المسرح أكثر من السينما.
هل الممثل المحترف هو المتمكن من الخشبة أم من الشاشة؟ ممثل المسرح أغلى من التلفزيون والسينما، فالشخص البعيد عن التمثيل يمكنه الاشتغال في السينما، عكس المسرح لا يمكن لأي ممثل أن يتمكن من الخشبة لأنها لا تقبل الخطأ، أما في السينما فهناك هامش كبير لإعادة اللقطات والمشاهد أكثر من مرة. لحسن حظي أني أتواجد فيهم في هذه المجالات كلها رغم أنني اعمل في المسرح أكثر من التلفزيون، ومنذ ثلاث سنوات أصبحت أعمل في مجال الإخراج السينمائي، لكن يبقى المسرح هو عشقي الأول والأخير، ومن خلاله أسعى دائما إلى تقديم العروض خاصة وأنني أشتغل مع ثلاث فرق مسرحية استفادت من دعم الجولات التي نقدم فيها عروضا حتى خارج المغرب.
هل حياة الفنان صعبة؟ فعلا، حياة الفنان جد صعبة، وهناك مشاكل كثيرة في الحياة الزوجية، لكن التغلب عليها يتوقف على شريك الحياة الذي ينبغي أن يتفهم الحياة ويتمكن من خلق التوازن بين عمله وبيته، لذلك هناك العديد من الفنانين الذين يتجنبون تكوين أسرة بسبب المشاغل الكثيرة والسفر والتنقل عبر العالم لتقديم عروض. كيف تعيش حياتك الشخصية كفنان؟ كان الله في عون زوجتي التي تتحمل عملي اليومي وانشغالي بشكل كبير ودائم السفر والتنقل وبرامجي، وزوجتي هي من تتكلف بمسؤولية البيت والأطفال فهي شريكتي التي تساندني.
كيف يمكن للفنان أن يعالج القضايا الاجتماعية؟ على المخرج أن يستقي مواضيع من الواقع الملموس، ومعالجتها من أجل تغير بعض السلوكات والظواهر السليبة؛ هنا يكمن دور المخرج وأول الأفلام القصيرة الثلاث التي اشتغلت عليها تجسد الواقع وقد حصلت على جوائز متعددة. واشتغلت أيضا في عملي الأخير على شريط وثائقي طويل "مرحبا بك في الجحيم" الذي يتضمن حالات واقعية لأربعة رجال وامرأة ويعالج قضية الاختطاف من طرف البوليزاريو، وأنواع التعذيب التي تعرضوا لها وكيف هربوا من ذلك الجحيم.
كيف ترى مستوى الأعمال الفنية المغربية؟ هناك خلط كبير خلال السنوات الأخيرة، على خلاف السنوات السابقة التي كانت تعرف إنتاجات قليلة لكنها تتميز بالجودة والاحترافية، لكن اليوم ورغم كثرة الإنتاجات إلا أنها تفتقد للجودة، ولا ترقى إلى مستوى طموحات الجمهور المغربي، خاصة وأن هناك من ينتجون أعمالا بهدف الربح المادي دون مبالاة بجودة العمل الفني، حيث أصبحت المادة اليوم هي المسيطر على العمل الفني، مع العلم أنه يمكن ربح المال مع إنتاج مادة ذات جودة بروح الإبداع.
ما جديدك؟ وضعت اللمسات الأخيرة على أول شريط وثائقي طويل مدته ساعة ونصف بعنوان "أهلا بك في الجحيم" الذي أنجزته بدعم من المركز السينمائي المغربي، إضافة إلى مشاركتي في ثلاث أفلام، مع المخرجين: سعد الشرايبي والجيلالي فرحاتي وفريد الحكيمي.